قررت الحكومة الإسرائيلية، اليوم السبت، أن المؤسسات التعليمية ستستمر باستقبال الطلاب وفقًا للخطة التي أعلنت عنها وزارة التعليم الإسرائيلية سابقًا، على الرغم من الارتفاع المتواصل بالإصابات بفيروس كورونا المستجد.
كما قررت الحكومة الإسرائيلية، خلافًا لتوصية وزارة الصحة بتعليق الدراسة وإغلاق المدارس، بـ"معالجة المشاكل في المناطق التي تشهد تجدد انتشار الوباء"، وإغلاق المدارس في المناطق التي تشهد تجددا بانتشار "كوفيد ١٩".
وجاءت هذه القرارات خلال اجتماع لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بمشاركة مسؤولين في وزارتي التعليم والصحة ومجلس الأمن القومي في مكتب رئيس الحكومة، بالإضافة إلى مندوبين عن سلطات الحكم المحلي.
ولفتت هيئة البث الإسرائيلية ("كان")، إلى أن وزارة التعليم عارضت توصية وزارة الصحة بإغلاق المدارس، وعرضت خلال الاجتماع البيانات الرسمية التي أظهرت أنه من بين ١٣٧ حالة إصابة جديدة تم تسجيلها في المؤسسات التعليمية، تم تسجيل نحو ١٠٣ إصابات في مدرسة "جيمناسيا العبرية الثانوية" في حي رحافيا في مدينة القدس.
وبناء على ذلك، أشارت "كان" إلى أن الوزراء الذين شاركوا في الاجتماع الذي عقد للمجلس الوزاري لشؤون كورونا، قرروا أنه من المفضل أن يكون التعامل مع هذه الحالات على نحو "موضعي، وفقط في المناطق التي شهدت تجددا لانتشار الوباء".
وتقرر خلال جلسة المجلس الوزاري لشؤون كورونا، تعزيز فرض وتطبيق التعليمات التي أصدرتها الوزارات المعنية للحد من انتشار كورونا في جميع أنحاء البلاد، وأفادت "كان" بأن وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، طالب خلال الاجتماع بزيادة عدد الفحوصات للكشف عن إصابات جديدة بكورونا في المناطق التي سجلت خلال الفترة الماضية معدلا مرتفعا للإصابات.
وفي هذه الأثناء، تدرس السلطات إمكانية منع الزيارات في دور رعاية المسنين ومساكن الرعاية الدائمة، ونقلت "كان" عن مسؤول في وزارة الصحة أن القرار حول هذه المسألة سيتم اتخاذه في وقت لاحق مساء اليوم، فيما طالب العاملين في هذه المراكز بالتشديد على المحافظة على قواعد التباعد الاجتماعي والنظافة الشخصية وارتداء الكمامات.
وأفادت "كان"، أمس الجمعة، أن وزارة الصحة أوصت أمام نتنياهو بإغلاق المدارس وتعليق الدراسة والإعلان عن ذلك فورا، وهي التوصية التي عارضها العديد من الوزراء، بينهم وزير التربية والتعليم، يوآف غالانت، ووزير المالية، يسرائيل كاتس.
وفي ظل الارتفاع المتواصل في الإصابات بفيروس كورونا، تتأهب وزارة الصحة لإمكانية موجة ثانية للفيروس، كما عاودت تشغيل محطات الفحوصات المتنقلة في المدن الكبرى بالبلاد، وفي التجمعات السكنية التي سجلت ارتفاعا بالإصابات بالفيروس، علما بأنه تقرر مؤخرا إغلاق هذه المحطات عقب التراجع بالإصابات.
وأمام توصية وزارة الصحة، اقترح وزير التربية والتعليم على نتنياهو عدم قبول التوصية أو الإعلان عنها، والانتظار حتى المشاورات التي أجريت اليوم، مع الطواقم المختصة لاتخاذ القرار بشأن افتتاح المدارس في الأسبوع المقبل.
