نائبة الرئيس الامريكي كامالا هاريس وعلاقتها بإسرائيل

الأحد 08 نوفمبر 2020 04:04 م / بتوقيت القدس +2GMT
نائبة الرئيس الامريكي كامالا هاريس وعلاقتها بإسرائيل



سما /وكالات/

انتُخبت نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس (55 عامًا)، لمنصبها محققة سابقة تاريخية لانتخاب امرأة ومن أصول آسيوية، ويرى مراقبون أنها قد تكون المرشحة للرئاسة خلفًا لجو لبايدن بعد أربع سنوات نظرًا لتقدمه في السن.

ورشّح الرئيس الأميركي المنتخب، بايدن، هاريس لمنصب نائبة الرئيس وذلك على الرغم من انتقادها له في السابق، وذلك لمواقفه من سياسات التمييز العنصري في سبعينيات القرن الماضي، مثل الاختلاط في الحافلات المدرسية. ثم أصبحت نائبة له، بعد أن أُعلن أمس السبت، عن فوزه في الانتخابات الأميركية.

وقالت هاريس إنه "كانت والدتي تقول لي على الدوام، قد تكونين الأولى في القيام بالكثير من الأمور، لكن احرصي على ألا تكوني الأخيرة". ووالد هاريس، دونالد، أستاذًا في الاقتصاد، ووالدتها شيامالا غوبالان باحثة في سرطان الثدي. وانفصل والداها عندما كانت في سن الخامسة.

درست هاريس القانون في كلية هايستينغز بجامعة كاليفورنيا، وأصبحت مدعية، وشغلت منصب المدعي العام لسان فرانسيسكو لولايتين. وانتخبت مدعية عامة لكاليفورنيا في 2010، وأعيد انتخابها في العام 2014.

وتعتبر هاريس أول مدعية عامة سوداء لولاية كاليفورنيا، وأول امرأة من أصول جنوب آسيوية تفوز بمقعد في مجلس الشيوخ الأميركي عن ولاية كاليفورنيا.

وتُعرف هاريس بمعارضتها الشديدة لسياسات ترامب، ودعمها لإسرائيل ودعوتها إلى تطبيق حل الدولتين لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لكنها تعارض "فرض" الحلول على إسرائيل.

ودعمت هاريس الاتفاق النووي الذي أبرمه الرئيس السابق، باراك أوباما، مع إيران، وهي تتبنى مواقف متشددة من السعودية، خصوصًا حربها في اليمن.

علاقة هاريس بإسرائيل

وكانت هاريس أحد الوجوه البارزة في مؤتمرات "أيباك" منذ عام 2017. وقالت في أحد مؤتمرات اللوبي الصهيوني في أميركا إنه "أستطيع أن أتذكر الصناديق التي كنا نحملها من أجل جمع الأموال لزرع أشجار في إسرائيل".

تدعم هاريس إسرائيل، وتنادي بألا يكون دعم إسرائيل الكامل قضية حزبية، بل محط إجماع لدى الحزبين الكبيرين، الجمهوري والديمقراطي. وذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن هاريس محسوبة على "المعسكر المؤيد لإسرائيل في الحزب الديمقراطي".

ونقلت الصحيفة عن هاريس قولها إن "القرار الأول الذي شاركت في صياغته كعضو في مجلس الشيوخ هو قرار يهدف محاربة الانحياز ضد إسرائيل في الأمم المتحدة".

وألقت هاريس خطابًا عام 2017 في مؤتمر "أيباك" (AIPAC)، قالت فيه إنه "ينبغي ألا تكون إسرائيل قضية حزبية على الإطلاق. وطالما أنني عضو بمجلس الشيوخ عن الولايات المتحدة سأفعل كل ما في سلطتي لضمان الدعم الواسع والحزبي لأمن إسرائيل وحقها في الدفاع عن النفس".

