توصلت دراسة جديدة إلى أن الخلايا "التائية" الموجودة في جهاز المناعة، يرجح أن تكون موجودة لدى معظم البالغين بعد ستة أشهر من إصابتهم بفيروس كورونا من دون أعراض، ما يعني مناعة ضد الفيروس لوقت أطول.
وتقدم هذه الدراسة التي أوردتها "الغارديان" وترجمتها "عربي21" حلا للغز قد يكون مفتاحاً لحل معضلة ما إذا كان فيروس كورونا يمكن أن يصيب الأشخاص مرة أخرى، وإن كان كذلك فما هي المدة الزمنية لذلك؟
ويقول الباحثون، إنها أول دراسة تقدم بيانات عن مستويات الخلايا التائية بعد ستة أشهر من إصابة الأشخاص بأعراض خفيفة أو بدون أعراض، والذي من المحتمل أن يمثل غالبية الأشخاص المصابين.
وجاءت نتائج الدراسة بشكل إيجابي، خاصة بعد أن أشارت دراسات سابقة إلى أن مستويات الأجسام المضادة يمكن أن تنخفض خلال الأشهر القليلة الأولى من بعد الإصابة.
وكشفت البيانات الصادرة عن عينة من 100 ألف شخص في آب/ أغسطس، أن هناك حوالي 6% من سكان إنجلترا لديهم أجسام مضادة، لكن مستويات الأجسام انخفضت إلى أكثر من الربع في غضون ثلاثة أشهر.
ولفتت إلى وجود نوعين من خلايا الدم البيضاء "الخلايا البائية والخلايا التائية"، والتي تعمل جنباً إلى جنب، و إذا نجح الفيروس في تجاوز خط الدفاع الأول، فإن بعض الخلايا التائية تكون قاتلة، فتقضي على خلايا الجهاز التنفسي التي استعمرها المرض.
وفي نفس الوقت تلعب الخلايا التائية دورا داعما، بما في ذلك تحفيز الخلايا البائية لإنتاج جزيئات تسمى الأجسام المضادة التي توقف حركة الفيروس أو تمنعه من اختراق الخلايا الأخرى، كما أنه يحتفظ بالذاكرة، ولكن في حالة فيروس كورونا فإنه ليس من الواضح كم هي المدة الزمنية.
وبعد المتابعة لمدة ستة أشهر، وجد الباحثون أن مستويات الخلايا التائية كانت أعلى بنسبة 50% لدى الأشخاص الذين لم يعانوا من أعراض مقارنة مع الذين عانوا من أعراض في وقت الإصابة.
وقالوا، إن هذا قد يعني إما أنه سيكون هناك مزيد من الحماية للأشخاص الذين عانوا من أعراض أكثر حدة، أو على العكس من ذلك، أن الأشخاص الذين عانوا من المرض بدون أعراض سيكونون قادرين على السيطرة على الفيروس بمستويات أقل من الخلايا التائية.
وقال بول موس أحد مؤلفي الدراسة، إنه سيتم تتبع مجموعة أكبر من المرضى لفترة زمنية أطول للحصول على أفضل النتائج، بالنظر إلى أن الخلايا التائية يمكن أن تعيش لفترات طويلة.
كما أشار الباحثون إلى أن مستويات الخلايا التائية كانت مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمستوى ذروة استجابة الجسم المضاد. وأضافوا أن الاستجابات المناعية الخلوية يمكن أن تساعد في الحماية من انخفاض مستويات الأجسام المضادة مع مرور الوقت.
وبشكل عام تقدم النتائج دليلاً على أن مناعة الخلايا التائية قد تستمر لفترة أطول من الأجسام المضادة، ولكن ما يزال من غير الواضح ما إذا كانت الخلايا التائية المستمرة قد توفر الحماية الكاملة ضد الإصابة مرة أخرى.
وقال موس: "هذه البيانات مطمئنة، ولكنها لا تعني أن الناس لا يمكن أن يصابوا مرة أخرى، نحتاج إلى دراسات واسعة النطاق لإظهار كيفية عمل الأجسام المضادة والمناعة الخلوية معاً".
ومن الناحية المثالية، فإن اختبار الخلايا البائية والخلايا التائية من شأنه أن يوفر فكرة قاطعة عن مدى استجابة الجسم المضاد الذي يتنبأ بمناعة على نطاق واسع، وما إذا كان هناك أشخاص ليس لديهم أجسام مضادة لكنهم محميون بفضل المناعة الخلوية.
وحذر المؤلف شامز لاداني استشاري الأوبئة للصحة العامة من أن هناك "القليل من الأدلة التي تشير إلى وجود مناعة خلوية واسعة النطاق دون استجابة الجسم المضاد".