في الوقت الذي تستعد فيه دول أوروبية عدة إلى إعادة فتح حدودها بعد أن سجّل فيروس كورونا المستجد تراجعًا فيها، ما تتعزز المخاوف من عودة الوباء العالمي إلى موطنه في الصين، بعد تسجيل قفزة في عدد الإصابات الجديدة بـ"كوفيد 19".
وبحسب السلطات الصينية، اكتُشفت 57 إصابة جديدة بفيروس كورونا في الساعات الـ24 الماضية بينها 36 في بكين، أعلى حصيلة يومية منذ نيسان/ أبريل.
وفيما تسعى بعض الدول إلى تجاوز جائحة كورونا وتعمل أخرى على مواجهتها، يشكل تسجيل إصابات جديدة في الصين حالة من القلق الدولية ومخاوف من حصول موجة جديدة من الوباء الذي يواصل تفشيه في أميركا اللاتينية.
ومن بين المصابين الذين أُفيد عنهم الأحد، رجل يبلغ 56 عامًا يعمل سائق حافلة في المطار وكان قد ذهب إلى سوق شينفادي (سوق في جنوب بكين يبيع اللحوم والأسماك والخضار) قبل أن يُصاب.
وأفاد شهود عيان بانتشار المئات من رجال الشرطة يضع العديد منهم أقنعة وقفازات، وعشرات من القوات الخاصة للشرطة منتشرين قرب سوق شينفادي، السبت.
وينبغي على جميع الأشخاص الذين يعملون في هذا السوق والذين زاروه منذ 30 أيار/ مايو، الخضوع لفحص الكشف عن الفيروس، بالإضافة إلى سكان الأحياء المجاورة.
وقال بائع خضار في سوق آخر في وسط بكين في حديث لوكالة "فرانس برس" إن "الناس يشعرون بالخوف". وأضاف "بائعو اللحوم أجبروا على إغلاق محلاتهم وهذا المرض مخيف فعلا".
وتأتي المخاوف من موجة ثانية لكورونا في الصين في وقت تستعيد ألمانيا وبلجيكا وفرنسا واليونان في أوروبا حيث يتراجع المرض بشكل واضح، حرية التنقل صباح يوم غد، الإثنين، مع كافة دول الاتحاد الأوروبي. وستقوم النمسا بالأمر نفسه منتصف ليل الإثنين – الثلاثاء.
في فرنسا، سيلقي الرئيس إيمانويل ماكرون، مساء اليوم الأحد، كلمة رسمية في وقت تضاعفت الدعوات في الأيام الأخيرة في البلاد لتسريع عملية رفع تدابير العزل.
إلا أنه في إيطاليا التي فتحت حدودها في الثالث من حزيران/ يونيو أمام المواطنين الأوروبيين، تم اكتشاف بؤرتين جديدتين للمرض في الأيام الأخيرة في روما، الأولى في مستشفى والثانية في مبنى فرض عليه حجر.
وتستأنف إسبانيا اعتبارًا من 21 حزيران/ يونيو، العمل بحرية التنقل مع كافة دول الاتحاد الأوروبي، باستثناء البرتغال التي لن تفتح حدودها البرية حتى 1 تموز/ يوليو، كما أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، اليوم الأحد.
وقال سانشيز في كلمة متلفزة إن الحكومة الإسبانية، التي سبق أن حددت الأول من تموز/ يوليو موعدًا لفتح الحدود، قررت رفع "كل القيود على حدودها مع كافة الدول الأعضاء (في الاتحاد الأوروبي باستثناء البرتغال) في 21 حزيران/ يونيو"، وهو موعد رفع حال التأهب في البلاد.
وأعلنت إيران، اليوم، تسجيل أكثر من مئة وفاة جراء كوفيد-19 في 24 ساعة، للمرة الأولى منذ شهرين، ما يرفع الحصيلة الإجمالية للوباء إلى 8837 وفيات في البلاد.
وبتسجيلها في المجمل 42720 وفاة حتى مساء السبت، تُعدّ البرازيل ثاني دول العالم الأكثر تضررًا من وباء كوفيد 19 بعد الولايات المتحدة (115 ألفا و347 وفاة من أصل أكثر من مليوني إصابة).
في المجمل، أودى وباء كوفيد 19 بحياة أكثر من 427 ألف شخص وأصاب أكثر من 7,7 ملايين شخص في العالم، وفق تعداد أعدّته وكالة "فرانس برس" استنادًا إلى مصادر رسمية.
وأصبحت بؤرة الوباء حاليًا في أميركا اللاتينية، حيث يتفاقم الوضع خارج البرازيل أي في دول مثل المكسيك وتشيلي، في حين يبدو النظام الاستشفائي في هندوراس "على وشك الانهيار"، وفق ما قال الأستاذ في الجامعة الوطنية، ماركو توليو ميدينا.
وفي الهند، التي سجّلت قرابة تسعة آلاف وفاة وأكثر من 300 ألف إصابة بكورونا المستجدّ، تتكدس الجثث في المقابر لأن عدد الوفيات فاق قدرة موظفي المقابر والمحارق. وأفادت وسائل إعلام هندية أن عددًا كبيرًا من الأشخاص يتوفون بعد رفض المستشفيات استقبالهم.
وتواجه الحكومات في العالم اتهامات كثيرة بسوء إدارة أزمة تفشي فيروس كورونا المستجدّ أو بالتأخر في اتخاذ إجراءات لاحتوائه.
وفي تشيلي، استقال وزير الصحة السبت، بعد أسبوع دار فيه جدل حول ارتفاع عدد الإصابات بكورونا المستجدّ في البلاد وطريقة تعداد الحالات.
وفي إيطاليا، حيث أودى الوباء بحياة أكثر من 34 ألف شخص، دعا رئيس الوزراء جوسيبي كونتي، أمس السبت، إلى إعداد "خطة جريئة" في مستهل محادثات عبر الفيديو بين قادة الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي لإنقاذ الاقتصاد والمجتمع الإيطاليين من "الصدمة غير المسبوقة" التي أحدثها الوباء.
وتستعد اليونان بدورها إلى "استقبال السياح هذا العام" بكل أمان، وفق ما أكد رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس.
وفي فرنسا، رفع مجلس الدولة، أعلى هيئة قضائية إدارية في البلاد، إجراء منع التجمع لأكثر من عشرة أشخاص، معيدًا بذلك إلى المواطنين حق التظاهر. ويأتي هذا القرار في اليوم الذي حصلت فيه تعبئة في المدن الفرنسية الكبيرة ضد العنصرية وعنف الشرطة.
في سياق متصل، وقعت ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وهولندا اتفاقا مع مجموعة "أسترازينيكا" للأدوية لضمان حصول الاتحاد الأوروبي على 300 مليون جرعة من لقاح مستقبلي محتمل ضد كورونا المستجد.