جمعيات حقوقية اسرائيلية تطالب بتسجيلات كاميرات الشرطة التي توثق استشهاد الحلاق

السبت 13 يونيو 2020 09:08 ص / بتوقيت القدس +2GMT
جمعيات حقوقية اسرائيلية تطالب بتسجيلات كاميرات الشرطة التي توثق استشهاد الحلاق



القدس المحتلة / سما /

تحت شعار ""دم الفلسطينيين ليس مباحا ولن يكون دون ثمن" أقام نشطاء من الاجانب والإسرائيليين بمشاركة مئات من ممثلي حقوق الانسان والجمعيات الحقوقية ونشطاء دوليين وبعض ممثلي السفارات والبعثات الدبلوماسية، جنازة رمزية ومعرضا في مركز تل أبيب مساء امس، للشهيد اياد الحلاق بعد أسبوعين من مقتله في البلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة برصاص ضباط الشرطة الإسرائيلية .

ورفع نشطاء السلام لافتات طالبوا فيها الشرطة الإسرائيلية بالافراج عن تسجيلات كاميرات المراقبة التي تنتشر بكثافة في الزقاق المؤدي الى المسجد الاقصى المبارك ومدخل باب الاسباط ومنطقة مركز الوين لذوي الاحتياجات الخاصة التي كان يتعلم فيها الشهيد الحلاق ويتردد عليها منذ سنوات، لمعرفة كيف تم استهداف الشهيد الحلاق، وقالوا ان في ذات الشارع ١٨ آلة تصوير ثابتة وهناك ٣ متحركة يمكن من خلال تسجيلاتها اثبات دقة وصحة ما جرى في ذلك اليوم الذي سقط فيه الشهيد بأكثر من سبع رصاصات استقرت في الجزء العلوي من جسده ليفارق الحياة .

وقال النشطاء خلال المراسيم والاحتجاج: قمنا بدفن إياد ولكن لن نسمح بان تدفن الشرطة اثباتات قتله بدم بارد وتعويم قضيته ولا ينال المجرم العقاب، مؤكدة ان ما جرى ليست حدثا فريدا وليست 'مأساة'فقط، بل نتيجة لسنوات من سياسات عنصرية ضد الفلسطينيين.

واضاف النشطاء : ان سياسة عدم اللامبالاة الخاصة في جهاز التحقيق مع افراد الشرطة والجيش لا يمكن التسامح معها او دفن ملف اياد الحلاق كما دفنت عشرات الملفات لفلسطينيين قتلوا بدم بارد.

واوضحوا خلال الوقفة التي تخللها العديد من الكلمات أن حياة الفلسطينيين مهمة وذات قيمة كحياة باقي البشر وباقي المواطنين في هذه البلاد لذلك لن تمر جريمة قتل الحلاق دون رد ودون تقديم القاتل للقضاء لينال جزاء جريمته وتوقيع اشد العقوبات بحقه.

واكد نشطاء الجمعيات الحقوقية ونشطاء السلام من اليسار على ان الشاب الوديع المصاب بالتوحد لم يرتكب اي مخالفة وقد قتل بدم بارد رغم اختبائه من الضابط القاتل في مكان مخصص للنفايات وجلوسه مرتعداً خوفاً ولابد ان ينال القاتل عقابه بكل صرامه مع تشديد العقوبة كي لا يكرر هذه الجريمة غيره من افراد الشرطة والجيش.

واضافوا : دم الفلسطينيين ليس مباحاً ولن يكون دون ثمن، نطالب بالإفراج عن لقطات كاميرات المراقبة التي سجلت عملية اعدام الحلاق والتي تدار من قبل الشرطة، ولابد من تغليظ التهم الموجهة إلى الضباط الذين قتلوا إياد، ووضع حد لوجود شرطة حرس الحدود في القدس الشرقية المحتلة، ودائرة العنف والعنصرية يجب أن تنتهي الآن ".

