شاهد: توقيع اتفاقات "السلام" بين الإمارات والبحرين وإسرائيل في واشنطن

الثلاثاء 15 سبتمبر 2020 09:14 م / بتوقيت القدس +2GMT
شاهد: توقيع اتفاقات "السلام" بين الإمارات والبحرين وإسرائيل في واشنطن



واشنطن /سما/

وقعت الإمارات والبحرين، مساء اليوم، الثلاثاء، اتفاقات تطبيع مع إسرائيل في مراسم احتفالية استضافها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في البيت الأبيض، الذي تحدث عن بزوغ "شرق أوسط جديد"؛ فيما وصف رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الاتفاقات بأنها "منعطف تاريخي".

وشهدت المراسم التوقيع على ثلاث اتفاقات: الأولى "معاهدة سلام" بين إسرائيل والإمارات، والثانية "إعلان سلام" بين إسرائيل والبحرين، والأخيرة "اتفاق أبراهام" الذي يتعلق بتطبيع عربي واسع مع إسرائيل، أكد ترامب أن خمس أو ست دول ستنضم إليه لاحقًا.

واجتمع الرئيس الأميركي قبل انطلاق المراسم، مع وفدين من الإمارات والبحرين بقيادة وزيري خارجية البلدين، لتوقيع اتفاقات التطبيع مع إسرائيل، في اجتماعات ثنائية منفصلة، كما اجتمع لاحقًا مع نتنياهو.

وشهدت المراسم التي تواصلت نحو 40 دقيقة، 4 خطابات للرئيس ترامب ونتنياهو، ووزيري الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد والبحريني عبد اللطيف الزياني؛ وشارك في المراسم كل من السفيرة السودانية لدى واشنطن، وسفير سلطنة عُمان لدى الولايات المتحدة.

وفيما لم تنشر بعد نص الاتفاقات، تجنب وزيرا الخارجية الإماراتي والبحريني التطرق إلى المسألة الإيرانية، علما بأن الرئيس الأميركي شدد مرارا على أن التحالف الإسرائيلي - الإماراتي - البحريني جاء لمواجهة إيران. في حين تجنب نتنياهو وترامب الإشارة إلى القضية الفلسطينية.

وفي تصريحات أدلى بها ترامب للصحافيين في البيت الأبيض عقب اجتماعه بنتنياهو، قال إنه يتوقع انضمام 5 أو 6 دول عربية إلى التطبيع مع إسرائيل، متجنبا الكشف عنها، مشيرًا كذلك إلى أنه أجرى محادثة مع ملك السعودية وولي عهده، مستطردا "لديهما عقل منفتح وسينضمان إلى السلام (..) أعتقد أن أشياء إيجابية للغاية ستحدث".

وقال الرئيس الأميركي في حضور نتنياهو "حققنا تقدما كبيرا مع نحو خمس دول، خمس دول إضافية"، مضيفا "لدينا على الأقل خمس أو ست دول ستنضم إلينا قريبا جدا، سبق أن بدأنا التشاور معها"، من دون تسمية هذه الدول.

وعن الشأن الإيراني قال ترامب إنه يعتقد أن "الإيرانيين كذلك يودون عقد اتفاق مع إسرائيل"، وذكر أن "إيران تعاني واقتصادها منهار ولكن لننتظر بعد الانتخابات"، مشيرًا إلى أنه سيسعى بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، بـ"أسبوع أو حتى شهر"، سيسعى إلى إبرام صفقة مع إيران.

واعتبر ترامب أن الحديث عن "يوم تاريخي لتحقيق السلام في الشرق الأوسط". واعتبر أن إسرائيل باتت أقل انعزالا من أي وقت مضى، وأضاف "أرحب بالقادة من إسرائيل والإمارات والبحرين لتوقيع اتفاقات مهمة لم يظن أحد أنها ممكنة ودول أخرى ستنضم".

وعن الفلسطينيين، كرر ترامب التصريحات التي أدلى بها في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، في وقت سابق، اليوم، وقال: "لقد قطعت التمويل عن الفلسطينيين وهم سوف يكونون أعضاء في مسار السلام ونحن نتحدث إليهم".

وأضاف "الفلسطينيون كانوا يتعاملون مع دول ثرية تمولهم (في إشارة إلى حلفائه في الخليج) ولكني قلت لماذا تدفعون لهم إذا كانوا يسيؤون لأميركا؟"، وتابع "الفلسطينيون سينضمون خلال مرحلة ما (إلى التطبيع). اتفاقيتا اليوم قد تقودان إلى سلام حقيقي".