وخلال المشاورات الهاتفية، وعقب الارتفاع بالإصابات التي سجلت خلال الأيام الأخيرة، تم اقتراح إلغاء بعض التسهيلات التي أعلن عنها مؤخرا، وذلك كإجراء وقائي لمنع موجة ثانية للفيروس، ولعل أبرز الاقتراحات عدم فتح قاعات الأفراح المقرر في منتصف الشهر المقبل.
مخاوف من موجة ثانية لكورونا
وأعلنت وزارة الصحة، أمس الجمعة، عن تسجيل 101 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في البلاد، وذكرت الوزارة أن هذه أعلى حصيلة تسجل منذ بداية الأسبوع الجاري، علما أن الأيام الأخيرة لوحظ التراجع بالإصابات مع تعليق إجراءات العزل وفتح سوق العمل.
وحذرت الوزارة من ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا في أيام قليلة، ما ينذر بإمكانية حدوث موجة وبائية ثانية من كورونا في البلاد.
وفي ظل الدالة التصاعدية للفيروس، أجرى مدير عام وزارة الصحة، موشيه بار سيمان طوف، أمس الجمعة، مشاورات مع طاقم الوزارة، كما أبلغ نتنياهو بالمستجدات المتعلقة بتسجيل عشرات الإصابات الجديدة بالساعات الأخيرة.
أعلى حصيلة إصابات منذ مطلع أيار
وذكرت الوزارة أنه تم تشخيص 98 إصابة بالقدس خلال 3 أيام منها 72 إصابة خلال الـ24 ساعة الأخيرة، فيما شخصت 63 إصابة لطلاب وكذلك 15 إصابة لمعلمين بمدرسة بالقدس.
وتوزعت الإصابات على النحو التالي: 8 حورة، 10 تل أبيب، 9 بات يام، 6 حولون، 5 بيتح تكفا، و5 بني براك، و4 أور يهودا، و4 بيت شيمش، و3 في بيتار عيليت، و3 في نتانيا، و2 بكل من موديعين عيليت، ونتس تسيونا وريشون لتسيون.
وأوضح مدير عام وزارة الصحة خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده مساء الجمعة، أن الارتفاع بالإصابات بالفيروس يعود بالأساس لعدم تقيد والتزام المواطنين بإجراءات الوقاية التي أعلن عنها مع بدء رفع الإغلاق، مؤكدا أن نسبة عالية من الإصابات سجلت في المدارس.
وقال بار سيمان طوف "لقد عقدنا المؤتمر الصحفي في خطوة غير عادية، لكننا نشعر أن الواقع يتغير بطريقة تتطلب منا إيصال الرسالة للجمهور".
وأضاف "لقد أجريت محادثات مع وزير الصحة. لقد انتهينا من تقييم الوضع مع رئيس الحكومة نتنياهو، ورئيس الحكومة المناوب، ووزراء التعليم والمالية ورئيس مجلس الأمن القومي، وقد شهدنا في الأيام الأخيرة زيادة كبيرة في معدلات الإصابة بالفيروس".
وبما يخص الإصابات في المدارس، أوضح مدير عام وزارة الصحة أنه يلاحظ ارتفاع بالإصابات بصفوف جيل الطفولة المبكرة والابتدائيات بنسبة 7.5%، بينما بالإعداديات والثانويات بلغت نسبة الارتفاع 35%.
وأكد مدير عام الوزارة أن هذه المستجدات بمثابة مؤشر للتحذير من أجل العودة والالتزام بالتقييدات والتعليمات، مبينا أنه في حال واصل الجمهور عدم الالتزام بالتعليمات فليس من المستبعد أن تضطر الوزارة لاتخذا خطوات صعبة، مشيرا إلى أن موجة ثانية للفيروس تتعلق بسلوك وتصرفات الجمهور.
ويتضح من المعطيات التي بحوزة الوزارة بشأن انتشار الفيروس في المدارس، أنه تم إغلاق 17 مدرسة وروضة في البلاد، فيما سجلت إصابات بالفيروس بـ34 مؤسسة تعليمية، بينما يتواجد 485 من الطلاب ومن المعلمين بالحجر الصحي، فيما يتواجد 66 من الأطفال والمساعدات بالروضات بالحجر كذلك.