واجه الموسيقي التونسي، نعمان الشعري، ردود فعل عدّة وصل بعضها إلى تهديده بالقتل، وكذلك تم طرده من وظيفته في احدى القنوات التلفزيونية الحكومية، بعدما شارك المغني الإسرائيلي، زيف يحزقيل، عملاً فنيّاً بعنوان "السلام بين الجيران".
من جهته، اعتبر الشعري، في حديثه للإذاعة التونسية، أنّه لا يعترف بـ "ما يسمى التطبيع "، لأن "العلاقات بين البشر طبيعية بالفعل".
وكشف المغني التونسي أنّ "الأغنية من كتابة فنان يمني طلب عدم الكشف عن هويته حفاظاً على سلامته، حيث يعيش في منطقة تسيطر عليها مليشيات الحوثي الموالية لإيران"، قائلاً "أبقى اسمه سريا لأنه كان يعلم أن رأسه سيتدحرج إذا عُرف أنه من كتبها؟".
ونفى، في ظهور تلفزيوني عقب إطلاق الأغنية، أن تكون الأغنية تدعو إلى السلام بين إسرائيل والعالم العربي، بل هي تهدف إلى "تعزيز السلام بين المسلمين واليهود"، مضيفاً "لم أخن أبدا القضية الفلسطينية، أردت أن أقوم بمشروع سلام بين الأديان".
وأكد الشعري أن تعامله مع الفنان الإسرائيلي زيف يحزقيل يهدف إلى إرساء معاني التعايش.
واعتبر التعايش بين الأديان والشعوب هدفًا نبيلًا لتأسيس مبادئ السلام.
وقال الشعري إنه كانت له تجارب كبيرة مع العديد من عروض "أوبرا السلام" في العالم، لذلك كان مشروعه الجديد يدعم التعايش بين الأديان مثلما آمن بهذه الرسالة التي تجمعه بأكثر من فنان من العالم.
وقال إن منطلق الفكرة بدأ منذ حوالي سنة، بالتحديد في شهر فبراير 2020 من أجل إنجاز عمل ضخم يضم فنانين من أعلى مستوى ومن مختلف الأديان، المسيحية واليهودية والإسلام، لكن جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) عطل مسار هذه الرسالة النبيلة، حسب قوله.
وثمن دور جمعية المجلس العربي للتكامل الإقليمي، قائلا: "إن ضرورات نشاط المجلس جعلته يفكر في إنجاز مشروع كبير ينادي بالسلام مع نفس المجموعة".
وتابع قائلا: "لذلك اخترت أن أغني مع شخصية يهودية ذات أصول عربية، من أب عراقي وأم مغربية، لكي نعطي صورة للعالم أن الفن لا يعترف بحدود جغرافية ولا هوية دينية".
وأوضح أن الاختيار وقع على الفنان زيف يحزقيل لأنه محبوب لدى الشعب الفلسطيني في رام الله، لافتا إلى أنه أدى في السابق حفلات إنشاد ديني في مختلف الأراضي الفلسطينية.
وأكد قائلا: "لم أسأل أي فنان عن دينه كما أن الدستور التونسي ينص على حرية المعتقد"، مستذكرا في هذا الاتجاه علاقته الإنسانية بجيرانه اليهود في محافظة صفاقس، والتي وصفها بعلاقة التسامح والمحبة
بدوره، شدد السيناتور الأميركي، تيد كروز، عبر تغريدة له في موقع "تويتر"، أنّ "ما يحدث في تونس لنعمان الشعري مقلق للغاية، وعلى السلطات التونسية تكثيف حماية دعوات السلام ووقف الهجمات ضد الشعاري".
كما قال مؤسس مركز "اتصالات السلام"، جوزيف براود، "لقد استهدفت السلطات التونسية مصدر رزق المغني شعاري، وذلك بعدما تسببت ضغوط من مسؤول كبير في فصله من وظيفته، وهذه حملة منظمة لتدميره".
هذا وذكر رئيس الوزراء التونسي، هشام المشيشي، في وقت سابق من هذا الشهر، أنّ البلاد ليس لديها خطط للاعتراف بإسرائيل وأن إقامة علاقات معها.