ولفت احد المنظمين الى الصدمة القوية التي تلقتها المؤسسة التي كان يتعلم بها الشهيد وهي مركز الوين ، رغم مرور اكثر من اسبوعين على المطاردة القاتلة. واستشهد دودي افي باقوال المشرف في المؤسسة ضياء سدر، وهو أخصائي إجتماعي وأحد المشرفين على الشهيد"لقد كسر ذلك قلوبنا"، مضيفاً"كشخص مصاب بالتوحد كان صعبا على إياد التعامل مع الغرباء والمواقف الجديدة. ومخاطبة شاب مصاب بالتوحد مثله في الشارع يكاد يكون مستحيلًا ، وإطلاق النار على شاب معوق وأعزل وقتله جعل العديد من رواد المؤسسة وحتى سكان المدينة قلقين بشكل خاص من هذه الممارسات الخطيرة".

وقالت ناشطة في مؤسسة "هناك قانون": نحن نخشى المماطلة وأهمال قضية الشهيد الحلاق، في العادة في مثل هذه العمليات عندما يكون الجاني من افراد الشرطة او حرس الحدود والجيش ويتم القتل بدم بارد تماطل الشرطة في التحقيق وصحيح أنه تم حاليا إيقاف ضابط الشرطة عن العمل ولكن هذا مؤقتاً وقد يعود قريباً أو يحصل على توبيخ او ترقية بعد مدة وجيزة او قد ينتقل الى جهاز أمني اخر.

واكدت انه في قضية الشهيد الحلاق فإن الوضع مختلف الان إذ تولت وزارة (العدل الإسرائيلية )التحقيقات الداخلية، كما يقول متحدث باسم الشرطة، ولكن من يجمع البيانات والمعطيات في الميدان ومن حصل على التسجيلات من الكاميرات ومن لديه التحقيقات الاولية للجريمة واين هي ؟ واين كل الادلة والاثباتات وروايات الشهود والاثباتات .. لا احد يعرف .

وشدد احد المتحدثين وهو يكاد يبكي : باي ذنب قتلوا ذلك الشاب الوديع الذي وصفته والدته بانه ملاك، فحركت كل صاحب ضمير حي، حتى معدومي الضمير، أمثال نتنياهو وغانتس وأثارت بشكل غير معتاد الكثير من تعليقات السياسيين الإسرائيليين واعتذارات رسمية. "نحن نأسف للحادثة"، كما قال وزير الامن بيني غانتس خلال جلسة حكومية وعبر عن عزائه للعائلة. أما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي كان يجلس بقربه فلم يتحدث. لكن نتنياهو عاد في وقت لاحق وقدم التعازي لأسرة الحلاق بعد أسبوع من مقتله، ووصف يوم الأحد الماضي عملية القتل بأنها مأساة.

وقد صب المتحدث جام غضبه على وزير الامن الداخلي الإسرائيلي أمير أوحانا احد صقور حزب الليكود المحافظ صاحب مقولة من (يمس بنا دمه في عنقه)وقال : انت من اعطى الامر بالقتل رغم التصريح بان قسم الشئون الداخلية بالشرطة يحقق في واقعة إطلاق النار.

وقال يوني مزراحي في كلمته امام المشاركين: لا نثق بوعود وزير الامن الداخلي أمير أوحانا بإجراء تحقيقات شاملة وإصدار تعليمات جديدة في التعامل مع "المشتبه بهم بإعاقة" والايام بيننا، .. أوحانا سيطوى الملف بالطريقة ذاتها التي طويت بها ملفات عشرات الشهداء الفلسطينيين.

وأوضح يقول : نحن نساند ونؤيد ما طالب به والد اياد، خيري الحلاق بالتحقيق الدولي بعرض قضية الشهيد اياد الحلاق على محققين دوليين لينال المجرم الحقيقي عقابه العادل ولا يضيع دم الشهيد الحلاق دون عقاب وكي تشعر مؤسسات هذه الدولة بوجود قانون دولي ان فشل القانون الإسرائيلي وانكم قد تواجهون محكمة الجنايات الدولية والعقوبات الدولية.