قال مسؤولون أمنيّون أميركيّون، اليوم، الجمعة، إن جماعات عراقية موالية لإيران انتقلت إلى "مرحلة مرتفعة من الاستعدادات" ما يثير مخاوف من هجمات عند الولايات المتحدة من استهداف قواعدها أو سفارتها، بحسب شبكة "سي إن إن".
كما نقلت الشبكة عن مسؤول أميركي آخر قوله إيران نقلت منظومة دفاع جوي إلى سواحلها، استباقًا لضربة إسرائيلية أو أميركية.
وقال مسؤول لـ"سي إن إن" إن الأمر مقلق، وتابع إن لدى الولايات المتحدة "مؤشرات" على استعدادات الجماعات، رافضًا الخوض في تفاصيل محدّدة عن هذه المخطّطات، "بسبب الطبيعة الحساسة" للمعلومات الاستخباراتيّة، لكنّه قال إنّ كافة القدرات من الأسلحة التي تريدها هذه الجماعات "موجودة بالفعل في العراق".
وأشار المسؤول الأميركي إلى أنّ الجماعات العراقيّة تطوّر باستمرار مخزونها الصاروخيّة والمدفعيّة.
وبحسب الشبكة، بينما لا توجد مؤشّرات محدّدة على اتخاذ قرار بشنّ عمليّة، قال المسؤول الأميركي إن الاستعدادات تمّت في الأيام الأخيرة.
وشنّت جماعات عراقيّة موالية لإيران هجمات صاروخيّة على مواقع أميركية خلال السنوات الأخيرة، لكن التوتّرات تتصاعد الآن مع اغتيال العالم النووي الإيراني، محسن فخري زادة، والذكرى السنوية الأولى لاغتيال قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، بغارة أميركية في العراق.
وعبّر مسؤولون أميركيّون عن "قلقهم الدائم" من أن "الحسابات الخاطئة" من الجماعات الموالية لإيران أو من الحكومة الإيرانيّة قد تدفع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى توجيه ضربة ضد إيران في أيامه الأخيرة في منصبه.
ونقلت إيران أنظمة دفاع عسكريّة إلى سواحلها في الأيام التي تلت اغتيال فخري زادة، الشهر الماضي، وفقًا أكثر من مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية.
وقال المسؤولون الأميركيّون إنّ هذه التحركات الإيرانية الدفاعيّة "علامة على أنّ النظام الإيراني ’قد يهتزّ’ ويستعد لما يعتقد أنه هجوم إسرائيلي أو أميركي".
والإجراءات الإيرانيّة، وفق المسؤولين الأميركيّين، "دفاعيّة في الوقت الحالي"، وتشمل "نشر سفنٍ في البحر، بما فيها سفن زرع الألغام في منطقة مضيق هرمز، ويترك بعض السفن في مكانه لفترة أطول مما توقعته الولايات المتحدة".
في المقابل، حلقت قاذفتان أميركيتان من طراز B-52، أمس الخميس، فوق منطقة الخليج. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن مسؤولين عسكريين أميركيين (لم تذكرهم)، قولهم إن الهدف من ذلك ردع إيران ووكلائها عن تنفيذ هجمات ضد القوات الأميركية في الشرق الأوسط.
وأضاف المسؤولون أن مدة تحليق القاذفتين في سماء الخليج استغرقت نحو 36 ساعة ضمن رحلة ذهاب وإياب، بعدما انطلقتا من مطار "باركسدال" بولاية لويزيانا الأميركية (جنوب).
وطائرات B-52 هي قاذفات إستراتيجية بعيدة المدى، قادرة على حمل ما يصل إلى 70 ألف رطل من الأسلحة.
من جانبه، قال قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي، الجنرال كينيث ماكنزي، في بيان، تعقيبا على إرسال قاذفتين إستراتيجيتين لمنطقة الخليج: "على الخصوم المحتملين (في إشارة إلى إيران) أن يفهموا بأنه لا توجد دولة على وجه الأرض أكثر استعدادا وقدرة على نشر قوة قتالية إضافية بسرعة لمواجهة أي عدوان (مقارنة بالولايات المتحدة)".
وأشارت الصحيفة إلى أن مهمة الطائرات الحربية تعتبر المهمة الثانية خلال ثلاثة أسابيع التي تقوم فيها قاذفات سلاح الجو الأميركي، برحلات طويلة المدى بالقرب من المجال الجوي الإيراني، خلال مدة قصيرة.
ولفتت إلى أن "الولايات المتحدة تقوم بشكل دوري بمثل هذه المهام الاستعراضية السريعة إلى الشرق الأوسط وآسيا للتأكيد على القوة الجوية الأميركية للحلفاء وردع الخصوم"، غير أن "نيويورك تايمز" شددت على أن "إجراء مهمتين في غضون شهر واحد أمر غير معتاد".