اعتبر الدكتور ليؤر لارس الباحث في المعهد الإسرائيلي للسياسات الخارجية الإقليمية "ميتفيم"، أن أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات (65 عاما) الذي توفي بسبب إصابته بفيروس كورونا في 10 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي "مؤسسة في رجل ولم يكن يشبه أحدا"، وعانى عريقات المقرب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس لسنوات من التليف الرئوي، وخضع في 2017 لعملية زرع رئة في أحد مستشفيات الولايات المتحدة، وكان عمل في الماضي مع الإدارات الأميركية المتعاقبة منذ عهد الرئيس جورج بوش الأب خلال محطات مختلفة من مفاوضات السلام برعاية أميركية بين الفلسطينيين وإسرائيل، إلى أن وصلت العلاقات الأميركية الفلسطينية إلى قطيعة في عهد ترامب.
وقال لارس "ضمن فترة حكم عباس، واصل عريقات قيادة المفاوضات الجانبية الفلسطينية، بما في ذلك عملية أنابوليس (2007-2008) في محادثات المبعوث الأميركي جورج ميتشل (2010) وبمبادرة من جون كيري (2013-14)". وكان عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين في محادثات السلام مع إسرائيل التي توسطت فيها الولايات المتحدة وانهارت في 2014. كما كان أمينا عاما لمنظمة التحرير الفلسطينية وعضوا بحركة فتح.
وأضاف "أصبح عريقات موسوعة عملية السلام وحامل الذاكرة المؤسسية لجولات المفاوضات. لقد شكل وأنشأ دائرة التفاوض في منظمة التحرير الفلسطينية، وليس من قبيل المصادفة أن كتاب مسلسل اليهود قادمون اختاروا شخصية عريقات كممثل فلسطيني أبدي في رسم بياني تناول تاريخ عملية السلام".
وأشار الى ان عريقات "تلقى انتقادات كثيرة من كلا جانبي الصراع طوال حياته. وانتقده الجانب الإسرائيلي بسبب موقفه الحازم في المفاوضات وتصريحاته ضد إسرائيل وعلى دوره في فشل عملية السلام. ومن الجانب الفلسطيني، هاجمه كثيرون لإصراره على الاستمرار في طريق الحوار مع الإسرائيليين وعلى تنازلاته في المفاوضات، وانتقدوه لتوليه المنصب لسنوات عديدة. واختتتم قوله "من الممكن بالتأكيد انتقاد عريقات لسياساته والاختلاف مع مواقفه، لكنه كان الشخصية الفلسطينية الأكثر ارتباطا بالتطلع إلى حل الدولتين والاتفاق الإسرائيلي الفلسطيني الدائم".