تتواصل الزيارات الفتحاوية إلى السجن هداريم حيث يقبع القيادي في حركة «فتح»، مروان البرغوثي بهدف التشاور والتي كان آخرها لعضو "اللجنة المركزية للحركة" حسين الشيخ، وأخرى مرتقبة إليه يُدشّنها أمين سرّ "المركزية" جبريل الرجوب، على أنها لن تكون الأخيرة كما يصف عضو «المجلس الثوري لفتح»، حاتم عبد القادر.
ويقول: «هي زيارات استطلاعية للمناقشة والتشاور حول تشكيل قائمة فتحاوية لانتخابات المجلس التشريعي». لكن زيارة الخميس الماضي لم تكن عادية، علماً أن الشيخ عمل يوماً تحت إمرة البرغوثي قبل أن يُحكَم الأخير بمؤبّدات خمسة، ويتولّى الأوّل الملفّ الأساسي في التنسيق مع الاحتلال الإسرائيلي.
مصادر فلسطينية اكدت وفقا لما نقلته وسائل اعلام عبرية من أن خلافات نشبت بين الضيف والزائر الذي جاء بصفته مبعوثاً من الرئيس محمود عباس. فالأخير عرض صفقة قوامها تنازل «أبو القسام» عن خوض الانتخابات الرئاسية، وأيضاً عن الترشّح باسم «فتح» بصورة منفصلة في البرلمان، مقابل مليونَي دولار لعائلته وحجز عشرة مقاعد له ولِمَن يختاره، وهذا ما رفضه الأسير.
تقول مصادر «فتحاوية» لـ"الأخبار" إن الشيخ حاول إقناع البرغوثي بترأّس قائمة الحركة في «التشريعي»، والتخلّي عن فكرة الرئاسة، علماً أن البرغوثي سبق أن وضع شرطَين لذلك: الأول استشارته في الأسماء كافة التي ستضاف إلى القائمة وألّا يُستبعد أيّ من القيادات الموالية له منها، والثاني أن يتمكّن من الاستقالة من «التشريعي» والترشّح للرئاسة في حال رغب.
معادلة يُستشفّ منها إصراره على الترشّح للرئاسة، وهو ما يؤكده عبد القادر بقوله: «البرغوثي لا يرغب في الترشّح لانتخابات التشريعي، بل يؤكد اعتماد قائمة فتحاوية موحّدة من اللجنة المركزية يجري اختيارها على أسس ديموقراطية... هو يفكّر في الرئاسة وهذا ليس هدفاً شخصياً، بل جاء طبقاً لاستطلاعات الرأي الأخيرة التي تشير إلى أنه المرشّح الأقوى».
وعن الاتصالات التي يجريها القيادي محمد دحلان، لإقناع الأسير بالنزول في قائمته، ينفي عبد القادر ذلك، بل يستبعد أن يقبل البرغوثي هذا العرض، خاصة أن تشارُكه مع تيار دحلان سيُسهّل على خصومه في «المركزية» مهاجمته، مع أنه يدعو إلى قائمة موحّدة تشمل الجميع.
في المقابل، تفيد مصادر في تيار دحلان بأن الأخير لا يتحمّس لدعم مروان في ترشّحه للرئاسة، إن لم يدعم الأخير قائمة «الإصلاحي» في الانتخابات البرلمانية.
لكن «أبو القسام» يقدّر وجود أصوات من الفصائل يمكن أن تصبّ في رصيده بما في ذلك القوى الإسلامية، وتحديداً «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، فضلاً عن كون الأولى على تواصل معه في هذا الشأن.
وحول إمكانية التحالف مع «حماس»، قال عبد القادر إن هناك تقارباً بين الأسير والحركة في الإطار الوطني، ولذلك لا مانع من مثل هذا التحالف. لكن ترشّح البرغوثي للرئاسة أو دعمه قائمة منفصلة للتشريعي ليس المعضلة الوحيدة أمام «فتح»، فالمعلومات تشير إلى رغبة لدى قيادات من «الحرس القديم» في الترشّح بقائمة منفردة.
وتوضح مصادر أخرى أن هذه القائمة يتصدّرها نبيل عمرو، ويدعمها عضو «المركزية» أحمد قريع، إلى جانب قيادات سابقة. وتضيف المصادر أن عمرو يُجري مشاورات داخلية لبلورة قائمة أخرى خوفاً من أن تكون قائمة «المركزية» دون المستوى المطلوب.
هكذا، تعود «أمّ الجماهير»، كما تصف نفسها، لتجد أربع قوائم شبه معلنة هي: الرسمية ودحلان والبرغوثي (الشبابية) و«الحرس القديم»، فضلاً عن إمكانية ترشّح قيادات سابقة في قوائم منفردة أو مع فصائل أخرى. كما أنه ليس واضحاً مصير رئيسَي الحكومة السابقين لمحمد اشتية، أي رامي الحمد الله وسلام فياض، خاصة مع الحديث عن اتصالات لبلورة قوائم للشخصيات القيادية التي عملت في صفّ عباس. مع هذا، تبقى الأزمة الكبرى هي ترشّح البرغوثي الذي يحصد أعلى الأرقام مقارنة بغيره، وهنا، تُشكّك قيادات «فتحاوية» في ذلك، قائلة إنه من المبكر مناقشة هذا الأمر مع «أبو القسام»، لا سيما أنه حتى الآن ليس هناك مرشح رسمي للحركة للرئاسة.