قال مساعد وزير الخارجيّة الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد شينكر، فجر اليوم، الجمعة، إنّ احتمال اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية مقابل تطبيع المغرب للعلاقات مع إسرائيل "ليس مطروحًا على الطاولة في الوقت الحالي".
وجاءت تصريحات شينكر خلال إيجاز صحافي للصحافيين الدبلوماسيين في الشرق الأوسط، عمّمتها وزارة الخارجية الأميركية، اليوم.
ومع ذلك، قال شينكر إنه لن يتطرّق إلى "نوعية المناقشات الدبلوماسية مع هذه البلدان. وأنا أعلم أنه كانت هناك عدة تقارير في وقت سابق من هذا العام، العام الماضي، لكنها ليست شيئًا مطروحًا حاليًا على الطاولة".
ورفض شينكر الخوض في تفاصيل صفقة طائرات إف 35 الأميركية للإمارات، واكتفى بتكرار تصريحات سابقة، مثل "تخضع حكومة الولايات المتحدة لمتطلبات قانونية في ما يتعلق بالتفوق العسكري النوعي لإسرائيل، وستواصل الإدارة والحكومة الأميركيّة الالتزام بهذا المطلب. وفي الوقت نفسه، لدينا علاقة أمنية مع الإمارات تمتد لأكثر من 20 عامًا حيث نقدم المساعدة الفنية والعسكرية، وسنواصل الحفاظ على هذه العلاقة ثم تعزيزها في المستقبل. نحن لدينا تهديدات مشتركة، بما في ذلك تلك التي تشكلها إيران، ونحن ملتزمون بشدة بضمان أن يتمكن حلفاؤنا من حماية أنفسهم".
وتابع شينكر "أمّا في ما يتعلق بالتطبيع أو التحرك من أجل شركاء إضافيين في اتفاقيات أبراهام، لا أريد أن أضرّ بهذه المناقشات. لقد رأيت تقارير صحفية كما فعلت أنت. وبالعموم، تدعم وزارة الخارجية ووزير الخارجية بومبيو والإدارة بشدة اتخاذ الدول خطوات جريئة وشجاعة لتعزيز علاقاتها مع إسرائيل. ونحن نعتقد أن هناك مسارًا إيجابيًا في المنطقة، ونتطلع إلى انضمام المزيد من الدول".
وعن تشكيل سعد الحريري للحكومة اللبنانية، قال شينكر "ما زلنا مصرّين على ضرورة أن تتبنى أي حكومة جديدة في لبنان الإصلاحات وتنفذها، وتتبنى الشفافية، وتكافح الفساد، وتحاسب الفاسدين على جرائمهم أو آثامهم، وأن تلتزم النأي بالنفس. هذا ما قالته الولايات المتحدة أكثر من مرّة، وهي الشروط الأمريكية المسبقة للحصول على قرض من صندوق النقد الدولي ومساعدة لبنان. قال الفرنسيون الشيء نفسه فيما يتعلق بتمويل هيئة تنظيم الصناعة المالية".
وتوعد شينكر بتشديد التعامل مع الملف اللبناني، وقال "أما من الذي يجب أن يقود الحكومة ويخدم فيها فهذا أمر يقرره الشعب اللبناني بنفسه، لكننا نحتفظ بمعايير عالية من الآن فصاعدًا. نعتقد أن لبنان في حاجة ماسة للإصلاح الاقتصادي والمؤسسي، من أجل حكم أفضل، ووضع حدّ للفساد المستشري الذي قوض بالفعل قدرة لبنان على تحقيق إمكاناته الهائلة".
وحول الأزمة الخليجيّة، قال شينكر "أزمة الخليج، والصدع في العلاقات هناك لا يخدم أحدًا إلا إيران، ربما. فهذا الخلاف هو ما يجعل الخطوط الجوية القطرية تدفع لإيران أموالا مقابل السماح لها بالتحليق فوقها بسبب إغلاق المجال الجوي. نعتقد أن الخلاف لا يخدم سوى خصومنا بينما يضرّ بمصالحنا المشتركة" وتابع "لذلك تحدثنا إلى دول مجلس التعاون الخليجي في محاولة للتوصل إلى صيغ للمضي قدمًا، وهذا شيء كان على الدوام يمثل قضية ذات أولوية للوزير والإدارة منذ فترة طويلة، وسيظل كذلك. لقد استمرّ النزاع لفترة طويلة جدًا".