بلينكين بانتظار المصادقة عليه وسط توقعات بسياسة خارجية أميركية أكثر نشاطاً وانخراطاً

الخميس 21 يناير 2021 05:26 م / بتوقيت القدس +2GMT
بلينكين بانتظار المصادقة عليه وسط توقعات بسياسة خارجية أميركية أكثر نشاطاً وانخراطاً



واشنطن /سما/

من المتوقع أن تتم المصادقة على أنثوني بلينكين، مرشح الرئيس الأميركي جو بايدن كوزير خارجية الولايات المتحدة، في مجلس الشيوخ الأميركي في وقتٍ لاحقٍ اليوم الخميس، وبأغلبية مريحة، خاصة أن بلينكن كان قد صادق عليه المجلس أثناء إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، ويحظى بمودة واحترام أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين الديمقراطي والجمهوري.

يشار إلى أن الحزب الديمقراطي الذي أصبح يتقاسم مجلس الشيوخ مع الجمهوريين بنسبة 50 إلى 50، يحظى بالأغلبية كون أن نائب الرئيس ، كاملا هاريس، كرئيس لمجلس الشيوخ تستطيع كسر التعادل لصالح الديمقراطيين.

كما يذكر أنه على مدار ثلاثين عاماً، أو منذ نهاية الحرب الباردة، ينظر العالم إلى الولايات المتحدة باعتبارها الضامن النهائي للنظام الدولي، فيما يرى الرئيس الأميركي بايدن الذي احتل مواقع بارزة ومؤثرة في السياسة الخارجية الأميركية لعشرات السنين، أولاً كعضو بارز في مجلس الشيوخ، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس، ومن ثم لمدة ثماني سنوات كنائب الرئيس الأميركي، يرى نفسه وكيلاً لهذا الإرث، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".

وتقول الصحيفة في مقال لها الخميس أن الدبلوماسيون والخبراء يتساءلون في مختلف عواصم العالم: هل ستنشغل إدارة بايدن بالمشكلات الداخلية والانقسامات التي خلفتها إدارة ترامب عن لعب هذا الدور القيادي في العالم، الذي اعتبره بايدن أمرا مفروغا منه عندما كان عضواً في مجلس الشيوخ ونائب رئيس؟

وترى الصحيفة أن بايدن سيكون أكثر نشاطًا في هذا الملف مما يتوقعه الكثيرون، حتى في الوقت الذي تعاني فيه أميركا من جائحة كورونا، بسبب زخم وخبرة الأشخاص الذين اختارهم لشغل مناصب رئيسية في السياسة الخارجية.

وفي أعقاب تنصيب الرئيس بايدن خلال الساعات الماضية، تعهد بإصلاح تحالفات الولايات المتحدة والانخراط مع العالم مرة أخرى.

وتنسب الصحيفة إلى بيتر وستماكوت، الذي عاش بجوار بايدن كسفير بريطانيا في واشنطن خلال إدارة أوباما قوله: "هذا رجل أمضى 40 عامًا في التعرف على قادة أجانب حول العالم"، بينما أضاف وولفجانغ إيشينغر، السفير الألماني السابق لدى الولايات المتحدة، أنه يتوقع أن يعتمد بايدن على علاقاته الشخصية لإصلاح العلاقات مع الحلفاء الأوروبيين التي تأثرت خلال فترة سلفه ترامب.

يذكر أن أول مكالمة للرئيس بايدن كرئيس الولايات المتحدة ، أجريت الخميس مع رئيس وزراء كندا، جاستن ترودو.

ومن المرجح أن تكون أول زيارة خارجية رسميا لبايدن في اجتماع لزعماء مجموعة السبعة في حزيران، والذي تستضيفه بريطانيا في منتجع ساحلي في كورنوال. وقد يوسع تلك الرحلة لتشمل وجهات أوروبية أخرى، بما في ذلك ألمانيا، حيث يمكنه توديع المستشارة أنغيلا ميركل قبل أن تتنحى بعد 16 عامًا.

