اغتيال العالم الايراني فخري زاده خطوة على طريق تركيع الكبرياء العربي والاسلامي

الإثنين 30 نوفمبر 2020 10:02 ص / بتوقيت القدس +2GMT
 اغتيال العالم الايراني فخري زاده خطوة على طريق تركيع الكبرياء العربي والاسلامي



جريمة تحت رعاية مظلة البلطجة الامريكية..خالد الهواري

حسب قراءة الواقع وصراعات الاكاذيب وسياسة الكيل بمكيالين، والصمت الاوروبي المشبوه  في مرحلة انتظار لما ستسفر عنه التوجهات السياسية للادارة الامريكية القادمة، والتي لايستطيع احد ان يتكهن بتوجهاتها السياسية تجاة الكثير من  الملفات في الشرق الاوسط ،  واهمها انقلاب المعايير التاريخية وبدأ مرحلة  الهرولة الغير عقلانيه العربية الي اسرائيل ،  ومستقبل العودة الي طاولة مفاوضات الاتفاق النووي الايراني التي اعادها الرئيس ترامب الي نقطة الصفر رغم التزام ايران بكل البنود المتفق عليها ، وملفات انتهاك  تركيا لسيادة الدولة السورية ودعم الميلشيات المسلحة  تحت غطاء اسماء متعددة  ، واطماعها التي بدأت بعض وساءل الاعلام التركية في الايام القليلة الماضية الحديث عنها حول احقية تركيا في استعادة مدن عراقية الي حاضنتها، وملفات حقوق الانسان ومعتقلين الرأي في كثير من الدول العربية .

يبدوا لي ان هناك حالة من الاحباط ،بل والخذلان، والذل ،والهوان تجعل الكثيرين من الذين تعددت في حياتهم المواقف وخيبات الامل في الامة الاسلامية التي اصبحت الان تتقاذفها امواج الضياع ،وسقطت بكامل ارادتها بين  مطرقة الاستراتيجية الدولية التي تعمل علي قدم وساق  لتمكين اسرائيل اوراق اللعب الرابحة علي طاولة روليت السياسة الشرق اوسطية، وسندان الانظمة الرجعية التي تستمد بقاءها من اشعال حرائق التطرف الديني في كل مكان ، هؤلاء المحبطين الذين يستمتعون بجلد الذات،ويقدمون انفسهم كقرابين رخيصة الثمن في اسواق النخاسة السياسية الخليجية  ،كان الاولي بهم  ان يتخلصون  عندما يتعاملون مع القضايا  الجادة  في  الحكم علي الامور والاحداث التي لاتحتاج الي استدعاء الادلة والبراهين التي تبرهن انها  تستهدف الامة الاسلامية بأكملها ” السنة والشيعة “، حاضرها المهين ، ومستقبلها المحكوم عليه بالفشل اذا ظلت الشعوب علي حالها تنقاد مثل الفئران خلف عازف الناي الي حتفها ، من النظرة  المذهبية الدينية التي  اخترعها الاعداء الحقيقين للامة الاسلامية ، وتسببت في قطع  الارحام ، وقتل الابرياء وتشريد البسطاء من بيوتهم الي العراء” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ” ، هؤلاء المحبطين  والمغرر بهم ،وهم يتابعون تداعيات عملية  اغتيال  العالم الايراني خير زاده ،لايطالبون بمحاكمة المجرم المعروف والذي  لايواري سوءاته، ولايخجل من التباهي بجرائمة جهارا نهارا ، ويعتبرها انجازات سياسية، و تجدهم وهم تحركهم الايادي المشبوهه مثل عرائس الماريونيت ،ويديرون وجوههم كما اعتادوا  شطر  الهروب من الواقع المخزي الذي يذكرهم بضعفهم ،ويسلطون غضبهم  المدفوع  الاجر علي الجانب المظلوم ،علي ايران المفتري عليها ،وهم يجلسون خلف شاشات  وساءل الاعلام  التي تمجد اسيادهم  ، ويطالبون ايران وهي تلعق جراحها بالتخلي عن  الثبات الانفعالي لاتاحة الفرصة للمتخصصين  لدراسة الموضوع من جميع جوانبه ويضغطون عليها للتعجل في  الرد بشماته وبتهكم يصل الي حد التشفي في  جراحها  حتي قبل ان تندمل  ، يتأمرون وهم  علي يقين  ان الهدف الاكبر من وراء كل عمليات الاغتيالات التي تنتهك كل القوانين الدولية هو المراهنة علي رد الفعل السريع الغير مدروس استراتيجيا  لتدخل ايران بقدميها  الي الفخاخ المعدة والمنصوبة باحترافية، وتسير في حقول الالغام  المحيطه بها من جميع الجهات شمالا وجنوبا وشرقا وغربا ،عسكريا ،وسياسيا ، واقتصاديا  ، مما يجعل عملية الاستعجال في ردود  الافعال رغم شرعية الثأر اشبه بمن يشعل حريق في بيته، وهو يعلم ان عدوه يبحث عن اي فرصة ليقضي عليه نهائيا في عالم لا يعرف الانسانية وحقوق الانسان غير  في المنشورات الاعلانية التي تروج للباطل .
 الذي قتل قاسم سليماني ، والقائمة الطويلة من الشهداء هو نفسه  قاتل العالم الايراني البارز  فخري زاده، الذي كان هدف مطلوب للاستجواب من قبل مراقبي الامم المتحدة ، ونشرت  اجهزة استخبارات غربية رقم جواز سفره لمنعه من دخول عدد من الدول ، وهو نفسه المجرم الذي يستهدف  كل من يريد ان يرفع رأسه في زمن اصبح فيه التركيع والانبطاح سياسية عالمية تحت مظلة البلطجة الامريكية  .
كاتب مصري /السويد