كشف المجلس المركزي الارثوذكسي، اليوم الإثنين، عن صفقة تسريب جديدة قام بها البطريرك الأرثوذكسي اليوناني، ثيوفيلوس الثالث، في أراضي دير مار الياس الواقعة بين القدس وبيت لحم، في 17-9-2020 لصالح شركات إسرائيلية.
وأوضح عضو المجلس المركزي الارثوذكسي، جلال برهم، في تصريح صحفي، أنّ الصفقة تهدف لإقامة وحدات سكنية وفنادق ومرافق سياحية، وتحويل دير مار الياس إلى فندق سياحي، لافتًا إلى أنّه تم الكشف عنها عن طريق الصدفة خلال البحث في واقع أراضٍ، تم تسريبها بوقت سابق.
وقال برهم: "إنّ الصفقة الجديدة هي تسريب لــ 110 دونمات، بقيمة 125 مليون شيكل، تابعة للدير، تمتد من مدخل بيت صفافا الشرقي إلى الجهة المقابلة لدير مار إلياس على الشارع الرئيسي، الذي يربط القدس ببيت لحم، وهي صفقة في أراضي عام 67، وكانت مرتبطة بصفقة سابقة سُرّب خلالها 70 دونمًا".
وأضاف أنّ عملية التسريب تمت من خلال شركتين، شركة استثمار وتمويل والتي مولت المشروع بمقابل تنازل البطريركية تتنازل عن كامل حقوقها في هذه الأرض، وهذا الكلام موثق في وثيقة الرهن والتمويل، والشركة الثانية إسرائلية حديثة العهد.
وذكر أنّ من يمثل إحدى الشركات هو من مثل البطريركية في صفقات سابقة، ومقر إحدى الشركات هو مكتب هذا الممثل، لافتًا إلى أنّ عملية الرهن هي طريقة جديدة لتسريب الأراضي.
وأشار إلى أنّه في السابق كانت البطريركية تؤجر أو تبيع بشكل مباشر للطرف الإسرائيلي، أو على الأقل القبول في تعويضات عندما يتعلق الأمر في أملاك الكنيسة، ولكن بعد عام 2010 وفضح العديد من صفقات التسريب، لجأت البطريركية إلى أسلوب جديد في التحايل، وأصبحت تؤجر الأرض أو العقار لشركة وهمية في الخارج، ويتم تسجيل أن الشركة اُستأجرت الأرض، ولكن بعد مدة يتم التلاعب في العقود وتصبح العقود عقود بيع، والتي بدورها تقوم ببيعها لشركات إسرائيلية، وهناك وثائق لـ 20 صفقة من هذا النوع لتحايل وتسريب الأراضي.
وبيّن أنّ الخطير في هذا المشروع، هو حلقة ربط توصل باقي الحلقات بالحزام الاستيطاني الذي يغلق القدس تمامًا بحدودها الجنوبية ويفصلها عن بيت لحم، كما أنّ هذه الصفقة أنها تعطي الحق في السيطرة والرهن والبيع للشركات الإسرائيلية التي أخذت هذا الحق من البطريركية مقابل 150 شقة سكنية من أصل 12 ألف شقة، وبالإضافة إلى الشقق السكنية والمحال التجارية سيقام ضمن المخطط سلسلة فنادق، الأمر الذي من شأنه أن يدمر اقتصاد المدن الثلاث (بيت جالا، بيت ساحور، بيت لحم) التي تعتمد في معيشتها على السياحة.
ولفت إلى أنّ تحويل البطريرك الأرثوذكسي اليوناني، ثيوفيلوس الثالث، مار الياس لفندق، على أن تتولى شركة قبرصية غير معروفة إدارة المبنى، أي تحويل غرف مبنى الدير البالغة 45 غرفة من دير للرهبنة إلى فندق، مؤشر خطير، ويعني أن البطريرك قد شرع في تحويل الأماكن المقدسة إلى مشاريع استثمارية.
وأكّد على أنّ المجلس المركزي الأرثوذكسي لن يتوقف عن فضح أي صفقة يكتشفها، وسيعمل على متابعة الموضوع على المستوى القضائي والسياسي، كمتابعة الشكوى الجزائية التي قدّمت عام 2017 بحق هذا البطريرك أمام النائب العام الفلسطيني، والتي لم يتم أخذ قرار في هذا الملف.
وختم بقوله: "وسنضيف للشكوى، الصفقات الأخيرة التي كشفها مؤخرًا، كما سنعمل مع المستوى السياسي لحماية هذه الأوقاف من التلاعب والتفريط".