أشارت صحيفة لوموند الفرنسية إلى أنها ليست المرة الأولى التي تتحدث فيها وسائل إعلام إسرائيلية عن لقاء مباشر بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لكنها المرة الأولى التي يتم فيها تأكيد مثل هذا الإعلان، موضحة أن هذا التقارب الإسرائيلي السعودي يأتي بعد أن قررت الإمارات منتصف أغسطس/ آب الماضي التطبيع الكامل مع إسرائيل، تلتها البحرين بعد ذلك بنحو شهر، والسودان بنحو شهرين، وذلك بوساطة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والموافقة الضمنية لبن سلمان.
وأضافت لوموند أن بن سلمان لا يعارض تحرر حلفائه العرب من مباردة عمه الملك الراحل عبد الله، التي تبنتها جامعة الدول العربية في عام 2002، والتي جعلت الاعتراف بإسرائيل مشروطا بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية. وتبدو هذه المبادرة أكثر فأكثر عقبة أمام محمد بن سلمان، الذي هو جزء من جيل جديد من القادة العرب الذين لا يشاركون كبار السن في تحفظاتهم تجاه إسرائيل.
ويبدو أن ولي العهد السعودي، الذي تنازل له والده عن الكثير، يجد نفسه مضطراً للاقتراب من نتنياهو بسبب عدائهما المشترك تجاه إيران وفتنته بالحداثة التكنولوجية الإسرائيلية. ويبدو أن مدينة نيوم على شاطئ البحر الأحمر لها صلة أيضاً بهذا التقارب بين الرجلين، حيث يريد رئيس الوزراء الإسرائيلي إشراك بلاده في بناء مدينة المستقبل هذه، التي من المفترض أن يسكنها الروبوتات وسيارات الأجرة الطائرة.
وتابعت لوموند القول إن محمد بن سلمان، الذي وصفته بـ”دولفين” السعودية، يحتاج بشكل عاجل إلى إقناع الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، الذي تعهد خلال الحملة الانتخابية بإعادة تقييم علاقة الولايات المتحدة بالسعودية، مع جعل احترام حقوق الإنسان أولوية. ومع ذلك، تضيف لوموند، فإن جميع المستبدين في الشرق الأوسط يعرفون أن كل من يقترب من إسرائيل يفوز بتعاطف البيت الأبيض، وهو مبدأ غير مكتوب تمت تجربته عدة مرات.
وقالت لوموند إنه من المحتمل أيضا أن يكون بن سلمان ونتنياهو قد طرحا موضوع إيران في ظل احتمال إحياء جو بايدن لاتفاق 2015 بشأن برنامج طهران النووي والذي ألغاه دونالد ترامب. فهذا الأمر، يقلق النخبة السياسية والعسكرية الإسرائيلية بقدر ما يقلق أمراء الرياض وحلفائهم في الخليج.