أعلن رئيس مجلس ادارة شركة توزيع كهرباء الشمال المهندس محمد الشنار والمدير العام المهندس اسعد سوالمة اليوم الاحد عن انتهاء أزمة الكهرباء في مدينة نابلس، والتي عانت منها لسنوات، بعد تشغيل محطة تحويل صرة.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد بمقر الادارة العامة للشركة بحضور مدير الحكم المحلي بمحافظة نابلس خالد اشتية وعدد من اعضاء مجلس الادارة ومدراء الاقسام بالشركة.
وأكد الشنار أن محطة صرة بدأت بالعمل بقدرة تتجاوز العجز القائم، وفي المرحلة القادمة سيتم رفع القدرة لتصبح بحجم اكبر بكثير مما هو متاح حاليا.
واوضح أنه لن يكون هناك نقص بالقدرة الكهربائية في نابلس لثلاث سنوات على الاقل، حيث يتوقع ان يرتفع الاستهلاك ليصل الى 150 ميغا.
واضاف ان طواقم الشركة تعمل على تطوير شبكاتها الداخلية والناقلة لتستطيع رفع مستوى الخدمة.
وقال ان تشغيل المحطة جاء ثمرة جهود كبيرة بذلتها الشركة مع كافة الجهات الرسمية، وفي مقدمتها رئيس الوزراء والوزارات والهيئات ذات الصلة.
واشار الى ان السنوات الماضية كانت صعبة على المشتركين وعلى الشركة وكادرها الفني وادارتها، نظرا لان الامكانات المتاحة لدى الشركة لم تكن تستطيع معها ان تقدم لمشتركيها خدمة افضل مما قدمت.
واضاف انه ومع ذلك استطاعت الشركة تجاوز الظروف الصعبة في الشتاء والصيف، في حين أن مناطق اخرى عانت أكثر مما عانت مناطق عمل كهرباء الشمال، وذلك يعود لوجود كادر فني على مستوى عال من الكفاءة وادارة تبذل كل جهد لتذليل الصعاب وقدرات مفتوحة لتخفيف الاعباء عن المواطنين.
وبين أن الشركة استطاعت قبل 3 سنوات تشغيل محطة تجويل الجلمة في جنين التي كانت سابقا تعاني من نقص شديد بالقدرة، واليوم باتت جنين من افضل المناطق بتوفير الطاقة الكهربائية، وتحسنت الخدمات فيها، وتقوم الشركة حاليا بمشروع ضخم في المنطقة لانارة الشوارع هناك.
وتطرق الشنار الى الجهود التي بذلتها الشركة لتوفير احتياجاتها من الطاقة، مبينا انها عملت على خمسة محاور في سبيل رفع القدرة، اولها تشغيل محطة صرة التي كان تشغيلها مرتبطا بعدة عوائق متعلقة بالشركة القطرية وظروف شركة النقل واوضاع مالية تحكم بعض الشركات.
اما المحور الثاني فهو شراء الطاقة من الاردن بقدرة 20 ميغا، والثالث هو برنامج الطاقة البديلة لتوفير 20 ميغا بالتخزين، والرابع هو برنامج لبناء محطة توليد الكهرباء بالغاز بقدرة 20 ميغا، والخامس هو برنامج لبناء محطة توليد بحرق النفايات وهو من شقين؛ الاول في منطقة نابلس والاخر تقوم به وزارة الحكم المحلي في محطة زهرة الفنجان.
وقال ان الشركة واجهت مشكلة كبيرة في توفير القدرة للمصانع والمنشآت الاقتصادية، وما تم منحه للمصانع في السنوات الاخيرة كان تجاوزا لكل الخطوط الحمراء، مبينا أن برنامج قطع الكهرباء المنظم عن المشتركين كان الهدف منه ان تبقى الحياة الاقتصادية مستمرة.
واضاف ان الاجراءات والخطوات التي اتخذتها الشركة كان هدفها من جهة الحفاظ على الوضع الاقتصادي وتشجيع المستثمرين على العمل، ومن جهة اخرى توفير افضل ما يمكن توفيره من خدمة ضمن الامكانات المتاحة.
ومن بين هذه الخطوات شراء مولدات بالسولار رغم تكلفتها لعالية حيث تبلغ تكلفة الكيلوواط الواحد 1.5 شيكل ويتم بيعه للمشترك بسعر 0.6 شيكل، كما زودت بعض المؤسسات بمولدات لضمان استمرار الكهرباء لها دون انقطاع.
من جانبه، قال سوالمة أن طواقم الشركة قامت خلال الايام الماضية بالتحويلات اللازمة على الخطوط، وتم الحصول على 60 ميغا من محطة صرة، اي بزيادة 24 ميغا عما كان سابقا، وهذه هي المرحلة الاولى فقط.
وأضاف أن المحطة ستعمل على عدة مراحل، وفي المرحلة القادمة مع زيادة قدرة المحطة ستحصل الشركة على كامل حاجتها منها.
وبين أن المحطة تعمل الان تحت اشراف سلطة النقل، ويمكن ان تصل قدرتها الى 200 ميغا، وهذا يعني انتهاء القطع المنظم للكهرباء.
ولفت الى ان القدرة المتوفر لمدينة نابلس لم تزد عن 83 ميغا منذ عام 2010 رغم التطور الكبير في حجم الاستهلاك في المصانع والمنشآت الاقتصادية، وارتفعت بتشغيل محطة صرة الى 107 ميغا في المرحلة الاولى.
وأكد أن الجهود الكبيرة التي بذلتها ادارة الشركة والادارة الفنية وطواقم الشركة خلال السنوات الماضية استطاعت تلبية احتياجات المدينة بما هو متوفر بين يديها، من خلال ربط كل المحطات وتحويل اي فائض باي منطقة الى منطقة اخرى.
واشار الى ان العجز الاساسي كان يبرز في ذروة الصيف والشتاء، وسببه أن نابلس لم تكن تحصل على 83 ميغا من المصدر، وانما كان ينخفض احيانا الى 50 ميغا.
واضاف ان الشركة القطرية كانت تلجأ لتخفيض القدرة عندما يزيد الحمل على بعض الخطوط، وهو ما كان يضطر "كهرباء الشمال" للخروج عن برنامج الفصل المنظم عن بعض المناطق اكثر من مرة في اليوم الواحد.
وقال ان الشركة استطاعت عام 2016 تشغيل محطة الجلمة باتفاقية مؤقتة، وحاولت تكرار الامر ذاته لتشغيل محطة صرة، لكن الشركة القطرية رفضت ذلك.
واضاف ان الاتفاقية الدائمة مرت بعدة مراحل الى ان تم توقيعها لجميع المحطات، وكانت كهرباء الشمال من اوائل الشركات التي استطاعت توفير ما هو مطلوب منها ماليا، وهو تقديم 3 فواتير مدفوعة مسبقا بكفالة بنكية قابلة للتسييل بالتعاون مع البنك الاسلامي العربي.