وزارت هاريس مع زوجها اليهودي، دوغلاس إيمهوف، إسرائيل والضفة الغربية المحتلة في العام 2017. وبعد اختيارها مرشحة لمنصب نائب الرئيس، قالت رئيسة المجلس اليهودي الديمقراطي في الولايات المتحدة، هالي سويفر، وخيمساعدة سابقة لهاريس، إنه "تعطي هاريس الأولوية لنفس القضايا التي تهم الناخبين اليهود، وستعمل بجد للدفاع عن قيمنا في البيت الأبيض، إلى جانب الرئيس القادم، جو بادين".

وكانت هاريس من أبرز الداعمين الرئيسيين لقرار في مجلس الشيوخ في كانون الثاني/ يناير 2017، والذي ينتقد إدارة أوباما لعدم استخدام حق النقض (فيتو) ضد قرار لمجلس الأمن يدين السياسات الاستيطانية لإسرائيل.

وترى هاريس أن "إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها" في وجه "هجمات حركة حماس" وأعلنت أنها لا تعتقد أنه يجب على الولايات المتحدة الضغط على إسرائيل من أجل التوصل للسلام مع الفلسطينيين لأنه "لا يمكن فرض حل على أطراف خارجية".

الموقف من ضم مناطق في الضفة الغربية

تتبنى هاريس موقفًا مماثلا لمواقف معظم قادة الحزب الديمقراطي بشأن ضم إسرائيل لمناطق في الضفة الغربية، وأعربت في السابق عن معارضتها لضم أجزاء من الضفة الغربية، واصفة الخطوة بأنها عمل "أحادي" يضر بإسرائيل.

وكتبت هاريس في رسالة إلى الرئيس دونالد ترامب في حزيران/ يونيو الماضي، أوضحت فيها أن "دعمي ثابت لأمن إسرائيل ولمذكرة التفاهم البالغة قيمتها 38 مليار دولار لمدة عشر سنوات"، وأنه "في ضوء هذا الدعم أشعر بقلق عميق إزاء تحذيرات بعض أبرز قادة الدفاع والاستخبارات الإسرائيليين السابقين، بشأن الضم الذي يعتقدون أنه قد يؤدي إلى صراع خطير وانهيار إضافي للتعاون الأمني مع قوات الأمن الفلسطينية، وتشويش العلاقات السلمية بين إسرائيل وجاريها الأردن ومصر".

الموقف من مقاطعة إسرائيل

رفضت هاريس دعم قانون منع مقاطعة إسرائيل في الولايات المتحدة، وهو تشريع يجرم مقاطعة الدولة اليهودية. وصوتت ضد مشروع القانون على أساس أنه ينتهك حقوق التعبير، ولكنها ترفض حملات المقاطعة ضد إسرائيل. وردًا على الانتقادات ضدها لرفضها القانون، أصدر مكتبها حينها بيانًا قال فيه إن "السناتور هاريس تدعم بقوة المساعدة الأمنية لتعزيز قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها. لقد سافرت إلى إسرائيل حيث رأت بشكل مباشر أهمية التعاون الأمني بين الولايات المتحدة وإسرائيل. لقد عارضت [القانون] بدافع القلق من أنه قد يحد من حقوق التعديل الأول للأميركيين".

علاقة هاريس بالصين وإيران

يُعرف عن هاريس بمعارضتها السياسة الخارجية، للرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، ومن القضايا الملحة التي تعامل معها ترامب بعدائية هي علاقة الولايات المتحدة بالصين وإيران.

فما موقف هاريس من ذلك؟، لا تخفي معارضتها القوية للسياسات الصينية حيال حقوق الإنسان، خصوصًا أقلية الأيغور المسلمة. وهي تناصر حقوق سكان هونغ كونغ، وتعارض ممارسات الصين التجارية غير العادلة.

ودعمت هاريس الاتفاق النووي الذي وقّعته إدارة أوباما مع إيران، واعترضت على انسحاب إدارة ترامب منه لاحقًا.

وترى ضرورة بالتنسيق مع الحلفاء الأوروبيين لضمان تنفيذ إيران تعهداتها. وكانت أعلنت، خلال إحدى المناظرات، ضرورة عودة الولايات المتحدة، تحت إدارة جديدة، إلى الاتفاق النووي مع إيران "مع ضرورة توسيعه".