مع سباق ترامب وبايدن: ما مدى خطورة تنفيذ إسرائيل لـ”الضم” على الثنائية الحزبية في أمريكا؟

الثلاثاء 21 يوليو 2020 09:33 م / بتوقيت القدس +2GMT
مع سباق ترامب وبايدن: ما مدى خطورة تنفيذ إسرائيل لـ”الضم” على الثنائية الحزبية في أمريكا؟



القدس المحتلة /سما/

إسرائيل اليوم - بقلم: دنيس روس "أجرى معهد القدس للاستراتيجية والأمن منذ زمن غير بعيد تمثيلية لتصوير الآثار المتوقعة للضم. يخيل أن جدالاً ثار بين باحثي المعهد حول النتائج المحتملة في الولايات المتحدة، وإذا ما تطور جدال كهذا في Think Tank”” (مخاض فكري) ذي ميول سياسية يمينية، فيفترض بمؤيدي الضم أن يروا في ذلك إشارة تحذير".

وفقاً لنهج مؤيدي الضم، نحن الآن في لحظة مميزة تبدي فيها إدارة ترامب استعداداً لتأييد فرض سيادة إسرائيل على نحو 30 في المئة من مناطق يهودا والسامرة. ينبغي استغلال هذه اللحظة، كما يدعون؛ لأن الضم سيحدد مستوى أساسياً جديداً سيقبل به باقي العالم بمرور الزمن، وفي كل مفاوضات في المستقبل ستكون هذه نقطة البداية.

يبدو هذا جيداً للسمع، غير أن هذه ليست هي الحقيقة. فما الذي سيحصل إذا ما خسر ترامب في الانتخابات وانتخب بايدن رئيساً؟ هذا سبب وجيه أكثر وجاهة لاستغلال اللحظة الحالية، كما يروج لنا مؤيدو الضم. ولكن إذا خسر ترامب –وهذه إمكانية معقولة بالتأكيد– وانتصر بايدن فألغى الاعتراف الأمريكي بالضم… فماذا ستربح إسرائيل؟ لا توجد جهة دولية واحدة تعترف بالضم، ولن ينشأ مستوى أساسي جديد. بالعكس، عندما تشير أربع دول أوروبية على الأقل بأنها سترد على بسط السيادة في الاعتراف بدولة فلسطينية في حدود 1967، فقد يخلق الضم مستوى أساسياً من ناحية إسرائيل هو أسوأ من ذاك القائم الآن: خطوط 1967 زائد الكتل الاستيطانية.

ولهذا جواب على لسان المؤيدين: بايدن صديق إسرائيل، وحتى لو لم يتعاط بعطف مع خطوة إسرائيلية من طرف واحد فلن يلغي الاعتراف بها. بايدن، بالذات، صديق إسرائيل، ولكنه عبر بوضوح عن معارضته لأي خطوات من طرف واحد، بما في ذلك الضم الإسرائيلي. ودرءاً للشك حول نواياه، قال لمجموعة متبرعين يهود، مؤخراً: “سألغي خطوات إدارة ترامب التي برأيي ستضعف فرص السلام بشكل كبير”.

ودون التطرق إلى مسألة إذا ما كان بادين سينتخب، وإذا كان “نعم”، كيف سيتصرف تجاه الضم. ثمة بعد إضافي يجب مراعاته، فالضم، بالتأكيد، سيعمق الانقسام السياسي القائم في الولايات المتحدة تجاه إسرائيل. لقد كانت إسرائيل موضوعاً للحزبين وتعتبر مصلحة أمريكية، ليست شأناً ديمقراطياً أو جمهورياً، ولكن صورتها ثنائية الحزب باتت الآن في خطر، والضم سيسيء ويفاقم هذا الوضع.

كما أن الضم سيعزز بشكل دراماتيكي الموقف غير العاطف تجاه إسرائيل من جانب الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي، حيث يتعاظم التضامن مع الفلسطينيين. وفي ضوء الارتفاع البارز في أهمية مفهوم العدل في الولايات المتحدة، فإن الضم الإسرائيلي سيساعد الرواية التي تعرض الفلسطينيين كضحايا. وما سيستوعب هنا هو الشعار الفلسطيني بمساواة الحقوق، “رجل واحد، صوت واحد” – أي دولة واحدة. فمن في أمريكا سيعارض مثل هذا المطلب؟

يمكن الجدال حول التأييد أو المعارضة للضم، ولكن من الحيوي أن يكون للجدال اتصال بالواقع. لسوء الحظ، واهم من يعتقد أن بالإمكان تنفيذ الضم دون دفع ثمن في الولايات المتحدة. للضم ثمن، وإذا لم يكن الربح إلا وهماً، فما المعنى من أخذ المخاطرة؟