"يديعوت": انسحاب ترامب من الاتفاق النووي حملة نفذها الموساد بتوجيهات فاشلة من نتنياهو

الخميس 04 مارس 2021 05:05 م / بتوقيت القدس +2GMT
"يديعوت": انسحاب ترامب من الاتفاق النووي حملة نفذها الموساد بتوجيهات فاشلة من نتنياهو



يديعوت - بقلم: نداف ايال    "بعد 34 سنة في المناصب العليا في الموساد، وبعد أن قاد قسم المقاتلين (قيساريا) وشغل منصب رئيس مديرية العمليات في أثناء سرقة الأرشيف النووي من قلب طهران، ها هو أ. يتحدث. في مقابلة حصرية مع “يديعوت أحرونوت” ينتقد نائب رئيس الموساد السابق الذي اعتزل الجهاز الشهر الماضي سياسة إسرائيل انتقاداً لاذعاً بالنسبة للنووي الإيراني ولا سيما قرار نتنياهو العمل على إسقاط الاتفاق النووي.

يتحدث أ. عن حملة سرقة الأرشيف التي يصفها بأنها “حملة القرن” للجهاز، ويقول إن على إسرائيل أن تغير نهجها من الكفاح ضد إيران وتنقل “حرب الاستنزاف هذه إلى طهران”، وتستخدم في الحرب وسيلة المبعوث تجاه الإيرانيين.

كان أ. أيضاً هو الرجل الذي كلفه رئيس الموساد يوسي كوهن بتطوير خطة الموساد للتصدي لكورونا – الخطة التي عرضها كوهن على نتنياهو ورفضها رئيس الوزراء، ولم يعرف أحد السبب، منذ نيسان من العام الماضي. ويرى أ. صلة مباشرة بين سلوك نتنياهو حيال إيران وسلوكه حيال كورونا: السطر الأخير كان إدارة سيئة. لقد رأيت إدارة سيئة.

“قارن بين كورونا ومعالجة النووي الإيراني. فعندما تنظر إلى ما حصل منذ أن دفعت إسرائيل باتجاه إلغاء الاتفاق النووي، إلى كمية اليورانيوم التي جمعتها إيران منذئذ، وتوسعها الإقليمي، هذا سيئ. الأمر ذاته يفعلونه بكورونا. بعد قليل 6 آلاف ضحية، ولكن كيف كانت حملة التطعيم. عظيمة، أليس كذلك؟ هذا ليس نجاحاً”.

يحذر أ. بأن استقلالية الموساد في خطر، أو على حد تعبيره: “عندي انتقاد في أن المنظومة لا تحمي رأيها المستقل بما يكفي في السنوات الأخيرة”، ويقف بالقطع ضد ميل نشر للعمليات السرية. ويكشف النقاب عن أن انسحاب ترامب من الاتفاق مع إيران كان هدفاً لحملة إسرائيلية علنية وسرية قام الموساد “بتنفيذ تعليمات القيادة السياسية” واتخذ سلسلة أعمال مختلفة لتحقيقها. “وكيف ذلك؟” يسـأل ويجيب: “واضح أننا إذا نجحنا في إخراج الأمريكيين من الاتفاق، فسيسقط إلى أن ينتهي نهائياً. وقد أخذنا الاستعداد بناء على ذلك وبدأنا بالخطوات، التي كان الأرشيف واحداً منها”. وبالتوازي، ينتقد أ. النتيجة بشدة: “إذا نظرت اليوم، في آذار 2021، سأجد أن لدينا وضعاً فيه تخصيب لليورانيوم في بوردو، وعمل في كاشان ونطنز، وقد جمعوا 2.5 طن من اليورانيوم المخصب، وهناك الآن أجهزة طرد مركزي متطورة. نحن الآن مع إدارة ديمقراطية… وضعنا اليوم أسوأ بالنسبة للوضع في أثناء الاتفاق النووي. فهم لم يتوقفوا لثانية عن توسعهم الإقليمي، وينتجون الصواريخ… الصفقة التي عقدناها صفقة سيئة. عدنا إلى المكان ذاته”.

يروي أ. بأن نتنياهو وضع نفسه بشكل “كدي للغاية” أمام إدارة أوباما، مما أضر بقدرة إسرائيل على تقليص ضرر الاتفاق. يقول أ. إن الحكومة لا تتعاطى مع المشكلة المركزية (التهديد النووي الإيراني هو التهديد الوجودي) بل تطالب بإضافة موضوع الصواريخ الباليستية والتوسع الإقليمي والإرهاب، لكل مفاوضات مع إيران، مما يدحر الموضوع النووي إلى الأسفل. “برأيي، تتنازل إسرائيل في السنتين الأخيرتين عن النووي لأنك تريد أن تحقق كل شيء، وفي هذه الأثناء فإنهم يجمعون المادة المشعة”.

هذا وكان أ. اعتزل الشهر الماضي بعد أن انتخب د. رئيس الموساد التاي، وهو قرار فاجأ كبار رجالات الجهاز في ضوء التجربة الأغنى التي لدى أ.