قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية إن الفلسطينيين يتطلعون إلى دعم سياسي ومالي، عربيين، مضيفاً في مستهل اجتماع الحكومة الفلسطينية،أمس الاثنين: «نتطلع إلى إسنادنا ودعمنا والتمسك بمبادرة السلام العربية لمواجهة التوسع الاستيطاني، كذلك توفير الدعم المادي لتعزيز صمود أهلنا».
وكان أشتية يتحدث قبل وقت قصير من اجتماع استثنائي لوزراء الخارجية العرب، في القاهرة، خصص لمناقشة تقديم الدعم للشعب الفلسطيني. وعقد اجتماع القاهرة بطلب من مصر والأردن بعد تنسيق مع السلطة الفلسطينية، في محاولة لتجاوز أي خلافات قديمة وتشكيل موقف عربي جامع.
وقالت مصادر مسؤولة في السلطة إن التوجه لدى الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، هو تسوية كل الخلافات مع الأشقاء العرب، وصولاً إلى موقف جامع يدعم طلب فلسطين عقد مؤتمر دولي للسلام، وإطلاق مفاوضات، مرجعيتها الشرعية الدولية ومباردة السلام العربية. وأضافت المصادر أن «الرئيس عباس اتفق مع العاهل الأردني الملك عبد الله، والرئيس عبد الفتاح السيسي، على إطلاق عهد جديد، وتكفلت عمان والقاهرة بقيادة هذا الجهد، ويفترض أن ينضما أيضاً للرباعية الدولية لدفع جهود المفاوضات قدماً».
وتأثرت علاقة السلطة بدول في الإقليم، من بينها دول خليجية، بسبب تباين المواقف حول مسائل فلسطينية داخلية، والعلاقة مع الإدارة الأميركية السابقة، والتطبيع مع إسرائيل، ووصل ذلك إلى حد تبادل الاتهامات بشكل رسمي. ورفضت السلطة عقد اتفاقات عربية إسرائيلية، تحت رعاية إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، على قاعدة أن التطبيع يجب أن يتبع إقامة السلام وليس قبل ذلك، وأنه أيضاً يخالف مبادرة السلام العربية، التي تشترط إقامة الدولة الفلسطينية قبل التطبيع العربي الإسرائيلي.
لكن مع وصول الإدارة الأميركية الجديدة، تغير كل شيء في رام الله.
وتعول السلطة الفلسطينية على إدارة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن لدفع عملية سلام جديدة في المنطقة. وقلب فوز بايدن الأمور رأساً على عقب في رام الله، وشجع السلطة على الضغط والتنسيق مع دول مؤثرة من أجل إطلاق مؤتمر دولي، تحضره الرباعية الدولية ودول أخرى، بهدف تشكيل آلية متعددة الأطراف لرعاية مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، على قاعدة الشرعية الدولية المستندة إلى قرار مجلس الأمن 1515. الذي ينص على أن الأرض الفلسطينية هي الأرض المحتلة عام 1967.
واجتماع وزراء الخارجية، الذي عقد أمس، كان جزءاً من خطة تنقية الأجواء العربية والحصول على دعم سياسي. وكانت الجامعة العربية تلقت مذكرتين من كل من المندوبية الدائمة للأردن ومصر، تطلب فيها عقد هذا الاجتماع. وأشارت المذكرتان إلى التطورات التي تشهدها المنطقة، والتي تستوجب موقفاً عربياً جامعاً، يحقق الحماية للأمن القومي العربي، ويخدم المصالح العربية المشتركة، ويعزز التضامن العربي المشترك، ويعيد التأكيد على الثوابت العربية بشأن القضية الفلسطينية.
وأكد المصدر الفلسطيني أن التوجه الجديد يشمل ترميم العلاقات مع الدول التي طبعت مع إسرائيل، لافتاً أن الهدف إرسال رسالة واضحة للإدارة الأميركية وإسرائيل، بأنه برغم التطبيع فإنهم متمسكون بمبادرة السلام العربية، ودعم الفلسطينيين في إقامة دولتهم على حدود 4 يونيو (حزيران) 1967».
وكان عباس أمر بوقف أي انتقادات لاتفاقات التطبيع العربية الإسرائيلية، كما أمر بوقف أي هجوم رسمي أو غير رسمي على أي دول عربية لأي سبب كان. وقالت المصادر إن عباس أمر برفع مستوى التنسيق مع جميع الدول العربية وتجاوز الخلافات، وعمل شخصياً على ذلك.