توفي القائد الوطني الكبير وشهيد فلسطين الدكتور صائب عريقات ، أول أمس الثلاثاء ، جراء إصابته بفايروس كورونا ، ولقد أمضى حياته مناضلا ومفاوضا صلبا دفاعا عن فلسطين، وقضيتها وشعبها وقرارها الوطني المستقل" هكذا وصفه الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" .
والجميع يعلم ويعرف صائب عريقات السياسي و الوجه الأبرز للإعلام الفلسطيني منذ عقود ، ولكن ليس الجميع يعلم تفاصيل وحياة هذا الرجل كإنسان وكيف أمضى حياته بين طفولة كانت بدايتها نكبة وأوسطها ثورة وعنفوان ونهايتها مفاوضات ومقارعة المحتل سياسياً و من ثم مرضاً ألم به وأجبره على زراعة رئتين ، وجاء المرض الهالك الذي على إثره انتقل الي جوار ربه .
ويروي الدكتور صائب عريقات ، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، تفاصيلاً عن حياته السياسية وفي صولاته وجولاته مع الاحتلال .
وقال عريقات، خلال لقائه الخاص ببرنامج «أول مرة»، مع الإعلامي طوني خليفة قبل عام ونصف من وفاته عن دفاعه عن القضية الفلسطينية و عن مرضه الذي أوقف قلبه عن النبض والحياة لمدة 3 دقائق و 20 ثانية .
وقال صائب الكثير من الناس يقولوا لي " بتفاوض ليش ؟! والخيانة ؟! والعبثية ؟! والمساومات ؟! والإسقاط ؟! "
أرد عليهم بالقول " انا في سنة 5 حزيران عام 1967 الوقت الذي احتلت فيه فلسطين كان عمري 12 سنة و رأيت علم إسرائيل على نهر الأردن ورأيت العلم الإسرائيلي على البحر الأبيض المتوسط ".
ويتابع لما يجيني واحد في عواصم العرب وحواضن العرب ويقول لي المفاوض الفلسطيني العبثي والخاين والي باع ....
يجيب عليه صائب متسأئلاً و متعجباً " انا الي كان عمري 12 سنة وقت لما اجي الاحتلال ، هل أنا رأيت مليون جندي عربي على نهر الأردن وقلتلهم الله يخليكوا استنوا ما تحاربوا إسرائيل لحتى أخلص مفاوضات معهم" .
ويضيف عريقات " إنهم ما بدهم تحرير فلسطين ومصالحم لا تسمح لهم بذلك"
تفاصيل مرضه وتوقف قلبه عن النبض
وتحدث عريقات عن تفاصيل ما حدث معه قبل عام ونيف ، خلال خضوعه لعملية زراعة رئة في الولايات المتحدة ، موضحًا أن قلبه توقف لـ3 دقائق و20 ثانية، ثم عاد إلى الحياة.
"أخبرني الأطباء أن قلبي توقف لمدة 3 دقائق و20 ثانية"، مشيرًا إلى أنه تم تحويله في الوقت نفسه الذي توقف فيه قلبه إلى أحد الأقسام الموجودة بالمستشفى، كي أدلي بما رأيته أثناء موتي ولكني رفضت تمامًا.
وتابع: "رفضت الإجابة على كل أسألتهم حتى لا يقال مع مرور التاريخ إن عريقات تحدث يوما وكان مهلوسا".
واكتفى عريقات خلال الرد على طوني خليفة، بالقول: "لم أخرج من جسمي، وكنت أمشي بسرعة الريح، ولكن ليس في السماء، كان الأمر يشبه الفراغ»، مضيفا: «رأيت وجوها لأشخاص معينة، رأيتها في يوم ما وساعدت بعضهم في الماضي، ولكني لا أتذكر الأسماء تماماً، وأشاروا لي بأنه عليّ العودة، وبعدها رجعت كتنفيذ للأمر».
وأوضح عريقات، أن هنالك أمور تحدث بعد الموت، ولكنه لم يخبر بها أحد على الهواء ولم تعرض على الشاشات، مشيرًا إلى أنه قال لزوجته إنه "قابل وجه ربه في ذلك اليوم»، ومازحها قائلا: «إنها ستموت قبله وسيدفنها هو".
وعندما سأله طوني خليفة: هل رأيت وجه الراحل ياسر عرفات وهل تحدث إليك خلال تلك اللحظات؟، رفض عريقات الإجابة عن هذا السؤال واكتفى بالقول: «رأيت مالا يمكن أن أتخيل في يوم ما بأن أراه مرة أخرى.