أفادت مصادر صحفية، الإثنين، أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لا ترى تناقضاً بين خطة السلام التي أطلقها الرئيس ترامب في شهر كانون الثاني الماضي المعروفة باسم "صفقة القرن"، وخطط حكومة بنيامين نتنياهو لضم أراض في الضفة الغربية المحتلة.
وبحسب صحيفة القدس المحلية، قال مصدر مطلع على ما يجري وراء الكواليس من مناقشات بين مسؤوليين أميركيين مختصين بعملية السلام الفلسطيني الإسرائيلي: "فيما تبدو الأمور للوهلة الأولى لهؤلاء الذي يتابعون هذه القضية (الصراع الفلسطيني الإسرائيلي) وكأن هذه المسألة قد سقطت عن سلم أولويات الإدارة، خاصة في إطار انشغالها بمواجهة جائحة كورونا المستجد، ومحاولات وقف تدهور الاقتصاد نتيجة الجائحة، ودخول المعركة الانتخابية فصلها الأخير، لكن الحقيقة هي أن الإدارة الأميركية يمكنها أن تفعل أشياء عدة في آن واحد".
ولذلك، يقول المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه: "إن صهر الرئيس ومستشاره الأول في كل القضايا، جاريد كوشنر، يعطي حيزاً مهما من الاهتمام لهذا الملف، فهو يعتبر خطة السلام طفلته المدللة، وكذلك مبعوث الرئيس للمفاوضات الدولية، آفي بيركوفيتز، الذي في الحقيقة يكرس كل وقته لخطة السلام- حتى الرئيس نفسه، بين وقت لآخر يستفسر عن آخر التطورات وإلى أين وصلنا بهذا الملف، فكما يدرك الجميع، نتنياهو مقرب من ترامب، حقيقة أنهم أصدقاء، والرئيس ترامب دعم نتنياهو بقوة خلال الانتخابات الثلاث الماضية، ونتنياهو يقدر ذلك للرئيس ترامب، وكلاهما يحظيان بدعم قوي بين أوساط القاعدة الانتخابية الإيفانجالية (التبشيرية المسيحية اليمينية)، وهي ورقة ترامب الرابحة في الانتخابات المقبلة".
ويضيف المصدر، "ليس منطقياً أن تكون الموافقة على الاستيطان جزء مهم جداً من خطة سلام صفقة القرن من جهة، وأن تعارضها إدارة ترامب من جهة أخرى، الرئيس لن يتراجع عن دعم صديقه نتنياهو، بما في ذلك دعمه في مسألة الضم، ولكن – وهذا يدركه نتنياهو- هناك انزعاج في الأروقة السياسية في واشنطن، وعواصم العالم الأخرى بإعلان الضم (ضم أراض من الضفة الغربية) وفق تاريخ اعتباطي كما كان فعل نتنياهو عندما أعلن يوم 1 تموز 2020 كيوم الضم، دون أن يكون هناك خطط احترازية تضمن عدم المساس بالأراضي التي خصصتها خطة ترامب لتكون أراضي للدولة الفلسطينية".
وحول ما يعنيه ذلك بالنسبة لجدولة عملية الضم، يقول المصدر: "الكل يعلم أن إسرائيل ستضم كل المستوطنات في الضفة الغربية، وليس هناك معارضة عملية في أي مكان في العالم لذلك، والمشكلة هل سيكون هناك ضم لأراضٍ مخصصة للدولة الفلسطينية لشق شبكة من الطرق لوصل هذه المستوطنات بعضها ببعض؟ وهل ستقوم إسرائيل بالسماح للفلسطينيين بالبناء في المنطقة (ج)، أو غض الطرف عن البناء غير الشرعي (الفلسطيني) في هذه المنطقة، وما شابه؟".
أما بالنسبة لمنطقة الأغوار، يقول المصدر: "الحقيقة هي أن إسرائيل تسيطر سيطرة كاملة على كل الأغوار، ولذلك فإن نصيحة الإدارة لحكومة نتنياهو، أن لا تكون على عجلة من نفسها في هذه المسالة، يقولون لهم لماذا أنتم مستعجلون؟ الأغوار ليست ذاهبة إلى أي مكان، وأنتم تسيطرون عليها، وبإعلان الضم، فإنكم تفتحون على أنفسكم مدبرة من المسائلة والاحتجاج والتذمر، أنتم وإدارة الرئيس ترامب في غنى عنها الآن".
ويضيف، "كما أنه بصراحة، في حال انتخاب (جو) بايدن رئيساً جديد، لن يتغير الكثير على الأرض- النصيحة، تريثوا-".
ويعتقد المصدر أن أي إعلان من قبل نتنياهو بشأن "وضع جديد" في الأراضي الفلسطينية، كإعلان ضم كل المستوطنات، سيحدث بالتزامن مع مؤتمر الحزب الجمهوري بين 24 و 27 آب الحالي، حيث سيتم ترشيح الرئيس ترامب لدورة رئاسية ثانية، وإطلاق حملة الانتخابات على مصراعيها.