في المقابل، تظاهر أنصار للقضية الفلسطينية للتعبير عن رفضهم للتطبيع، أمام البيت الأبيض، بدعوة من 50 مؤسسة أميركية وعربية وفلسطينية، بالتزامن مع توقيع الاتفاقات الإماراتية والبحرينية مع إسرائيل، وذلك للفت أنظار العالم والإعلام الذي يغطي توقيع الاتفاقات، إلى معاناة الشعب الفلسطيني في ظل نظام الفصل العنصري في إسرائيل.

ومع انطلاق المراسم، قال الرئيس الأميركي "خلال لحظات سيتم التوقيع على اتفاقين وستكون هناك اتفاقات أخرى سوف تتلو. إسرائيل والإمارات والبحرين سوف تتبادل السفراء وستتعاون فيما بينها كدول صديقة. فيما شكر مسؤولين في إدارته، على رأسهم كبير مستشاريه، جاريد كوشنر، ومبعوثه إلى الشرق الأوسط، آفي بيركوفيتش، والسفير الأميركي لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، على "جهودهم" في التوصل إلى الاتفاقات،

وأضاف "هذه الاتفاقات سوف تؤسس لسلام شامل في المنطقة قائم على الصداقة والاحترام المتبادل"، مدعيا أن "الاتفاقات تقضي بالسماح للمسلمين حول العالم بالصلاة في المسجد الأقصى"، وتابع "الاتفاقات تؤكد على التحرر من النهوج الفاشلة السابقة وهناك بلدان أخرى ستلحق بالركب".

بدوره، شكر نتنياهو الإدارة الأميركية على "دعمها المتواصل والمستمر لإسرائيل"، وقال إن "الرئيس ترامب توسط بنجاح للتوصل إلى هذا السلام التاريخي"، مشيرا إلى أنه "نحن مفعمون بامتنان عميق للرئيس ترامب لقيادته الحاسمة وقد اصطف إلى جانب إسرائيل بشجاعة ضد إيران".

وأضاف نتنياهو إن "دولا أخرى سوف تنضم إلينا وتوقع اتفاقات سلام معنا، ما يضع حدا للنزاع العربي الإسرائيلي إلى الأبد"، معتبرا أن "السلام الذي نشهده اليوم ليس فقط بين القادة بل بين شعوب إسرائيل والإمارات والبحرين".

وقال نتنياهو إن "السلام الذي نؤسس له اليوم سوف يستمر، لأنه مبني على القوة"، مستطردا "عملت على تعزيز ركائز إسرائيل لكي تصبح قوية جدا لأن القوة تفضي إلى السلام".

من جانبه، قال وزير الخارجية الإماراتي، بن زايد، بعد توجيهه الشكر إلى كل من ترامب ونتنياهو، إن "كل خيار غير السلام سيعني الدمار والفقر والمعاناة الإنسانية"، مدعيا أن "معاهدة السلام سوف تمكننا من الوقوف أكثر إلى جانب الشعب الفلسطيني". وزعم أن "الهدف من معاهدات السلام هو العمل من أجل استقرار المنطقة"، وأن "هذه الاتفاقية تأتي لتفتح آفاقا أوسع لسلام شامل في المنطقة".

بدوره، قال الزياني إن "اليوم يمثل لحظة تاريخية لكافة شعوب الشرق الأوسط. الإعلان الذي يدعم السلام بين البحرين وإسرائيل خطوة تاريخية في الطريق إلى سلام دائم"، وأضاف "لفترة طويلة جدا تأخر الشرق الأوسط بسبب انعدام الثقة"، معتبرا أن "التعاون الفعلي هو أفضل طريق لتحقيق السلام وللحفاظ على الحقوق".

وتابع زير الخارجية البحريني "نرحب ونثمن الخطوات من قبل إسرائيل لتحقيق السلام. جهود الرئيس ترامب الحثيثة هي التي جعلت من السلام واقعا"، مستطردا "اتفاق اليوم يعتبر خطوة مهمة أولى والآن يقع على عاتقنا العمل بنشاط لإنجاز السلام"، وأن "حل الدولتين هو الحل العادل والمستدام للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني وهو أساس للسلام".

00
000