عندما تسمع إسرائيل بالردود الإيرانية الساحقة ولاتراها!! د.محمد بكر

الإثنين 30 نوفمبر 2020 10:00 ص / بتوقيت القدس +2GMT
عندما تسمع إسرائيل بالردود الإيرانية الساحقة ولاتراها!! د.محمد بكر



الرد الساحق، ربما هي العبارة الأشهر التي يُطلقها الحرس الثوري الإيراني وقياداته عندما تُستهدف البلاد على مستوى الشخصيات أو المنشآت والمواقع، حتى قصف قاعدة عين الأسد الأميركية كرد على أكبر استهداف أميركي لإيران، عندما اغتيل الفريق قاسم سليماني، لم يرقى للمستوى الساحق، بدليل أن الحرس الثوري إلى اليوم مازال يهدد بالرد على تلك الجريمة، ولعل غياب الردود الساحقة وعدم مغادرتها الأفواه الإيرانية، هو من يشجع خصوم طهران على التمادي في الاستهداف والعبث بالداخل الإيراني وإيصال الرسائل السياسية والأمنية الكبيرة من مجمع نطنز إلى اغتيال الدكتور محسن فخري زادة .
من حيث الشكل والاغتيال المتأصل في السياسة الصهيونية لجهة تعاملها مع خصومها في المنطقة، لم يكن مفاجئاً اغتيال العالم الإيراني ، فخلال أعوام 2010 و2011 و2012 تم اغتيال أهم أربعة علماء نوويين إيرانيين هم مسعود محمدي وشهرياري ورضائي نجاد وروشن ، اللافت في اغتيال العالم فخري هو كان في التوقيت، الذي يحاول فيه الأميركي والاسرائيلي في المنطقة ، مع حلفائهم من العرب ترجمة مسلسل التطبيع إلى خطوات تصعيدية ملموسة ووضع التحالف على محك المواجهة ، وتحديدا مع إيران وحلفائها ، توقيت يحاول فيه ترامب قلب الطاولة على بايدن، ويهرب فيه نتنياهو من تحقيقات جنائية، فيما يسعى فيه السعودي للتغطية على مأزقه في اليمن .
أن يأت الاغتيال بعد لقاء نيوم بين نتنياهو وبومبيو ومحمد بن سلمان ، فهو لتفعيل ماكان قد أعلنه محمد بن سلمان لجهة نقل المعركة للداخل الإيراني، وكمرحلة أولى على طريق الاستهداف المباشر والأكبر.
عدم التعليق الإسرائيلي على الاغتيالات، وتنفيذها عبر عبوات ناسفة أبو بواسطة مسلحين، ربما ينتمون لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة، كما يقول كبار المحللين السياسيين، هو للتهرب من أية استحقاقات أممية تدين إسرائيل.
إسرائيل تريد جر إيران لمواجهة باتت تلوح كل مؤشرات انفجارها، والتزام الصمت من قبل محور بعينه هو يصيب هيبة هذا المحور في العمق ويزيد ثقة الطرف الآخر بنفسه أكثر فأكثر .
اغتيال العالم الإيراني قد يعجل من مواجهة إقليمية يُحضر لها خصوم طهران جيداً، فلغة الانتقام ومفردات الردود الساحقة هي تُحدث فقط ” طنيناً عابراً ” في مسامع الخصوم ولا تردعهم .
كاتب صحفي فلسطيني
روستوك – ألمانيا
 Dr.mbkr83@gmail.com