رجَّح عضو المكتب السياسي ومسؤول العلاقات الوطنية في الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني (فدا) سعدي أبو عابد، ألا تجري انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني، نتيجة للظروف الإقليمية، موضحاً في سياقٍ آخر سبب إصدارهم للبيان الأخير.
وقال أبو عابد في تصريحات صحفية: "أرجح ألا تجري انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني نتيجة للظروف الإقليمية، ولذلك أعتقد جازماً أننا سنذهب لمجلس وطني بالتوافق، بضمان مشاركة الكل الوطني الفلسطيني".
وأضاف "هناك اتفاق بين الأردن والسلطة الفلسطينية ألا تُجرى انتخابات على الأراضي الأردنية، وأيضاً أعتقد أن الظروف في لبنان لا تسمح بذلك، وكذلك الوضع في سوريا، ولذلك سنصل في نهاية المطاف في إطار التوافق الوطني لمجلسٍ وطني يضم الكل الوطني والإسلامي الفلسطيني".
وتابع أبو عابد "في تصورنا أن تفعيل دور منظمة التحرير لتكون الممثل الشرعي لكل مكونات الشعب الفلسطيني، يكون من خلال مشاركة حركتي الجهاد الإسلامي وحماس في مؤسساتها. هنا تكتمل الصورة، ولذلك لابد من بحث هذا الموضوع، وأساسه مخرجات اجتماع الأمناء العامين في الثالث من أيلول/ سبتمبر 2020".
وأوضح أن حوار الفصائل المُقبل في القاهرة سيرتكز على تركيبة المجلس الوطني الفلسطيني القادم بضمان مشاركة كل مكونات الشعب الفلسطيني فيه ليس بالعدد، بل المشاركة السياسية، والتركيز على الإخوة في حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
وفيما يتعلق ببيان (فدا) الأخير، بيَّن أبو عابد أنه جاء رداً على ما نقله الإعلام على لسان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، صباح الأحد، بأن (فدا) وفصائل أخرى تنوي المشاركة في الانتخابات في إطار قائمة حركة فتح.
وقال بهذا الصدد :"مازالت كل الخيارات أمامنا مطروحة في إطار خوض العملية الانتخابية".
ولفت أبو عابد إلى كونهم يُفضلون خوض الانتخابات المقبلة ضمن قائمة وحدة وطنية كفصائل منظمة التحرير، ولكن ببرنامج سياسي لهذه القائمة يتضمن مخرجات المجلس المركزي المتعاقبة، والمجلس الوطني، ومخرجات اجتماع الأمناء العامين للقوى والفصائل أيضاً، بالإضافة لوثيقة الأسرى.
ونوه إلى أن هذه عناوين سياسية، وبالإمكان أن تكون قواسم مشتركة بين كل مكونات فصائل منظمة التحرير، فنحن لسنا ببعيدين عن بعض حول البرنامج الاقتصادي، والبرنامج الاجتماعي، لكن في هذه المرحلة لم نستطع حتى الآن أن نُجمِّع كل فصائل منظمة التحرير.
وشدد أبو عابد على أهمية أن نتمسك بمخرجات المجلسين المركزي والوطني اللذين أكدا على قطع العلاقة مع إسرائيل، وفي جوهره التحلل من اتفاق أوسلو، مؤكداً أنهم جزء من هذه القرارات التي صدرت في عامي 2015 و2018.
ونبّه إلى قناعتهم ألا نعود إلى مسار المفاوضات مجدداً، وذلك بعد تجربته لأكثر من ربع قرن، مشيراً إلى كونه لم يحقق شيئاً للشعب الفلسطيني على الإطلاق.
كما لفت أبو عابد إلى أن لديهم خياراً آخر مازلوا يبحثون فيه، وهو أن تخوض القوى اليسارية والقوى المجتمعية الديمقراطية الوطنية الانتخابات ضمن قائمة مشتركة على قاعدة البرنامج السياسي، والبرنامج الاقتصادي، والاجتماعي، موضحاً أنهم إن لم يكونوا متطابقين فيها، فهم قريبين جداً في الجوهر، لاسيما في الوقوف في وجه الخصخصة، وفي تعزيز صمود الناس على الأرض.
أما الخيار الثالث الذي يبقى أمامهم - وفق أبو عابد - أن يخوضوا الانتخابات ضمن قائمة خاصة بكفاءات مهنية ولها شعبية، إذا تعذر التحالف مع قوى سياسية أخرى.
وبحسب القيادي البارز في (فدا) "كنا نحبذ إنهاء الانقسام قبل الذهاب باتجاه الانتخابات، لكن للمعيقات التي يدركها الجميع توافقنا على الذهاب للانتخابات التشريعية لعل وعسى أن تكون هي المدخل لتكريس الوحدة الوطنية".
وحول رفض بعض القوى وفي مقدمتها حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، خوض الانتخابات التشريعية المقبلة، بيّن أبو عابد أن مبررات هذه القوى منسجم تماماً مع منطلقاتها.