ايام الضحك والنكد 2 ،،، محمد سالم

الأربعاء 10 يونيو 2020 11:54 ص / بتوقيت القدس +2GMT
ايام الضحك والنكد 2 ،،، محمد سالم



الضحك في زمن الكوليرا ..
- قل لي بصراحة مش عاوز تكتب ليه ؟
= ما عرفش .. لقيت نفسي مش عاوز اكتب و خلاص ؟

بنفس الحماس قال : بالعكس ... انا مصدقك والله .. وعاوز مصلحتك لما بقولك ابعد عن الشر .. اقصد السياسة ..و متعملش لينا دوشة لأنك في الاخر ما بتقولش حاجه مفيدة للناس:  رد بغضب ايه المصيبة اللى انت عملتها دي ؟ أعمل فيك ايه؟... كدا حا توديني في داهية ...؟  ..
قالت : حتى اللي  مابيعرفش عامل موقع على النت و بيطلع يقول حوارات في الفضائيات و اكلشيهات حافظنها وخلاص .. كلام كله كلام.
.. لكن حابب اجتهد واكون زي .. حضرتك كاتبا وفنان يعنى لك الحق تكتب وتقول أي حاجه .. لكن قول الحقيقة يعنى ايه؟....اكتب سياسة .. هو في حاجه منعزلة عن السياسة والفكاهة .. هما حياتنا وحياتنا مليانة كلمات مش كويسة خالص .. لكن ارجع الاقي نفسي في فن الادب الساخر.
متشكرا جدا .. الواقع أنا باخجل لما بأسمع تشجيعك ده ...
قال : وانا سعيد قوى انك هتسمع كلامي وتبعد عن مستنقع الشر .

فهل نصدق الاستاذ عندما يقول ابعد عن الشر ..؟ و يدعو.. يا رب ابعدني عن السياسة أو ابعدها عني ، لأنها تفقدني روح المرح وتجعل مني كاتبا سمجا .. و ارزقني بكل ما هو طريف وظريف من الأفكار، واجعل مني مصباحا يضئ الطريق للناس.. المظهر يقول فعلا وبصدق ... لكن الجوهر والضمير يقولوا  لا.. فالأستاذ معجون بالسياسة ،  و ما يدور حوله ، مهموم بها لكنه يعلق على القضايا السياسية بأسلوبه السياسي الفكاهي الساحر و الساخر .. فلا تنخدع .. هو كدا .. فلأول وهلة تعتقد أنه يحكي لك قصة طريفة مسلية لكى تضحك عليها وكلها مُفارقات مذهلة، وكلها تصلح كقاعدة للنقد الساخر ، و حكاياته طريفة كفنان و كاتبا  مثقف من النوع الهامس  يتسلل برقة إلي قلوب قرائه ، ويدعوا ضيوفه و تلاميذ مدرسته الفنية الثقافية ، الي مائدة التاريخ .. ليس فقط لكي تزداد معارفهم.

بل لفهم لحظات الحاضر على ضوء احداث الماضي ، وهو يحرص مثل "برنارد شو" ، "ومارك توين " و "ول ديورانت"..يحرص على ان يكون ممتعا وهو ممتع بالفعل ؛ وقد حكى لنا بعض الحوادث ، تبين ارتباط السياسة بالدجل أحيانا .. واحينا اخري  (بالكروديات ) و البلهاء ، وفى النهاية فإنك عندما تسمع منه _او تقرا  له  ستجد نفسك لا شعوري تضحك حتى البكاء على كل ما نعيش فيه. كل ذلك عبر قدرته على البناء والابداع الفني والدرامي المتماسك واللغة الحرة المكثفة الدالة ، التي تفي بالغرض الكتابي مع الابداع في رسم الشخصيات والكلمات.

فكل قصة تكتشف أنها مرتبطة بوضوح بقضية سياسية نعيشها في حياتنا المعاصرة ، وتغوص كتبه واعماله الفنية الى اعماق مشاكلنا السياسية والاجتماعية من خلال حس كوميدي  فكاهي ساخر ، ومن خلاله يتضح الصدق من الدجل .. الخير من الشر. يكتب عن هؤلاء الذين الحقوا بأنفسهم  وبشعوبهم الأذى  ووقفوا لكي يحصدوا جوائز افضل زعيم وافضل ممثلا يريح راسه على وسادة الجهل المريح. .. كما يقول الاستاذ :  ومش بس كدا ؟ لا وكل زعيم من هؤلاء .. ( هيطلع روحك ويكرهك في الدنيا وفى الاخرة و تموت طقيق ...  مسكين طبعا مسكين ... هو الوحد جاله ضغط وسكر و شاي .. من شوية ) 
_ اخر سؤل يا استاذ لو سمحت : ليه امريكا تنادي بالديمقراطية وبنفس الوقت تساند الدولة اليهودية الصهيونية ؟؟ !!!
= اتفضل اخرج بره يا عدو الفكاهة.