أعلن رئيس الهيئة العامة للشباب والثقافة الأستاذ أحمد محيسن عن إطلاق جائزة في الفن التشكيلي باسم الفنان الراحل كامل المغني، مخصصة لفئة الفنانين التشكيليين الشباب، تكريمًا لمسيرته الفنية الحافلة.
جاء ذلك خلال حفل لتكريم الفنان المغني ضمن فعاليات مشروع "عاش هنا"، بحضور رئيس الهيئة الأستاذ أحمد محيسن، وعميد عائلة المغني المختار أبو سلمان المغني، والمدراء العامين في الهيئة ووجهاء العائلة، ومخاتير حي الشجاعية، بالإضافة إلى ضيف الحفل وزير الثقافة السابق الدكتور محمد المدهون.
وأوضح محيسن أن إطلاق الجائزة جاء لتخليد ذكرى الراحل المغني، وتعزيز مكانته ليكون نموذجًا للفنانين الشباب، لافتاً إلى أهمية الحفاظ على إرث الفنانين والأدباء والمبدعين الفلسطينيين، مبينًا أن مشروع "عاش هنا" سيواصل مسيرته تخليد ذكرى القامات والرموز والمبدعين الذين ساهموا في إثراء الحركة الثقافية والفنية والفكرية الفلسطينية.
وأكد محيسن أن الفنان المغني يُعد سفيرًا عالميًا لفلسطين حيث استطاع من خلال ريشته ولوحاته الفنية المميزة التعبير عن الهوية الوطنية للشعب الفلسطيني، ونقل معاناته المستمرة بسبب الاحتلال وممارساته الاجرامية، مشددًا على دور الأدوات الثقافية في مقاومة الاحتلال والدفاع عن الحقوق الوطنية الفلسطينية.
من جانبه، أشار المدهون أن مشروع "عاش هنا" يعزز قيم الوفاء والتقدير للمبدعين الرواد من أبناء الشعب الفلسطيني والذين كان لهم دور بارز في تطوير الثقافة الفلسطينية ونقلها إلى بقاع العالم، مبينًا أن الراحل المغني ساهم بشكل كبير في تطوير الفن التشكيلي في فلسطين من خلال مسيرته الفنية والأكاديمية الحافلة.
من جهته، عبر المختار أبو سلمان عن تقديره لهذه اللفتة الكريمة، مؤكدًا على أهمية تعزيز الوحدة الوطنية بين المثقفين والفنانين والمبدعين لتمكينهم من تسخير أدواتهم الإبداعية لخدمة القضايا والثوابت الوطنية وفي مقدمتها قضية القدس وحق العودة.
يذكر أن الفنان المغني ولد في حي الشجاعية في مدينة غزة بتاريخ 27/12/1943، وحصل على بكالوريوس ديكور من جامعة الإسكندرية عام 1966، ثم ماجستير في سيكولوجية الرمز واللون عام 1987.
يُعد أحد المؤسسين لرابطة الفنانين التشكيليين في فلسطين، وساهم في تأسيس جمعية الفنانين التشكيليين في قطاع غزة، وترأسها ما بين عامي 1990-1991 وهو أحد الأعضاء المؤسسين لكلية الفنون الجميلة في جامعة النجاح الوطنية بنابلس 1993 وعمل رئيساً لقسم الفنون فيها، ما بين عامي 1993-2000، كما أسس قسم الفنون الجميلة بكلية الفنون والإعلام جامعة الأقصى بغزة 2003.
أقام كامل المغني خمسة وثلاثين معرضاً شخصياً وثنائياً داخل الوطن وخارجه. وشارك في معظم المعارض الجماعية لرابطة الفنانين التشكيليين الفلسطينيين داخل الوطن كما شارك في معظم المعارض الجماعية للاتحاد العام للفنانين الفلسطينيين خارج الوطن.
كما شارك في توقيع اتفاقية للتعاون بين الاتحاد العام الفنانين الفلسطينيين واتحاد الفنانين السوفيات 1979، وفي توقيع اتفاقية للتعاون بين رابطة الفنانين الفلسطينيين واتحاد الفنانين بجمهورية ألمانيا الديمقراطية برلين 1988، وكان ممثل الاتحاد العام للفنانين التشكيليين الفلسطينيين في اللجنة الدولية للفن بباريس في ذات العام.
أنجز المغني ما يقارب الستمائة عمل فني خلال مراحله الفنية موجودة الآن في عدد من المتاحف الدولية ومقتنيات خاصة داخل فلسطين وخارجها.
تمَّ اختياره كفنان عالمي متميز في العام 2000 في الموسوعة العالمية: Who,s Who والتي تعني بالمبدعين في العالم.
أمضى كامل المغني ثلاث سنوات في سجون الاحتلال من 1969-1972 بسبب نشاطه في صفوف الثورة الفلسطينية، كما رسّخ من خلال أعماله الفنية للقضية الفلسطينية وتصويرها ورصد أوجاعها، واهتم بالتراث الفلسطيني، وتوفى بتاريخ 5 مارس 2008 عن عمر يناهز 65 سنة.
حصل كامل المغني على العديد من الجوائز العربية والدولية، أبرزها: وسام اتحاد الفنانين السوفيت، ووسام بلدية داندي اسكتلندا عام 1981، وجائزة الشراع الذهبي الثانية الكويت عام 1989، والجائزة الأولى عن الفن التشكيلي بمهرجان جرش الثالث بالأردن، وجائزة معرض البيئة الفلسطينية القدس عام 1978.
وتم في ختام الحفل إزاحة الستار عن لوحة مذهبة باسم "عاش هنا" تحمل اسم الراحل المغني وتاريخ ميلاده ووفاته.