وفي الخريف، من المتوقع أن يحضر بايدن اجتماع مجموعة العشرين في روما ومؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في غلاسكو، اسكتلندا، حيث يمكن أن يعرض خطوته للانضمام إلى اتفاقية باريس للمناخ.

وإلى جانب التواريخ الواردة في اليوميات الدبلوماسية، يؤكد الخبراء أن تعيينات بايدن لا توحي بوجود بيت أبيض يتطلع إلى الداخل فقط، فاختياره كورت كامبل، للعمل كمنسق رفيع المستوى لسياسة آسيا، على سبيل المثال، يمكن أن يكون إشارة إلى نهج صارم مع الصين إلى جانب جهود نشطة لطمأنة الحلفاء الأميركيين اليابان وكوريا الجنوبية.

بدوره، يعتقد توماس رايت، خبير السياسة الخارجية في معهد بروكينغز، أن "بايدن اختار أشخاصًا يفهمون ويلتزمون بالمنافسة الاستراتيجية" مما يبشر بسياسة خارجية قوية وواثقة.

لكن، من ناحية أُخرى، يعتقد بعض الخبراء أن الفوضى التي ظهرت في إطار اقتحام مبنى الكونغرس (الكابيتول) يوم 6 من الشهر الجاري، أضعفت الدور التقليدي لأميركا كقائد للديمقراطية، وأن الأزمات المحلية المتتالية سوف تستهلك طاقة بايدن، ما يصرف الانتباه عن الشؤون العالمية.

ولكن رايت يناقض الموقف القائل إن الاهتمامات الداخلية تكون على حساب الاهتمامات الخارجية، أو العكس قائلاً: "لم أفهم قط المقايضة بين الطموح في الداخل والطموح في الخارج. على وجه التحديد بسبب تحدي الديمقراطية في الداخل، تحتاج الولايات المتحدة إلى أن تكون أكثر نشاطًا في الدفاع عن الديمقراطية في الخارج".

كما يعتقد الخبراء أن الروابط بين السياسة الداخلية والخارجية لإدارة بايدن تعززت من خلال تعيين سوزان رايس، التي عملت مستشارة للأمن القومي لأوباما، مديرة لمجلس السياسة الداخلية لبايدن، خاصة أن الأولويات المحلية الرئيسية، مثل الوباء، هي أيضًا تحديات عالمية.

يذكر أن المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، في أول إحاطة صحافية لها من البيت الأبيض مساء الأربعاء، أعلنت القرارات التي اتخذها الرئيس بايدن كإجراءاته الأولية، بما فيها العودة إلى اتفاقية باريس للمناخ، وإلغاء حظر السفر الذي فرضه الرئيس السابق ترامب من وإلى دول ذات أغلبية مسلمة، والعودة لمنظمة الصحة العالمية.

ورداً على سؤال حول "الخطوات التالية" لإدارة بايدن مع إيران، وما إذا كان لدى الرئيس أي خطط للانضمام إلى الاتفاق النووي مجدداً، قالت ساكي إن الإدارة الأميركية "تتوقع بالتأكيد أن يكون هذا جزءاً من المناقشة مع نظرائه أو القادة الأجانب من شركاء وحلفاء".

وتابعت: "الرئيس أوضح أنه يعتقد أنه من خلال دبلوماسية المتابعة ينبغي على الولايات المتحدة أن تسعى إلى إطالة القيود النووية على إيران وتعزيزها، ومعالجة القضايا الأخرى ذات الأهمية"، وأنه يجب أن تستأنف إيران الامتثال للقيود النووية الكبيرة بموجب الاتفاق من أجل المضي قدماً.

وفيما يتعلق بالاتهامات الموجهة إلى روسيا حول هجمات الكترونية تعرضت لها مؤسسات حكومية، علقت ساكي: "نحتفظ بحق الرد على أي اعتداء إلكتروني".

كما توقعت أن يكون "هناك اتصال مبكر بين بايدن وبوتين وبقية الحلفاء والأصدقاء".