إسرائيل اليوم - بقلم: ماتي توخفيلد "بينما كل الأحزاب، الجديدة أساساً، تركز سهامها ضد نتنياهو بشكل علني، فإن معركتها الحقيقية تجري فيما بينها. في هذه اللحظة، ثمة حروب خلف الكواليس. ولاحقاً،كلما تعاظمت الضائقة، فإن هذه المعارك هي التي ستتصدر انتخابات 2021، إلا إذا كانت هناك توحيدات ذات مغزى قبيل إغلاق القوائم في شباط.
تجري المعارك الداخلية للأحزاب الصغيرة والمتوسطة في المعسكرين، ولكن الأكثر وحشية هو ما يجري هذه الأيام في الجانب اليساري: في اليمين ثمة صراع بين نفتالي بينيت وجدعون ساعر في مسألة من منهما سينتهي مع العدد الأعلى من المقاعد، يبدو كمشاكل أغنياء مقارنة بما يجري في معسكر اليسار. هناك، تتقاتل بضعة أحزاب على مجرد وجودها. وسقوط واحد منها دون نسبة الحسم كفيل بأن يزيد قدرة نتنياهو على تشكيل ائتلاف يميني.
لقد استوعبت أوساط اليسار -بعد معركة انتخابات واحدة أو اثنتين، وبعد رقص عفوي وساخر لأربعة أعضاء القمرة- بأن الحسم لا يقع في حجم الحزب بل في الكتلة. وعليه، ففي معركة الانتخابات الأخيرة ضغط غانتس على عمير بيرتس ليتحد مع “ميرتس” كي يضمن عبور الأخير نسبة الحسم. ولهذا أعرب أعضاء أحزاب اليسار أيضاً عن فرحهم الظاهر لصعود القائمة المشتركة. وكان المعنى: بضعة مقاعد أخرى لمعسكر سيمنع نتنياهو من تشكيل حكومة يمين.
أما الآن فثمة حاجة في اليسار إلى خطوة واسعة ومهمة أكثر بكثير، كي يعيدوا ترتيب اللوحة استعداداً للانتصار. يتشكل هذا المعسكر الآن من الأحزاب التالية: “يوجد مستقبل” لبيد، و”أزرق أبيض” غانتس، و”الإسرائيليون” خولدائي، و”تنوفا” عوفر شيلح، و”العمل”، و”ميرتس”، الحزب الجديد “ليرون” زليخا، وبمدى ما “إسرائيل بيتنا” افيغدور ليبرمان أيضاً. واضح أنه سيتعين على بعض من هذه الأحزاب أن تتحد قبل شباط، ولكن هذا لا يكفي. ففي معارك الانتخابات الثلاث الأخيرة كان للمعسكر زعيم، وكلهم اتحدوا من خلفه كمرشحهم لرئاسة الوزراء. أما الفارق الأكبر هذه المرة فهو أن مثل هذا الزعيم لم يعد موجوداً. الاسم الأكثر سخونة لديهم في هذه اللحظة هو جدعون ساعر. ولكن غياب زعيم لرئاسة الوزراء لا يؤثر فقط على الخطوات التي ستجري بعد الانتخابات – بل هذه اللحظة. فغياب شخصية مركزية سيؤدي إلى أنه لن تكون هناك يد موجهة للخطى حتى رفع القوائم وإحداث توحيد للأحزاب، بحيث لا يضيع أي صوت. وثمة سؤال آخر سيبقى على ما يبدو مفتوحاً حتى اللحظة الأخيرة، وهو: هل سيضع رؤساء الأحزاب (الأحزاب التي لم تجد ارتباطاً في الوقت المناسب وبقيت وحدها في المعركة) الأنا جانباً وتنسحب، أم ستتنافس حتى النهاية وتأخذ معها مئات آلاف الأصوات إلى سلة المهملات؟