تُواصِل إسرائيل محاولاتها الحثيثة لدبّ الخلافات بين الفلسطينيين عشية الانتخابات المقرر إجراؤها للمرّة الأولى في الضفّة الغربيّة وقطاع غزّة منذ العام 2006: فقد قالت مصادر سياسيّة وأمنيّة إسرائيليّة إنّ الأسير السياسيّ مروان البرغوثي (62 عامًا)، الذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه منافس لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، يدرس الترشح للانتخابات الرئاسية الفلسطينية المقررة في يوليو، حسبما أكد مقرب منه لمجلّة (تايمز أوف أزرائيل) الإسرائيليّة.
وقال النائب الفلسطيني السابق قدورة فارس في اتصالٍ هاتفيٍّ مع المجلّة: “رفيقنا مروان يدرس الخيار لكنه لم يتخذ قرارًا بعد في أي من الاتجاهين”.
وفي حديثه مع المجلّة الإسرائيليّة، حذّر القياديّ في حركة (فتح)، قدورة فارس، من أنّه بدون ديمقراطية حقيقية في فتح، من المحتمل أنْ تفشل الحركة في هزيمة خصومها في الانتخابات البرلمانية المقبلة. وقال فارس: “يجب إجراء انتخابات داخلية في فتح تشارك فيها كل الكوادر”.
وفي معرِض ردّه على سؤال المجلّة الإسرائيليّة قال فارس: “نحن نواجه خصمًا قويًا جدًا، حماس، والجميع يريد أنْ يرى فتح موحدة. إذا حاول أولئك الموجودون في القيادة فرض قائمة ضعيفة من أعلى، فإن تلك القائمة ستنهار”، على حدّ قوله.
وكان رئيسا المخابرات من مصر والأردن قد زارا مدينة رام الله الشهر الماضي، وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، حثّ المسؤولان عبّاس على بذل كلّ ما في وسعه لضمان خوض حركة فتح الانتخابات بقائمةٍ واحدةٍ وموحدةٍ من المرشحين.
جديرٌ بالذكر أنّه وفقًا لاستطلاع رأي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في كانون الأوّل (ديسمبر) الماضي، إذا قام البرغوثي بتشكيل قائمة مستقلة، فستحصل على 25 بالمائة من الأصوات، بينما قال 19 بالمائة فقط إنّهم سيصوتون لقائمة فتح الرئيسية، وعندما طُلِب منهم الاختيار من قائمة خلفاء عباس المحتملين، جاء البرغوثي في المرتبة الأولى بنسبة 37 بالمائة.
وكان مكتب حسين الشيخ، قد أصدر بيانًا عقب اللقاء مع البرغوثي في السجن الإسرائيليّ جاء فيه: “بحث الطرفان آخر المستجدات السياسية على الساحتين الدولية والإقليمية، ونتائج الحوار الوطني الفلسطيني، والاستعدادات الجارية لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية”.
وتابع الشيخ في البيان: “قمت بزيارة الأخ مروان البرغوثي حاملاً معي رسالة وتحية من الرئيس محمود عباس واللجنة المركزية لفتح”. وقال البرغوثي، بحسب بيان مكتب الشيخ، “هناك حاجة للارتقاء فوق الجراح والمصالح الفئوية والأنانية، وخلق قائمة موحدة لحركة فتح، دون استبعاد أوْ تهميش”، كما نقل مكتب الشيخ عن الأسير السياسيّ البرغوثي.
الرأي اليوم