الجيش السوري يبدأ عملية عسكرية في جبل الزاوية بريف إدلب لطرد الجماعات المسلّحة جنوبي الطريق الدولي إم 4.

الأربعاء 03 يونيو 2020 04:23 م / بتوقيت القدس +2GMT
الجيش السوري يبدأ عملية عسكرية في جبل الزاوية بريف إدلب لطرد الجماعات المسلّحة جنوبي الطريق الدولي إم 4.



دمشق/وكالات/

بدأت القوات السورية عملية عسكرية في جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، في الشمال الغربي من سورية، ويبدوان القوات السورية تسعى إلى السيطرة على ما بقي تحت سيطرة الفصائل المسلحة جنوبي الطريق الدولي اللاذقية ـ حلب “أم 4”. وهو ما كان واضحا في اتفاق موسكو بين اردوغان وبوتين.. لان المنطقة جنوب الطريق في منطقة جبل الزاوية بقيت معزولة على شكل جيب محاصر من ثلاث جهات ويحده من الجهة الشمالية الطريق الدولي موضع الاتفاق ، ليكون هذا الجيب المسلح معزولا تماما عن باقي مناطق سيطرة الفصائل في ريف ادلب وفق تقسيمات وترتيبات اتفاق موسكو في آذار (مارس) الماضي.
ومن المؤكد ان ترحيل المجموعات من تلك المنطقة قد نصت عليه خرائط الاتفاق الروسي التركي بين خبراء البلدين طوعا او بعمل عسكري ، لأن الاتفاق تحدث عن منطقة أمنه خاليه من السلاح على جانبي الطريق.
ولا يبدو أن تركية التي دخلت في إحراج كبير مع حلفائها في فصائل الشمال وتحديدا جبهة النصرة بعد أن فرضت مرور الدوريات الروسية على الطريق الدولي عنوة ، قادرة على أن تنقل مقاتلي الفصائل من جبل الزاوية طوعا ، إلا أنها يمكن أن تتدخل لابرام تسوية خروج المسلحين بعد تقدم الجيش السوري وتأكد المجموعات المسلحة جنوب الطريق الدولي أن معركتها خاسرة ، عندها ستلعب أنقرة دور المنقذ.
وكانت حركة نزوح المدنيين من المنطقة التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة في جبل الزاوية وتسهيل الاتراك لهذا الانتقال نحو مناطق أخرى في ريف ادلب ، دليلا على ان عملية تطهير جنوب الطريق الدولي الذي باتت فيه الفصائل العسكرية هناك محاصرة  قد حان وقتها.
ويواصل الجانب التركي تعزيز نقاط تمركز جيشه في أنحاء محافظة إدلب، وسجل دخول المزيد من الارتال العسكرية من الجيش التركي معبر كفرلوسين الحدودي، ضمّت عشرات الآليات العسكرية، إضافة إلى مدافع ثقيلة وعربات مصفحة.
وعلى عكس ما تنشره حسابات المعارضة عن ان العملية العسكرية السورية تندرج في اطار خرق اتفاق وقف النار وهو ما سيكون له تبعاته على الاتفاق التركي الروسي . فان ما يجري لن يؤثر في التعاون التركي الروسي في ادلب حاليا ، والدليل ان دورية مشتركة روسية تركية عبرت امس الثلاثاء الطريق الدولي ام 4 كما هو متفق عليه . كما ان روسيا كشفت عن طلب تركي لشراء أسلحة روسية بقيمة مليار دولار.. وهو ما يؤكد ان ثمة تفاهم تركي روسي على فصل ملف ادلب عن الحرب في ليبيا وعن ملفات التعاون الأخرى الاقتصادية والعسكرية . إلا أن التعزيزات العسكرية الكبرى التي تدفع بها تركية إلى ادلب، فضلا عن إدخال منظومة دفاع جوي متوسطة المدى إلى الشمال السوري يلقي بظلال من الشك على حقيقة ومدى صمود الهدنة في ادلب . وتقول كل المؤشرات أن التحركات التركية في الشمال السوري تدل على تحضيرات تحسبا لاندلاع القتال مجددا.
 وينص اتفاق موسكو الخاص بادلب والذي وقع عليه الرئيسان بوتين واردوغان في آذار مارس الماضي على إقامة ممر أمني على بعد ستة كيلومترات شمال وستة كيلومترات جنوب الطريق الدولي السريع الرئيسي في إدلب “أم 4″، وهو الطريق الذي يربط المدن التي تسيطر عليها الحكومة السورية في حلب واللاذقية .