قادة المستوطنات يقاطعون اجتماعا مع نتنياهو

الأربعاء 28 أكتوبر 2020 10:27 م / بتوقيت القدس +2GMT
قادة المستوطنات يقاطعون اجتماعا مع نتنياهو



القدس المحتلة / سما /

اطع أكثر من عشرة رؤساء مجالس استيطانية في الضفة الغربي المحتلة، اليوم الأربعاء، جلسة عقدت مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، على هامش حفل التوقيع على سلسلة اتفاقيات ترفع الحظر الأميركي على تمويل البحث العلمي الإسرائيلي في المناطق المحتلة عام 1967، في جامعة مستوطنة "أريئيل".

وجاءت مقاطعة قادة المستوطنين للقاء، احتجاجًا على امتناع نتنياهو عن دعوة رئيس مجلس المستوطنات "يشاع"، دافيد إلحياني، ورئيس المجلس الاستيطاني "شومرون"، يوسي داغان، للمشاركة في الاجتماع، بحسب ما أفاد الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت".

وأفاد المصدر بأن نتنياهو قرر عدم دعوة إلحياني وداغان اللذان يعتبران من أبرز قادة المستوطنين، يأتي على خلفية ردود أفعالهما المعارضة لاتفاق التحالف مع الإمارات وتطبيع علاقاتها الرسمية مع إسرائيل، والذي تم على إثره إسقاط مخطط الضم الإسرائيلي في الضفة الغربية – بشكل مؤقت – عن جدول أعمال الحكومة الإسرائيلية.

كما يأتي محاولة نتنياخو لـ"تحييد" إلحياني وداغان عن الاجتماع، بعد الانتقادات الشديدة التي وجهها للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في أعقاب الإعلان عن "صفقة القرن" في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، حيث وصف إلحياني ترامب على إثرها بأنه "أسوأ صديق لإسرائيل"، فيما اعتبر داغان أنها تشكل خطورة على المشروع الاستيطاني بأكمله، ويمكن أن تؤدي إلى "إقامة دولة فلسطينية في قلب البلاد".

وعبر قادة المستوطنين عن استيائهم من عدم دعوة إلحياني بالذات، الذي يترأس مجلس المستوطنات ويعتبر ممثلهم الرسمي في أي مفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية في ما يتعلق بالمشروع الاستيطاني للاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، ودعا آخرون، في مراسلات داخلية بين قادة المستوطنين نقلتها "يديعوت أحرونوت"، إلى "اتخاذ موقف موحد" في سياق المواجهة مع نتنياهو.

وخلال المؤتمر الذي عقده مع نتنياهو مع قادة المجالس الاستيطانية الذين آثروا الحضور: "نحن نعمل ونواصل العمل من أجلكم، حدث اليوم هو تصحيح لغبن تاريخي (في إشارة إلى الاتفاقيات الموقعة مع السفير الأميركي، المستوطن ديفيد فريدمان)".

وأضاف نتنياهو أنه "نحتاج قوتكم لمواصلة العمل على تعزيز الاستيطان. لا يفهم الجميع ذلك، لكننا في منتصف الطريق، وأحيانا، للتقدم باتجاه الهدف، عليك أن تغير اتجاهاتك، في بعض الأحيان من الأفضل عدم التقدم بخط مستقيم للاقتراب من الهدف، وفي أحيان أخرى علينا التراجع قليلا إلى الوراء".

وتابع أنه "لكن من الواضح أننا نقترب من الهدف، ومن الواضح أننا نجيد ذلك. من المهم أن نوضح وأن نشرح للأصدقاء، أنا بحاجة لمساعدتكم"؛ وتأتي تصريحات في إشارة إلى استئناف وشيك لمخطط الضم الإسرائيلي الذي ادعت الإمارات أنه ألغي في أعقاب تطبيعها مع إسرائيل، ما نفاه مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية وإدارة ترامب، مشددين أن الحديث يدور عن "تجميد مؤقت" لمنح فرصة لـ"صفقة القرن".

ونقلت الصحيفة عن مسؤول في مجلس المستوطنات "يشاع"، قوله: "من المدهش كيف يتصرف رئيس الحكومة، فهو من جهة يوقع اتفاقات التطبيع مع دول مثل السودان، ومن جهة أخرى يحرج نفسه ويحرج المستوطنين بتصرفاته الطفولية".

وأضاف أنه "بالذات في مثل هذا الوقت الحساس الذي يشعر فيه المعسكر اليميني بأكمله، والمستوطنين في يهودا والسامرة (الضفة المحتلة)، بالأذى بسببه بعد عدم الوفاء بوعده وعدم فرض السيادة (سيادة الاحتلال على مناطق في الضفة)، كان على رئيس الحكومة التعبير بوضوح وقوة عن احترامه لقادة المستوطنين".

وكان نتنياهو قد أعلن عن خطة لضم 30% من أراضي الضفة العربية المحتلة في الأول من تموز/ يوليو الماضي، لكنه قال لاحقا إلى أن الأمر لا زال بحاجة إلى المزيد من التشاور داخل الحكومة الإسرائيلية ومع البيت الأبيض.

وخلال الفترة الماضية، صادقت إسرائيل على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة وأصدرت أوامر بناء وصادقت على توسيع مستوطنات، وسط تقديرات بأن الأيام المقبلة قد تشهد تسارع في تنفيذ المشاريع الاستيطانية، تحسبا من إدارة أميركية مستقبلية تناهض نهج ترامب المنحاز للمشروع الاستيطاني.

واعتبرت المنظمات المناهضة للاستيطان أن المصادقة على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية بالضفة الغربية بمثابة "ضم بحكم الأمر الواقع"، كما يؤكد المراقبون الذي اعتبروا أن نتنياهو يدس بذلك إصبعه في أعين "أصدقائه الجدد" في الخليج، في إشارة إلى الإمارات.

وأعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في 13 أغسطس/ آب الماضي، عن اتفاق الإمارات وإسرائيل على تطبيع العلاقات بينهما، وسط أحاديث إماراتية أنه تم في مقابل تأجيل قرار الضم الإسرائيلي لنحو 30% من كامل الأراضي المحتلة في الضفة الغربية وغور الأردن. قبل أن تنضم البحرين للاتفاق ويوقع البلدان الخليجيان اتفاقية تطبيع مع إسرائيل منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، وسط رفض فلسطيني رسمي وشعبي متواصلين.