بندر بن سلطان: دعم القضية الفلسطينية بعد رحيل هذه القيادات ويوجه انتقادات لاذعة للسلطة وحماس

الخميس 08 أكتوبر 2020 08:29 ص / بتوقيت القدس +2GMT
بندر بن سلطان: دعم القضية الفلسطينية بعد رحيل هذه القيادات ويوجه انتقادات لاذعة للسلطة وحماس



القدس المحتلة / سما /

قال الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز، رئيس المخابرات السعودية السابق وسفير المملكة إلى الولايات المتحدة، إن على السعودية أن تركز على مصالحها وأمنها مع دعم القضية الفلسطينية.

وفي الحلقة الأخيرة من مقابلة من ثلاثة أجزاء مع شبكة "العربية" السعودية بثت يوم الأربعاء، انتقد الأمير بندر مرة أخرى القادة الفلسطينيين.

وقال "الآن حنا (نحن) في مرحلة مع كل الأحداث الصايرة في العالم بدل ما نكون حنا مهتمين كيف نواجه التحديات الإسرائيلية عشان نخدم الجهة الفلسطينية، كمان حنا عندنا أمن وطني ومصالح".

وعبر الأمير عن رأي شخصي أنه بدلا من أن نواجه التحديات الاسرائيلية لخدمة القضية الفلسطينية، فنحن لدينا أمن قومي ومصالح، ولكن دخل على الخط أناس يدعون أنهم يخدمون القضية الفلسطينية وأنها الأولى لديهم، وأن القدس هي هدفهم الأول، وهناك دول اقليمية مثل إيران وتركيا صارت القيادات الفلسطينية تراهم أهم من الرياض والكويت وأبو ظبي وعمان ومسقط والقاهرة.

وتابع: "يجب أن يعلم الجميع أننا عملنا للقضية الفلسطينية بإخلاص وقوبلنا بنكران للجميل من قياداتها الحالية، والذي أصبح من الصعب الثقة بهم أو التعامل معهم"، مستدركا: "لكن هذا لن يؤثر على تعلقنا بقضية الشعب الفلسطيني".

وأوضح أن العالم الآن يعيش حالة من التوتر، ونحن فى مرحلة صعبة وتحديات كبيرة، وسط بحر هائج، قائلًا :"واجب على قياداتنا وولاة أمورنا الحفاظ على أمننا القومي، ومصالح شعوبنا الأمنية والاقتصادية والاجتماعية". 

وقال بن سلطان، إن مصر، تعمل ليل نهار على حل الاشتباك الفلسطينى، وفك الحصار عن غزة، وهذا ينعكس عليها بإرهاب فى سيناء يأتي من غزة.

وتساءل قائلاً: "طهران تريد تحرير القدس بالحوثي في اليمن أم بحزب الله في لبنان؟، وكذلك تركيا التي تحتل ليبيا وتدعي أنها تريد تحرير فلسطين بسحب سفيرها من أبو ظبي؟.

وأضاف رئيس الاستخبارات السابق الأمير بندر بن سلطان، أن المملكة قطعت العلاقات مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات "أبو عمار" بسبب موقفه من احتلال الكويت، لافتاً إلى أن علاقة المملكة بالقضية الفلسطينية لم تنقطع.

وقال "إن الأميركيين استجابوا لأبو عمار في 2001 ورفضوا بنودا إسرائيلية"، مضيفاً "أنا والسفير المصري صرنا نشك في كلام أبو عمار عندما قال إنه كاد أن يتوصل للسلام مع إسرائيل". ‬

كما روى سفير السعودية السابق لدى واشنطن، ثلاثة أمور أبلغه بها بوش الابن قبل توليه الرئاسة، مضيفاً أن بوش الابن قال له "إن كامب ديفيد ليس فندقا". ‬

‪وتابع "بوش قالي لي أبو عمار وكلينتون يتحدثان 4 ساعات على الهاتف، وأنا لا أطيق الحديث لأمي لنصف ساعة‬".

وتحدث بن سلطان، عن موقف حصل في مدريد بين الوفد الإسرائيلي والوفد الفلسطيني بأحد المؤتمرات السياسية.

وأضاف أن الوفد الإسرائيلي طلب من أحد أعضاء الوفد الفلسطيني بنزع الكوفية التي على كتفه، فتدخل الأمير وطلب من الأمن السماح للشاب الفلسطيني بالدخول بالزي الذي يرغب به وإلا سوف يقوم الوفد الخليجي بالانسحاب.

