استشهد الأسير مصعب هاني هنية (35 عاما) من قطاع غزة أثناء اعتقاله في سجون الاحتلال، بحسب ما أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، مساء اليوم، الإثنين.
وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت الشهيد هنية من مدينة حمد جنوبي قطاع غزة في 3 آذار/ مارس 2024، في إطار حرب الإبادة على القطاع، بحسب الهيئات المعنية بشؤون الأسرى.
واستشهد المعتقل هنية في الخامس من كانون الثاني/ يناير الماضي، وذلك وفقا لما جاء في رد الاحتلال على طلب استفسار مقدم من قبل هيئة شؤون الأسرى ونادء الأسير الفلسطيني.
وأوضحت هيئة شؤون الأسرى، في بيان مشترك مع نادي الأسير، أن هنية لم يكن يعاني من أية مشاكل صحية قبل اعتقاله، علما بأنه متزوج وله طفل وحيد يبلغ من العمر تسع سنوات.
وجاء في البيان أن "الاحتلال لا يكتفي بقتل المعتقلين، بل يتعمد حتى في الكشف عن مصيرهم التلاعب في الردود، وقد حصل ذلك مرات عديدة".
وشدد على أن "كافة الردود التي تتعلق بالشهداء هي ردود من جيش الاحتلال ولا يوجد أي دليل آخر على استشهادهم كون الاحتلال يواصل احتجاز جثامينهم".
وفي أغلب الردود يشير الاحتلال إلى أنه جاري التحقيق في ملابسات استشهاد الأسرى، وذلك في محاولة منه للتنصل من أي محاسبة دولية مستقبلية محتملة.
وأوضح البيان أنّه باستشهاد المعتقل هنية، يرتفع عدد الشهداء بين صفوف المعتقلين في سجون الاحتلال منذ بدء حرب الإبادة إلى 59 شهيدا، وهم فقط المعلومة هوياتهم.
ومن بينهم الشهداء الأسرى والمعتقلين هناك على الأقل 38 شهيدا من غزة، وهذا العدد هو الأعلى تاريخيًا، لتُشكّل هذه المرحلة هي "المرحلة الأكثر دموية في تاريخ الحركة الأسيرة.
وارتفع بذلك عدد شهداء الحركة الأسيرة المعلومة هوياتهم منذ عام 1967 إلى 296 شهيدا، علما بأن هناك عشرات الشهداء من معتقلي غزة رهن الإخفاء القسري.
وأضافت البيان أن قضية استشهاد هنية "تُشكّل جريمة جديدة في سجل منظومة التوحش الإسرائيليّ، التي وصلت إلى ذروتها منذ بدء حرب الإبادة".
وشدد على أن "ما يجري بحقّ الأسرى والمعتقلين ما هو إلا وجه آخر لحرب الإبادة، الهدف منه هو تنفيذ المزيد من عمليات الإعدام والاغتيال بحقّ المعتقلين".
وأفاد البيان بأن "وتيرة تصاعد أعداد الشهداء بين صفوف المعتقلين ستأخذ منحى أكثر خطورة مع مرور المزيد من الوقت على احتجاز الآلاف منهم في سجون الاحتلال".
يأتي ذلك في ظل "استمرار تعرضهم بشكل لحظيّ لجرائم ممنهجة، أبرزها التّعذيب والتّجويع والاعتداءات بكافة أشكالها والجرائم الطبيّة، والاعتداءات الجنسيّة".
ولفت البيان إلى "تّعمد الاحتلال بفرض ظروف تؤدي إلى إصابة الأسرى بأمراض خطيرة ومعدية، عدا عن سياسات السلب والحرمان غير المسبوقة بمستواها".
وحمّلت الهيئة والنادي، الاحتلال الإسرائيلي "المسؤولية الكاملة عن استشهاد المعتقل هنية".
وجددا مطالبتهما للمنظومة الحقوقية الدولية، بالمضي قدما في اتخاذ قرارات فاعلة لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب التي يواصلون تنفيذها بحقّ الشعب الفلسطيني.
وطالبا بـ"فرض عقوبات على الاحتلال من شأنها أن تضعه في حالة عزلة دولية واضحة، وتعيد للمنظومة الحقوقية دورها الأساس الذي وجدت من أجله".
وشددتا على ضرورة "وضع حد لحالة العجز المرعبة التي طاولتها خلال حرب الإبادة، وإنهاء حالة الحصانة الاستثنائية لدولة الاحتلال".