من الذي عبث بقبر الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز ولماذا؟! محمد النوباني

الأحد 07 يونيو 2020 02:51 م / بتوقيت القدس +2GMT
من الذي عبث بقبر  الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز ولماذا؟! محمد النوباني



فور سماعي لخبر إتهام  المعارضة السورية المسلحة للجيش العربي والسوري والقوى الحليفة له بتدمير ضريح الخليفة الاموي العادل عمر بن عبد العزيز بالقرب من مدينة معرة النعمان في ريف إدلب كنت متأكداً  بانه حتى لو صح هذا الخبر فإن من دمر الضريح ليسوا من إتهموا بذلك  بل الذبن إتهموهم.

فالجماعات التكفيرية المسلحة  في سوريا هم من اتباع الفكر الوهابي التكفيري، ومعلمي وداعمي هؤلاء التكفيريين هم الذين قاموا بتدمير مقابر ومساجد  الصحابة في البقيع وغيره من اراضي بلاد  الحرمين الشريفين وحاولوا في سنة من السنوات تدمير قبر الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه وسلم لولا المعارضة التي قوبلت بها هذه المحاولة من مسلمي العالم.،بدعوى أن بقاء المقابر والاضرحة يتنافى مع تعاليم الإسلام.
 ولكن وبعد أن اصدرت وزارة الأوقاف في الجمهورية العربية السورية بياناً مدعماً بالصور نفت فيه ما تناقلته مصادر المعارضة السورية المسلحة حول تدمير ضريح الخليفة العادل جملة وتفصيلا مشيرة إلى أن من قام بالعبث ببعض جدران  الضريح قبل تحريره على يد ابطال الجيش العربي السوري حتى تيقنت من صحة استنتاجي
 فالوزارة اوضحت  في بيانها أن قبر الخليفة ورفاته لم يتم العبث بهما رغم وجود آثار لبعض أعمال التخريب في جدران ومكان الضريح من قبل العصابات الإرهابية وجبهة النصرة مشيرة إلى أنه سيتم إعادة إفتتاح المكان للسياح و الزائرين   في القريب العاجل.
ومع ذلك فإن  بعض الجهات ومنها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وبعض الذبن لا يجدون ضالتهم إلا بزرع بذور الفتن الطائفية والمذهبية البغيضة ،أصدروا بيانات أصروا فيها على ان العلويين  والروافص الشيعة قاموا بتخريب الضريح لانهم يكرهون أهل السنة والجماعة على حد زعمهم.
 ولا غرابة في ذلك لأن هذه الجهات المتأسلمة التي لم نسمع يوماً بأنها تحركت لنصرة الشعب الفلسطيني او دعت للجهاد لتحرير مقدسات الامة في فلسطين لا تتحرك  إلا إذا كان تحركها موحى به من الحكام الممولين، ألذين بدورهم لا يتحركون إلا إذا تلقوا اوامر بذلك من ترامب ولذلك فإن من البديهي  أن تكون سوريا هدف سهامهم المسمومة
فكما أن هنالك تبعية سياسية وإقتصادية وثقافية وفكرية هناك تبعية دينية بين تابعِ يتلقى الدعم المالي ومتبوع يدفع المال،مما يؤدي في النهاية الى انتاج علماء سلاطين هم عبارة عن موظفين، لا هم لهم سوى الدفاع عن سياسات الحكام وتبربرها وإصدار الفتاوي التي تروج لخيانة الوطن وتعتبرها فضيلة وعمل وطني من الطراز  الاول.
  وهذا ما يسمى بلغة الأدب الثوري ب “تسليع الدين”، أي بتحويله من اداة للعبادة والتقرب إلى الله إلى سلعة تجارية   تباع وتشترى مقابل المال مثل أي سلعة اخرى مما يفقد الدين  بعده الروحي والأنساني
 إن إستغلال العاطفة الدينية الجياشة  من أجل إيقاع الفتنة بين اتباع المذاهب الاسلامية ومن أجل خدمة الاعداء بدلاً من استخدامها من أجل محاربة الاعداء وولوج دروب ألتقدم   الإقتصادي والإجتماعي  هو خيانة لله وللرسول وللإسلام المحمدي.
ومن يراجع تاريخنا العربي  -الإسلامي يلاحظ بدون عناء بأن الفتن الطائفية والمذهبية لم تكن تظهر إلا  في عصور التخلف و الإنحطاط فيما كانت تختفي  وتتلاشى في عصور النهضة والتقدم .
وإنسجاما مع هذه الحقيقية فان كل من يعمل اليوم على تقسيم الأمة على اسس مذهبية وطائفية وجهويةيلتقي سواء شاء أم أبى مع القوى الاجنبية التي تعمل في العلن والسر   تمرير  مشروعها التفتيتي والتقسيمي لانه السبيل الوحيد والمضمون لتابيد سيطرتها على المنطقة..
وغني عن القول في هذا السياق أن كل  من يقول بأن ايران والشيعة هما العدو الاساسي للأمة الاسلامية ويجب محاربتهما يسنجم في نهجه وممارسته مع مواقف قوى الهيمنة والاستكبار  العالمي التي تعمل على مدار الساعة لإغراق الأمة في حروب داخلية وخلق المقدمات المؤدية إلى تعويم إسرائيل وربما ضمها إلى جامعة الدول العربية!!!
وعلني لا بالغ إن قلت بأنه ليس هنالك حرج لدى لدوائر المعادية للعرب في الغرب والمنطقة من إقامة اوثق العلاقات مع بعض الحركات الاسلامية في الوطن العربي اذا ابدت تلك  الحركات إستعدادها للتخلي عن الثوابت الوطنية والقومية والدينية وابدت الاستعداد للإندماج في إطار الحالة العربية التابعة وأعترفت بحق اسرائيل في الوجود.
بل وأكثر من ذلك فالغرب في رأيي لا يمانع من حيث المبدأ بوصول بعض الحركات الاسلامية إلى الحكم في بعض الدول العربية والاسلامية ولا حتى احياء نوع من الخلافة الاسلامية إذا ما تناغمت تلك الحركات  مع المشروع الامريكي  وقبلت بإقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل  حيث لا مانع بعد ذلك من تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية وأقامة الحد على الزاني وقطع يد السارق.
فلا فرق لدى الغرب وإمتداداته إن كانت هذه الجهة الحاكمة أو تلك تحكم بأسم الحق الالهي أو العائلي أو القبلي طالما أن كل الطرق تؤدي الى تكريس التبعية واعادة انتهاجها بشكل اكثر قبولا من الجماهير.
فلغة المصالح هي التي تحرك قوى الهيمنة العالمية التي  لا تتورع عن إقامة أوثق وامتن  العلاقات مع أنظمة حكم شمولية وإستبدادية إذا ما كان ذلك يخدم مصالحها، في حين تناصب دولاً وحركات سياسية العداء مثل إيران وسوريا وحزب الله والحوثيين في اليمن  لانهم يرفضون الخضوع للارادة الامريكية والاستسلام لاسرائيل
أما بالنسبة لنا نحن معشر الناس البسطاء في بلادنا فاننا لا نفرق بين الناس على اساس الدين او المذهب او الطائفة او العرق، بل نعتبر السني الوطني والشيعي الوطني والعلوي الوطني والكردي الوطني والدرزي الوطني والمسيحي الوطني
 ونيكولاس مادورو في فنزويلا وراؤول كاسترو في كوبا واليهودي المعدي للصهيونية فكراً وممارسة أخوة وشركاء لنا في معركة واحدة.
كاتب فلسطيني