أوصت دراسة بحثية في جامعة الأزهر بمدينة غزة بضرورة تنظيم سوق الذكاء الاصطناعي وتركيز الاهتمام على أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، لكبح جماح التأثيرات السلبية للذكاء الاصطناعي على حياة البشرية، ومنها إمكانية اندلاع الكوارث والحروب بفعل عدم قدرة الدول أو الشركات على إحكام السيطرة على الآلات الذكية.
جاءت تلك الدراسة البحثية خلال مناقشة رسالة ماجستير في كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية، يوم الأحد 20 ديسمبر/كانون أول، للباحث أنور عطا الله، بعنوان " أثر اقتصاديات الذكاء الاصطناعي على النمو الاقتصادي"، في برنامج الدراسات العليا والبحث العلمي لجامعة الأزهر بمدينة غزة، والتي بموجبها منحت له درجة الماجستير من قبل لجنة المناقشة والحكم والتي تضم كل من أ.د سمير أبو مدلله مشرفاً ورئيساً، والدكتور محمود صبرة مناقشاً داخلياَ والدكتور زاهر خضر مناقشا خارجياً.
وتناول الباحث مشكلة الدراسة من خلال الإجابة على السؤال الرئيس الذي يتعلق بعنوان ومحتوى الدراسة، والذي ينص على التالي، "ما تأثير الذكاء الاصطناعي على النمو الاقتصادي؟".
وهدفت الدراسة إلى التعرف على تأثير الذكاء الاصطناعي على نمو الاقتصادين الأمريكي والصيني، إضافة لإظهار موقع الذكاء الاصطناعي في الفكر الاقتصادي، وإبراز إيجابيات وسلبيات الذكاء الاصطناعي، وعلاقته باشتداد التنافس الاقتصادي بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين.
واستند الباحث في دراسته للمنهج الوصفي التحليلي، إضافة لمنهج القياس الاقتصادي، وذلك من خلال تحليل بيانات السلاسل الزمنية المقطعية (Panal Data) للاقتصادين الأمريكي والصيني خلال الفترة (2000-2018)، وتم استخدام برنامج (STATA)، وذلك بهدف قياس تأثير المتغيرات المستقلة والمتمثلة في (المقالات العلمية والتقنية، طلبات تسجيل العلامات التجارية، طلبات تسجيل براءات الاختراع للمقيمين وغير المقيمين، الباحثون العاملون في مجال البحث والتطوير "لكل مليون شخص"، عائدات حقوق الملكية الفكرية، واردات الكمبيوتر والاتصالات إلى إجمالي واردات الخدمات، صادرات الكمبيوتر والاتصالات إلى إجمالي صادرات الخدمات، الإنفاق على البحث والتطوير كنسبة من إجمالي الناتج المحلي) على المتغير التابع والمتمثل في إجمالي الناتج المحلي.
وتوصلت الدراسة إلى وجود تأثير إيجابي للذكاء الاصطناعي في نمو الاقتصادين الأمريكي والصيني وبنسب متفاوتة، حيث أن زيادة وحدة واحدة من (عدد المقالات العلمية والتقنية، طلبات تسجيل العلامات التجارية، الانفاق على البحث والتطوير كنسبة من إجمالي الناتج المحلي، صادرات الكمبيوتر والاتصالات إلى اجمالي صادرات الخدمات) ستؤدي إلى زيادة في معدل النمو الاقتصادي بمقدار (0.5) وحدة في كل من الولايات المتحدة الأمريكية والصين.
وأوصت الدراسة بضرورة الاستثمار الكثيف في البحث العلمي والتطوير لما له من دور في إنتاج المعرفة والتقنيات المتطورة، كما أن الضرورة تستوجب تعميم المعارف ونشرها بشكل يؤدي إلى استفادة البشرية جمعاء، وعدم احتكار المعرفة لتأثيراتها السلبية على واقع المجتمعات الإنسانية.
وأثنت لجنة المناقشة والحكم للرسالة على الباحث على المجهود الذي بذله، وأشادت بمحتوى الرسالة وأوصت بوضعها في المكتبة بعد إجراء التعديلات الطفيفة عليها لتعميم الفائدة على كافة الباحثين في هذا الميدان. وحضر المناقشة لفيف من الطلبة والمهتمين وزملاء الباحث.