كشفت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية نقلا عن مصدر مقرب من الحكومة الإيرانية ان المحادثات السرية بين ادرة الرئيس الأميركي جو بايدن وإيران بشأن عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي مستمرة منذ ثلاثة أسابيع في نيويورك، دون علم الشركاء الأوروبيين، وأبرمت إيران والقوى الست الكبرى الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين عام 2015 في فيينا، اتفاقا بشأن برنامجها النووي بعد نحو 12 عاما من التوتر بشأنه.
وبحسب تقرير الصحيفة الفرنسية، فقد مثل طهران المندوب الإيراني الدائم في الأمم المتحدة، مجيد تخت روانجي، الذي التقى بممثل عن ادارة بايدن. وقال المصدر "سنعرف بسرعة اذا نجحت المحادثات أو لا"، وأوضح كذلك ان تصريحات خامنئي في الثامن من كانون الثاني/يناير الجاري استعداد بلاده للوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاقية إذا فعلت الولايات المتحدة ذلك، جاءت بناء على طلب الولايات المتحدة، لتأكيد أن القيادة الإيرانية تعتمد على المحادثات الجارية في نيويورك.
وأتاح الاتفاق رفع العديد من العقوبات الاقتصادية التي كانت مفروضة على إيران، مقابل خفض أنشطتها النووية وضمان عدم سعيها لتطوير سلاح نووي، لكن ترامب سحب بلاده من الاتفاق عام 2018، معتبرا أنه غير كاف، وأعاد فرض عقوبات على طهران انعكست على اقتصادها وقيمة عملتها، وقامت إيران بعد نحو عام بالتراجع تدريجيا عن غالبية التزاماتها الأساسية بموجب الاتفاق النووي.
وأكد أنتوني بلينكن الذي اختاره بايدن لتولي منصب وزير الخارجية، الثلاثاء الجاري، أن الإدارة مستعدة للعودة الى الاتفاق النووي مع إيران، شرط أن تفي طهران مجددا بالتزاماتها، وقال خلال جلسة المصادقة على تعيينه في مجلس الشيوخ إن بايدن "يعتقد أنه إذا عادت إيران للتقيد، فنحن ايضا سنتقيد به". وأضاف "لكننا سنلجأ الى ذلك كنقطة انطلاق، مع حلفائنا وشركائنا الذين سيكونون مجددا الى جانبنا، سعيا الى اتفاق أقوى ويستمر وقتا أطول".