نتائج انتخابات 2020 في أمريكا: ليس لدى ترامب من يصارحه..!

السبت 07 نوفمبر 2020 04:54 م / بتوقيت القدس +2GMT
نتائج انتخابات 2020 في أمريكا: ليس لدى ترامب من يصارحه..!



القدس المحتلة /سما/

يعيش الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، والطاقم المحيط به، حالة إنكار واسعة لنتائج الانتخابات التي تشير إلى أنه خسرها لصالح منافسه الديمقراطي، جو بايدن، الذي دأب ترامب على السخرية منه بوصفه بـ"جو النعسان".

ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤولين مطّلعين على الأمر، اليوم السبت، أن الرئيس ترامب أبدى أمس الجمعة إشارات قليلة إلى استعداده للاعتراف بالهزيمة، ما ترك المحيطين به متسائلين عمّن يمكنه أن يتعامل مع شخص لم يفكّر يومًا في ترك البيت الأبيض.

ومع أنّ نتيجة التصويت شبه النهائيّة تشير إلى خسارته، إلا أن ترامب لم يحضّر بعد خطاب الإقرار بالهزيمة (الذي يلقى عادةً في ليلة صدور النتائج)، وقال في محادثات لحلفائه خلال الأيام الأخيرة أن "لا نيّة لديه" للإقرار بهزيمته في الانتخابات، بحسب "سي إن إن".

ودعم موقفَ ترامب كبار مستشاريه وأبناؤه البالغون، الذين بدأوا جهودًا هجومية في المحاكم في محاولة لتحدّي النتائج والضغط على جمهوريّين آخرين للدفاع عن موقف ترامب.

ولم يحاول كبار مستشاري ترامب، بما في ذلك رئيس الموظفين، مارك ميدوز، مصارحة ترامب بحقيقة ما الذي يحدث، وبدلا من ذلك، غذّوا ادعاءه بأنّ الانتخابات سرقت منه. وأدّت هذه التصرفات إلى انزعاج بين أفراد الطاقم الذين يعتقدون أن ميدوز يغذّي ادعاء الرئيس الذي لا أساس له بأنّ الانتخابات غير شرعيّة، وفق "سي إن إن".

أمّا نائب الرئيس، مايك بنس، الذي لم يُرَ من الساعات المبكرة من صباح الأربعاء، فيقوم هو الآخر باسترضاء ترامب عبر طلب تبرعات لصندوق دفاعه القانوني.

وذكرت "سي إن إن" أن ترامب قضى صباح الجمعة غاضبًا ومحبطًا ويشاهد التلفاز الذي يستحوذ على بثّه أشخاص لا يدافعون عن موقفه.

ومع ذلك، قال شخص مطّلع على المباحثات القانونية خلف الكواليس إنّ ترامب بدأ بإخبار مستشاريه أنه قد لا يكون قادرًا على تحقيق "انتصار يأتي من الخلف"، في إقرار بأنّ المعركة الانتخابيّة لا تسير لصالحه، لكنه أكّد لمقرّبيه أنّ معركة قضائيّة مطوّلة وخطابًا مدمّرًا حول التزوير في الانتخابات من شأنهما أن يثيرا شكوكًا كافية للسماح له برفض قبول نتائج الانتخابات، وفقًا لـ"سي إن إن".

وقال اثنان من مستشاري حملة ترامب الانتخابيّة ومصدر مقرّب منه إنه سيستنفد السبل القانونيّة لمحاربة النتائج في الولايات الرئيسيّة قبل أن يفكّر في أي إقرار بالهزيمة. ولفت مصدر مقرّب منه إلى أنه "في حالة قتال" ويعتقد أن "القتال في صالحه".

"في النهاية سيضطر أحد إلى مصارحته"

ورغم هذه المساعي، غمر القلق مقرّبين من ترامب من أن شخصًا ما سيضطرّ في نهاية المطاف إلى أن يصارح ترامب بأن وقته في البيت الأبيض من المحتمل أن يصل إلى نهايته. وهو ما لم يتعامل ترامب بجديّة خلال الانتخابات، رغم استطلاعات الرأي التي أظهرت ضيق احتمال فوزه، معتقدًا أن بحث ما بعد يوم الانتخابات يجلب الحظّ السيئ، بحسب "سي إن إن" التي أضافت أن طاقم ترامب لم يناقش خسارته والحياة المحتملة بعد الرئاسة على نطاق واسع، ولم يثر الموضوع مع الرئيس الذي كان يعتقد بشدّة أنه سيفوز.

وزعم ترامب خلال حملته الانتخابيّة أن بايدن أسوأ مرشّح رئاسي في التاريخ، وأشار إلى أنّ الخسارة أمامه هي بمثابة "إذلال مهين".

وذكرت "سي إن إن" أن المحيطين بترامب يعملون على تحديد الشخص الذي قد يكون قادرًا على إخبار ترامب بالحقيقة الصارخة، وإنّ الحديث أن يكون هذه الشخص إمّا ابنته، إيفانكا، أو زوجها وكبير مستشاريه، جاريد كوشنر، رغم أن استعدادهما للقيام بشيء مثل هذا ليس واضحًا.

وإحدى أفكار محاولة إقناع ترامب على الإقرار بالهزيمة، هي الحفاظ على علامته التجارية مدى الحياة وأنّ إنكار نتيجة الانتخابات "من شأنه أنّ يدمّر أعماله ويحبط أي مستقبل سياسي يأمل فيه".

ماذا فعل ترامب منذ خسارته؟

بحسب "سي إن إن"، أمضى ترامب الأيام التي انقضت منذ ليلة الانتخابات في البيت الأبيض في الاتصال بحلفائه غاضبًا للمطالبة بإخراج المزيد من الناس للدفاع عنه، واشتكى من أن فريقه القانوني غير مهيّأ لخوض معركة فعالة في المحاكم.

ومع ذلك، تبدو جهود فريق ترامب القانوني مبتذلة إلى حدٍّ ما، وسط تشكيك في قرار ترامب إرسال أشخاص مثل أبنائه والمحامي رودي جولياني لتقديم "مزاعم لا أساس لها" حول تزوير الناخبين.

ووصفت "سي إن إن" ترامب بأنه "بدا محطّمًا" خلال مؤتمره الصحافي يوم الخميس، الذي رفض خلاله الإجابة عن أسئلة الصحافيين، بشأن مزاعمه.