وأشار الأمير إلى أنه بعد التفكير بالمنطق، قال إنه سوف ينزع الكوفية من كتف الشاب الفلسطيني بشرط أن يخلع الوفد الاسرائيلي قبعاتهم، ليتدخل الأمن، ويطلب من الجميع الجلوس في أماكنهم وبالشكل الذي يرغب به.

وكشف  بندر بن سلطان دور الملك فهد في "اتفاقية أوسلو"، قائلا: "أمرني الملك فهد، رحمه الله، أن أعمل مع بوش الأب على أساس للسلام، وصار بحث مع ميخائيل غورباتشوف، رئيس الاتحاد السوفيتي الأسبق، لتحضر مؤتمر للسلام فى مدريد، المهم في هذا الاتفاق أن الراعي له رئيسا أكبر دولتين أمريكا والاتحاد السوفيتي".

وأضاف: حينها رفض الرئيس حافظ الأسد، أن يحضر الاتفاقية، وكلفنى الملك فهد لمقابلة الأسد، وبعد حوار طويل معه وضحت له رأي الملك فهد وهذا يخدم سوريا ما يضرها، ويخدم القضية العربية كلها، وأتذكر حينها نظر إلى حارس كان يحمل كلاشنكوف، وقال لي لا أعرف عندما أذهب معك، هل هذا الشخص أعطى له ظهري أم لا؟".

وتابع: "قلت للأسد شعبك يراك قدوة وسيؤيدك، قال أنا موافق وسأرسل وفدًا، وذهبنا إلى مدريد وصار إللي صار".

وأكد الأمير بندر بن سلطان، أن جميع الأحداث الذي ذكرها موثقة وسيتم نشرها على مواقع التواصل لمن يريد أن يعرف أكثر عن تلك القيادات الغشاشة والكاذبة، الناكرة للمعروف.

وانتقد الأمير بندر بن سلطان،  الطريقة التي اتبعتها القيادات الفلسطينية "لتحقيق التطلعات الفلسطينية المشروعة"، متهما إياها بـ"المتاجرة والمزايدة".

وعدد الأمير السعودي المخضرم ، مآخذه على القيادات والفصائل الفلسطينية مشيرا إلى أن "الانقسام الفلسطيني والمتاجرة والمزايدة"، كان "هو ديدنهم كلاميا وتنفيذا على الأرض، ما أدى لتعقيد القضية الفلسطينية المعقدة أصلا، وتفويت الفرص تلو الأخرى لإيجاد حل لها بسبب التشرذم تارة والمصالح الشخصية والمزايدة والمتاجرة تارة أخرى".

المسؤول السعودي الرفيع السابق وجه الانتقادات بنفس القدر لحركة "حماس" في غزة، وللسلطة الوطنية الفلسطينية في رام الله.

وبالنسبة لـ"حماس"، رأى أن الحركة أضاعت الفرصة التي سنحت أمام الفلسطينيين في عام 2005 بانسحاب إسرائيل من القطاع "لتحقيق مكاسب أكثر وإعادة التموضع بين غزة ورام الله، إلا أن حركة حماس أبت أن يلتئم الفلسطينيون للدفاع عن قضيتهم وزرعت أول نواة لبداية الانقسام بين الفلسطينيين، فتاهت القضية وأصبحت مصدرا رئيسيا لحماس لجمع الأموال من الدول التي ترغب فى إطالة أمد الصراع لتحقيق مكاسب أخرى مع ثالوث التخريب تركيا وقطر وإيران. وفرض هذا الثالوث لاحقا أجندته على قطاع غزة للاستئثار به دونا عن باقي الأراضي الفلسطينية كونه أصبح محررا، وبدأت الحركة في تصعيد لهجتها وتحديها للسلطة الفلسطينية، إلى أن أصبحت هناك حكومتان، واحدة للضفة الغربية والأخرى لقطاع غزة".

وفي معرض انتقاداته للسلطة الوطنية الفلسطينية، قال إن رام الله "تاجرت بالانقسام الفلسطيني الذي حصل لتتصدر المشهد الفلسطيني في المجتمع الدولي بمفردها لكي تنفرد بالكعكة.. وبددت السلطة العديد من الفرص منذ عهد الرئيس أبو عمار لتحقيق السلام بسبب المصالح والتوازنات داخل السلطة".