أكد صحفي إسرائيلي، أن السلطة الفلسطينية في إطار موقفها من عملية الضم، تسعى إلى تحقيق "إنجازات رمزية وهي كمن يحمل مسدسا فارغا"، كاشفا استمرار التواصل بين "تل أبيب" ورام الله.
وأوضح آفي يساخاروف، في مقال نشر بـ"معاريف" العبرية، أن "الضم لم ينفذ بعد، ولكن شيئا ما يحصل على الأرض؛ بمثابة بقبقة طفيفة وهيجان إن شئتم، تنجح الأحاديث عن الضم في خلقهما".
وقال: "رغم أن التنسيق الأمني الذي أوقف رسميا بين إسرائيل والسلطة، ولكن لا تزال تجرى مكالمات هاتفية بين الطرفين، وهذه أيضا تقل، ولكن الأنباء الجيدة، أن السلطة تواصل العمل على إحباط العمليات، بل وتسمح بأعمال مثل وصول (اقتحام) المصلين اليهود إلى قبر يوسف بنابلس".
ونوه يساخاروف، إلى أن "القطيعة بين إسرائيل والسلطة، أدت إلى تغيير دراماتيكي في كل ما يتعلق بالعلاقات التي بين السكان الفلسطينيين وبين إسرائيل والسلطة، وفي هذا الأسبوع فقط، أبلغ الفلسطينيون في الضفة، أنه في كل مرة يطلبون فيها تصريحا (لدخول إسرائيل)، سيتعين عليهم التواصل المباشر بعيدا عن السلطة، مع موقع مكتب منسق الأعمال في المناطق وليس عبر السلطة".
وأضاف: "توجد لهذه الخطوة، تداعيات رمزية دراماتيكية، فالفلسطيني في الضفة يدير شؤونه مرة أخرى مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي وليس مع السلطة"، مضيفا: "هذه أنباء سيئة لوزير الشؤون المدنية في السلطة، حسين الشيخ، الذي درجت وزارته على اقتطاع مكاسب سمينة عن كل تصريح لفلسطيني، فهي الآن تتبخر".
ولفت، إلى أن "وزارة الشيخ، كانت أحد السبل لتصفية الحسابات مع معسكرات الخصوم؛ في فتح وحماس".
من جانبه، أكد رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية ميخائيل ميلشتاين، التابع لمركز "ديان"، أن "القيادة الفلسطينية في أزمة استراتيجية، وبدأ عباس بإجراءات كان يفترض بها أن تحرك شيئا ما، غير أن الأسرة الدولية ليست هناك بعد"، موضحا أن "تهديد وضع المفاتيح وحل السلطة، هو تهديد بمسدس فارغ من الرصاص".
وذكر يساخاروف، أن عباس عندما ينظر لمدى استجابة الجمهور الفلسطيني في الضفة لتحذيرات السلطة من أن "إسرائيل" تستعد للضم، "يفهم أنه فشل"، معتبرا أن رفض استقبال السلطة لأموال المقاصة، وعدم دفع رواتب نحو 200 ألف موظف، من أجل "خلق هياج ضدها، ظهر مثل سهم مرتد، وشجع الغضب تجاه السلطة".
وأضاف أن "لامبالاة الجمهور لن تؤدي بالضرورة إلى الهدوء، لا في أوساط نشطاء فتح ولا من جانب السلطة، وينبغي التوضيح، أنه لا يزال لا يوجد إغراق للشوارع بالمسلحين وبالأسلحة، ومع ذلك يخيل أن الوحش القديم الذي حرك الانتفاضة الثانية في بداية طريقها يبدأ بالظهور".
وأشار ، إلى أنه "لشدة المفارقة، أن ما أيقظ هذا الوحش من سباته، كان وباء كورونا، وأرسلت بعناصرها الميدانيين وأحيانا المسلحين إلى القرى، ومنذئذ بات من الصعب إعادتهم"، لافتا إلى أن "هذه العناصر يمكنها بسهولة أن تصبح هما حقيقيا لقوات الجيش الإسرائيلي".
ونبه إلى أن "السلطة لا تعتزم التسليم بلامبالاة الجمهور، ولهذا تسعى للوصول إلى إنجازات رمزية؛ بمعنى التوجه مرة أخرى إلى مجلس الأمن، في محاولة للوصول إلى اعتراف دولي بدولة فلسطينية تحت الاحتلال، حتى لو استخدم الفيتو الأمريكي المرة تلو الأخرى".
وتابع: "توجد دول كثيرة تؤيد هذه الخطوة، وهناك الآن من 12– 13 دولة في أوروبا مستعدة للاعتراف بدولة فلسطينية تحت الاحتلال في حالة نفذت إسرائيل الضم، وهذا في واقع الأمر الثمن الذي يمكن جبايته من تل أبيب".