القناة 12: التطبيع مع السودان ثمرة مفاوضات طويلة تمت بدعم من السعودية ومصر والإمارات

الخميس 29 أكتوبر 2020 11:28 ص / بتوقيت القدس +2GMT
القناة 12: التطبيع مع السودان ثمرة مفاوضات طويلة تمت بدعم من السعودية ومصر والإمارات



القدس المحتلة / سما /

كشف المُستشرِق الإسرائيليّ إيهود يعاري النقاب عن أنّ اتفاق الاعتراف المتبادل وتطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل هو بمثابة إتمام ناجح لاتفاق شامل متعدد المستويات والأطراف، مُشدّدًا على أنّه تمّ التفاوض بشأنه بشكلٍ مكثفٍ لفترةٍ دامت أكثر من عام، طبقًا لأقواله.


وتابع يعاري، الذي يعمل محللاً للشؤون العربيّة في القناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ، ومعروف بعلاقاته الوطيدة جدًا مع أجهزة الاستخبارات في تل أبيب، تابع قائلاً إنّه إلى جانب الضغط الأمريكيّ المستمر لربط شطب السودان من لائحة الإرهاب بخطوات السلام تجاه إسرائيل، استفادت المفاوضات الأولية من التشجيع من وراء الكواليس والتزامات بتقديم مساعدات مالية من الإمارات والسعودية فضلاً عن الدعم الضمني من جانب مصر، الدولة المجاورة للسودان، مُوضحًا أنّ قرار الخرطوم يمكن أنْ يؤدي أيضًا إلى تسريع جهود التطبيع المماثلة من قبل دول عربية أخرى، على الرغم من أنّ مثل هذا التقدم سيكون على الأرجح أكثر تدريجيًا مما كان عليه اتفاقا السلام “المفاجئان والسريعان” مع الإمارات والبحرين، كما أكّد.
 ورأى أنّ قرار الخرطوم يختلف عن خطوتيْ التطبيع الإماراتية والبحرينية من ناحية مهمة أخرى: يتشارك السودان وإسرائيل تاريخًا من الصدامات العسكرية وسلوكيات عدائية أخرى تجاه بعضهما البعض في الماضي، مُعترفًا بأنّ إسرائيل بدأت في مساعدة الـ”تمرد” في جنوب السودان منذ عام 1968، واستمرت في ذلك إلى حصول جنوب السودان على استقلاله في عام 2011، وذكّر أنّ دولة الاحتلال شنّت عدّة غارات جوية ضد منشآت تخزين الذخائر السودانية في الفترة 2009-2012، في محاولة للحدّ من ممارسات الرئيس السابق، عمر البشير بالسماح لإيران بشحن أسلحة عبر أراضيه إلى “حزب الله” و”حماس”، كما قال.
 وفي ظلّ حكم البشير، تابع المُستشرِق، سعت الخرطوم إلى مدّ جسور التواصل مع إسرائيل بعد قطع علاقتها مع إيران، وابتعادها عن تركيا، وانضمامها إلى جهود الحرب السعودية في اليمن، وبعد الإطاحة به، استأنف السودان حوارًا سريًا مع إسرائيل أدى إلى اللقاء العلنيّ الأول بين نتنياهو والبرهان في أوغندا في شباط (فبراير) من هذا العام.
ولفت يعاري إلى أنّه في حين التزم البرهان الصمت بشأن التطبيع بشكلٍ علنيٍّ، إلّا أن حميدتي حشد الدعم له في مختلف أرجاء البلاد، معتبرًا أنّ التعامل مع إسرائيل يصب في مصلحة السودان، أمّا حمدوك، وهو خبير اقتصادي متمرّس، فخلص على ما يبدو إلى أنّه قد يستفيد من المزايا العملية للتطبيع للتغلب على معارضة الشيوعيين والناصريين والبعثيين والإسلاميين،وبالفعل، لم تنجح هذه الجماعات في تنظيم احتجاجات كبيرة ضد الاتفاق حتى الآن، كما أنها لم تنسحب من الحكومة.
وأوضح المُستشرِق، الذي يعتمد دائمًا على مصادر رفيعةٍ بالمؤؤسة الأمنيّة في تل أبيب، أنّه في الوقت الحالي، منح السودان إسرائيل الحقّ في استخدام مجاله الجوي من أجل تقصير الرحلات إلى أمريكا اللاتينية – وهي إحدى أولويات نتنياهو الطويلة الأمد لتعزيز العلاقات التجارية. كما يسعى السودانيون إلى الحصول على دراية وتكنولوجيات إسرائيل في قطاع الزراعة وغيره من القطاعات.
وليس من الواضح في الوقت الحالي، حسب ايعاري، مدى سرعة توقيع إسرائيل والسودان على كل من البروتوكولات الفردية وافتتاح السفارات بين البلدين، ومع ذلك، يمكن الافتراض أنّ البرهان يحرص على إتمام ذلك بأسرع وقت ممكن، وبالتأكيد قبل كانون الثاني (يناير)، عندما قد يأتي الرئيس الجديد للبيت الأبيض، كما قال.
واختتم يعاري قائلاً إنّ معظم الدول العربية تنتظر نتائج الانتخابات الأمريكية قبل القيام بأيّ مبادراتٍ علنيّةٍ تجاه إسرائيل، مُوضحًا وفق مصادره أنّ المغرب وعُمان وقطر تقوم بدراسة الفوائد المحتملة لتطوير علاقاتها مع إسرائيل، على الرغم من أنّ جيبوتي، وهي دولة عربيّة في منطقة القرن الأفريقي وعضو في جامعة الدول العربيّة، قد تتجاوز هذه الدول الثلاث في الطريق الوعرة المؤدية إلى إسرائيل، إذْ أنّ الإمارات حثت رئيس هذه الجمهورية على التفكير في هذه الخطوة.

وفي نهاية المطاف، قد يؤدي نفوذ أبو ظبي الكبير الممتد على ساحل شرق أفريقيا إلى نوع من التعاون بين إسرائيل والدولتين بحكم الأمر الواقع، كما ستكثف إسرائيل جهودها لإقامة علاقات مع دول الساحل ذات الأغلبية المسلمة، بما فيها موريتانيا، التي اعترفت بإسرائيل عام 1999 لكنها قطعت علاقاتها الرسمية معها بعد عقد من الزمن، كما قال.