قال : انه اثر القهر والظلم على الادب والفن والحياة والانسان – في زمن الحكايات الرخيصة والكلمات الرديئة ؛ و ما أسرع ما تمرُّ الأيام ! وهل يكون الادب سبيل الحياة ؟ وكم بذرنا حكمة الفكر والبصيرة واسقيناها حيا العقل الغزير .. ما جنينا غير بهتنان و زور .
: تصور الثقافة والمعرفة معركة؟ وبرغم من ذلك تدرس وتقرا وتتعلم وقد تري آنذاك ، انها سيرة موجزة لتاريخ جيلنا ، فهل نجونا من الفاشية والنازية واشعاع قنبلة الذرية ، ولم نفلت من منجل هؤلاء ؟
: لست أخترع مصائب، إنما أروي لك ما رأيناه وقع فعلًا. وليس للحقيقة موعد معين تظهر فيه للإنسان..
كنا نحلم ، وان كان هناك من يحمل بعض احلامه فوق ما لايحتمل ، فقد يكون مجرد حلم برق للحظة فى عفوية بريئة و انطفأ فى لحظة.
وترك فى الذاكرة لهيب السياط التي تكوي الظهر- هنا يعانق الصمت القهر .. و الفراق الرجاء - و تتبخر الحياة من الجسد وتتلاشي حتى الافكار – والكلمات.. المقلقة للراحة؛ واستمع صامتَ الفم مزلزل النفس ، زلزالًا عاصفًا لكل حرف تساقط في حزن وألم وأسى، قال : متى تطمس الأيام هذه الدائرة؟!
وإن كان يجد في نفسه بعض الألم ، أصبح بلا ارض وتحت الاحتلال ، والتشوهات والانحرافات بالقمع والعقاب – حتى الموت لا تعذب نفسك؛ فإن الإنسان لا يستطيع أن يختار أباه – ولا أمه.
حتى اخذوا نصيبهم من دمه، هو ينزف اخر قطرات الدم ، هل امسكوا بك؟ ام يطاردوك – سرقوا الارض وكل املاكه وعاش مربطا بسلاسل من حديد الى ابدان اهله الفقراء... كل الناس اهله.. الفقراء اصحاب الحلم والمكان محبوسون في اقفاص من جوع وعطش.. كل هؤلاء شعبك فما رأيت منهم إلا الوفاء والإخلاص والشرف.
وجاء الاحتلال البربري الآدمي المحسوب خطأً على الإنسانية، يستطيع أن يدمر حياته ؟ ..وصل بكل وسائل الغدر والختل والجبروت ... مقابل المغارة بيدهم اليل والمشاعل ، وتكشف وجه الاحتلال الاسود.. كلب في الوجه ينبح .. كارها كل الاشياء ونفسه.. يمسك بيده منجل ، جنود يعانقون الموت – والقسوة و ملامح الوجه بلا جدوى ، من كل بقاع الارض ثلة و من كل ملة سحنة .. بيدهم ابتكارات الموت ، وصلوا لكيان يحرق الاحياء .. و اذكر في الكتاب غزة ؟!!
وتنهال السياط على جسده الى ان تعرق – الا تشعر بدموع الانصهار ؟ وبصوته المشروخ يصرخ فوق اسوار المدينة، و محيطًا هائلًا من الآلام غمر بأمواج كالجبال.. ولم يهرب ؛ ورائه كلاب الصيد تلهث في صيد الاساطير ..و تهوى اكل لحم الناس حيا .
ومن حارة لزقاق ومن باب الأقصى ، لكنيسة القيامة تحت ازيز السياط – وضرب الجنود ، بالقسوة والقبح والعنف المجرد، وبشراهة القوة وجبروت الاستغلال وعنف التسلط ، وتمرد غريزة القتل المكشوفة والتكشير علي الانياب المسنونة .. تحت شمس الصيف المحرقة سحل على الارض الصخرية السوداء ، وشقق جلده ، ومزقة فروة الراس تحت لهيب السياط.. أمسكوا به ومزقوا بقايا ثياب من على جسده .. كان بقبضته عيدان القمح والسمسم ، و غصن زيتون يابسا.. لم يجري- الجريء بين شوارع القدس الضيقة، تلوح جموع الهمج يحملون مسامير محمية ، وتاج من الاشواك البرية حادة سامة مدببة ؛ الأن .. اصعد الى خشبة صليبك المقدس بدون .. كلام ، ولا همس ولا نظرة صارمة .
ولم يتوارى عنه هلال القبة الذهبية وباب قيامة الخلود ، فادركوني بالرحيق المختوم واملاء النفس بعطر الجنة- انا القادم بغير.. ميعاد ..ممزق الجسد وبصحبتي شهود .. واصوات طيور تغرد فوق راسي ، وانا نزف اخر قطرات الدم ، وثلة من المقهورين المحبطين المضغوطين المعتقلين الفاقدين والمفقودين ،فلا تحزن.. انه المصير الذي، اختار شعبك من بين شعوب الارض بثورة وشهداء وسرقة وطن .
انت حيث تقتل تكون حر ابن حرا ، وتنبت ازهار ارضك دمك .. وتخيل.. نفسك حصانك الاسود الجامح – بلا ركاب ولا للجام من خيط .. تركض ، والراس شامخ بين الاقزام .. انت الحر ، فلا تترجع ولا تكذب ،و تحلم في زمن الكذب ؛ لأنك تعيش الحلم فعلا – هل تتلاشي اصوات سنابك الخيل – ولهث كلاب الصيد التي تطاردك ؟ وتشعر بالأمان لتجد فسحة من وقتك لتجلس بهذا الصمت تتأمل حلاوة ارضك وقمحك ... وزهر الليمون ، واصوات طيور مهاجرة وشجرة السرو والتين والزيتون ..تتأمل .. تروى حكاياتك للأرض – احكى ...عن المطارة عن كلاب الصيد المدربة ..احكى عن الاوغاد اصحاب الوجه الدموي .. الدميم.
و هل صرخت الأوغاد وصوتهم الردئ تفقأ عينك؟
احكى عن ابطالك .. وانت البطل انت رمز و فارس هذا الزمان ، حين سكت الجميع –صرخت لتخرس الاقزام ؛ سوف نهتف بحياتك دون ان تدري_ ولا تنسي قبل الصعود الاخير علي خشبة صليبك المقدس _ وانت تتنفس بصعوبة – قل لمطاردك حاسب نفسك على سوء افعالك.. ولا تنسي - ضم القبضة.. واترك مسافة بين اصابع السبابة ولأوسط بذلك تكون صنعت نصرك المميت .
مات حبيب الارض والفقراء ونديم الاهل والاصحاب احب قدسه وقيامته والفقراء وعمل لوطنه وكانه سيموت غدا. صرخ وهو الجائع الحافي العاري ، صرخته الاخيرة ، وارتمى على سطح امه الارض يستريح !! عليه السلام .