أُصيب عشرات المواطنين بالاختناق، نتيجة استنشاقهم الغاز خلال اعتداء قوات الاحتلال، اليوم الخميس، على وقفة احتجاجية نظمتها فصائل العمل الوطني في محافظة طولكرم وفعاليات المحافظة وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان ولجان المقاومة الشعبية ضد أعمال تجريف أراضٍ في شوفة وجبارة والراس، جنوبي طولكرم، تمهيدًا لإقامة منطقة صناعية استيطانية على أراضي هذه القرى.
وأطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز والصوت باتجاه المشاركين في الوقفة، واعتقلت لفترة رئيس مجلس قروي شوفة فوزات الدروبي، قبل أن تُطلق سراحه، فيما اعتقلت الشاب يحيى الدروبي.
وقال الناشط ضد الاستيطان مراد الدروبي: إن أعمال الجرافات بدأت في أراضي شوفة، وتم شق طريق حول الجبل "الوسطاني" بالكامل، ثم انطلقت باتجاه جبارة، وكانت المرحلة الثالثة في عزبة شوفة، مشيرًا إلى أن الهدف من هذه المرحلة هو شق طريق وتحديد معالم للمنطقة الصناعية وفرض أمر واقع.
وأوضح الدروبي أن المناطق التي تم تحديدها نحو 720 دونمًا.
من جانبه، قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف ، إن الاحتلال يريد أن يُكرس خارطة الضم على أرض الواقع، ولذلك بدأت جرافاته بربط منطقة الجدار بمستوطنتي "أفني حيفتس" و"عناب"، مشيرًا إلى أن مخطط الضم يقضي بتقسيم الضفة الغربية إلى عشرات الكنتونات وفصل كل محافظة عن الأُخرى، ثم تجزئة كل محافظة إلى أجزاء حتى تسهل السيطرة على المناطق وخنق السكان لدفعهم إلى الرحيل.
وأوضح أن الهدف الاستراتيجي الإسرائيلي هو دولة يهودية بلا فلسطينيين، لذلك تم التصدي، اليوم، للمنطقة الصناعية ولعمليات الضم على الأرض، مضيفًا أن المطلوب هو الاستمرار بالمقاومة الشعبية، إضافة إلى العمل القانوني القائم حالياً ضد إقامة المنطقة الصناعية الاستيطانية، إلى جانب الاستعداد لتوفير الاحتياجات الأساسية للمزارعين في المنطقة سواء خط مياه أو خط كهرباء.
وأضاف عساف، أن ما يقوم به المستوطنون اليوم، هو محاولة استباق الأمر الواقع قبل صدور قرار من المحكمة الإسرائيلية، لافتًا إلى عدم وجود ثقة بالقضاء الإسرائيلي، لكن لن يتم ترك أي ثغرة ممكن أن تساعد في حماية الأرض.
وفي السياق ذاته، قال رئيس مجلس قروي جبارة رائد محمود، إنه منذ بداية أعمال المستوطنين بتجريف الأراضي بدأت الفعاليات في القرية من قبل أصحاب الأرض والأهالي، مضيفًا لـ"القدس" دوت كوم: إن القرية قامت بالتواصل مع المؤسسات التي تدعم المزارع وتثبت وجوده، إلى جانب قيامها بمشارع استصلاح وفتح طرق زراعية وزراعة الأراضي غير المزروعة، وبناء حاووز مياه زراعي وآخر للشرب من أجل تدعيم الوجود في قرية جبارة.
وأوضحت المحامية سائدة السفاريني، أن نحو 800 دونم من أراضي شوفة وجبارة والراس مهددة لإقامة منطقة صناعية استيطانية، مشيرةً إلى أن جزءًا كبيرًا من الأراضي المهددة مقام عليه منشآت، والجزء الأكبر مناطق مستصلحة، وأصحابها مقيمون فيها.
وأضافت: إن ذريعة الاحتلال أن الأراضي المهددة هي أملاك غائب عارية عن الصحة، فأصحاب الأراضي مقيمون في البلاد، وجزء بسيط فقط مغتربون.
وبينت أن بعض المناطق المهددة بالمصادرة خضعت لأعمال مشروع التسوية الفلسطيني، وسجلت الأراضي بأسماء أصحابها، مثل قرية الراس، مشيرة إلى أن أعمال التجريف الحالية يقوم بها المستوطنون بحماية قوات الاحتلال دون أن يصدر أي قرار من محكمة الاحتلال حول الأمر.