خرافة شعب الله المختار فى القرآن الكريم..السفير د. عبدالله الأشعل

الجمعة 22 مايو 2020 06:40 م / بتوقيت القدس +2GMT
خرافة شعب الله المختار فى القرآن الكريم..السفير د. عبدالله الأشعل



أطلق الصهاينة عددا من الأساطير والأباطيل لتزييف الوعى فصل بعضها الفليسوف الفرنسى المسلم روجيه جارودى فى كتابة الأساطير المؤسسة لإسرائيل، بعضها توراتى وبعضها تاريخى مشبوه وبعضها عرقى باطل. وهذا المقال يفند أسطورة من أساطيرهم وهو أن اليهود شعب الله المختار ونستند كلية إلى الرواية القرآنية. ليس هناك شعب وإنما بنو إسرائيل قبيلة تنتسب إلى أحفاد أبناء يعقوب عليه السلام والله ليس له شعب مختار فكل الخلق سواء عنده ويتفاضل الناس بالتقوى ثم أن الله اختار أن يضع رسالته الأولى رسالة موسى فى بنى إسرائيل فأظهروا فشلا ذريعا خاصة أحبارهم الذين حرفوا التوراه وافتروا على الله وآيات الذكر الحكيم تظهر بجلاء كفر اليهود وبنى إسرائيل رغم تكريم الله لهم وإحسانه عليهم لدرجة أنهم أشاعوا بأنهم والنصارى أبناء الله وأحباؤه وهذا طعن في وحدانية الله ونقض لصلب الرسالة، كما أنهم تجرأوا على سب الله سبحانه وتعالى فقالوا يد الله مغلولة وأن الله فقيروأنهم ضمنوا الجنة وأن الله وعدهم بها زورا وبهتانا وبالطبع رد عليهم القرآن وأفحمهم.

والحق أن القرآن الكريم فضحهم وأوضح أن التحريف طال التوراة والإنجيل أيضا وكان ذلك من أسباب حنقهم على محمد صلى الله عليه وسلم وعلى القرآن واكتمال الإسلام به.
كذلك حفلت آيات الذكر الحكيم بموقف القرآن من أهل الكتاب الذين تربصوا برسولنا الكريم وحث القرآن الرسول على أن يراجعهم ويتحدوا على وحدانية الله بعد إصرارهم على الانحراف عنها وهى صلب الدين منذ آدم.
وقد أساء الصهاينة إلى اليهودية كما أساء إليها اليهود وكذلك أساءوا إلى بنى إسرائيل إضافة إلى الصفات السلبية التى ذكرها القرآن الكريم. ومن عجب أن فجور الصهاينة بلغ حد الزعم بأن الله خصص لهم فلسطين ثم لجأوا إلى التدليس منذ ظهور المشروع الصهيونى والأغرب أن يتطوع مسلمون عرب صهاينه بدعم زعمهم بلى عنق الآيات القرآنية. إن الله سبحانه لم يخلق أحدا لكى يميزه بذاته على سائر خلقه إلا الرسل والأنبياء ثم أنه سبحانه لا يوزع الأراضى على بعض خلقه وإنما أرسلهم إلى فلسطين حيث انطلقوا منها لكى ينشروا الشريعة الجديدة فإذا بهم يماطلون موسى ويطلبون منه أن يذهب هووربه هو وليس ربهم ليقاتلا القوم الجبارين سكان فلسطين الأصليين وهم الفلسطينيون، وفى هذه الصيغة اعتراف منهم بأن الله حتى تلك اللحظة ليس إلههم وإنما إله موسى وحده فكيف يكافئ الله قوما كفروا به وعبدوا العجل وطلبوا من موسى أن يعبدوا الأصنام ويراوغوا الله فى قضية البقرة وصيد السمك يوم السبت وفشلوا فى كل الأختبارات ولم يظهروا لله وقارا.
وقد أعرضوا عن رسولين ورسالتين هما التوراه والإنجيل وفيهما نور وهداية وتحصنوا بالتوراة المزورة وهموا بقتل عيسى عليه السلام وأمطروه بالاشاعات التى تنال حتى من عامة الناس.
ولم يلتفتوا إلى قول الله سبحانه أن الله خلق الأرض كلها وهو الوارث الباقى ويورثها لعباده المتقين ومعنى يورثها لايوزع السكان فيها فالبشر كلهم مؤمنون وعصاة لهم مكان على الأرض وإنما يبارك للمتقين ويمحق دونهم. وإذا كان الصهاينة ضد التوراة الأصلى وضد اليهودية التى بشر بها فكيف يتسترون باليهودية فيزعمون أن كل فلسطين دولة لليهود وحدهم بعد أن كفروا بموسى ورسالته وكفروا بعيسى ورسالته وأعلن الحاخام الأكبر فى نيويورك أن دعم إسرائيل للصهيونية واجب توراتى إلا أن تكون التوراة من تأليفهم. فالحمد لله أن القرآن لم يحرف رغم محاولاتهم وأن استخدمه بعض المسلمين لحصد جوائز الدنيا فلهم فى الدنيا خزى وفى الآخرة عذاب عظيم.
والخلاصة أن الله سبحانه ليس له شعب مختار ولكن هذه الفرية من تدليسهم وأن إقامة دولة يهودية خالصة بمفهومهم هي بؤرة لمحاربة الدبن الذي يضم اليهودية بالتوراة والنصرانية بالإنجيل ثم القرآن الكريم وأن الحركة الصهيونية حركة عنصرية عدوانية كما وصفتها الأمم المتحدة عام 1975 قبل أن تتمكن واشنطن من قلب المسألة. وأخيرا أرجو الانتباه إلي الفرق بين اليهود واليهودية في القرآن الذي لم يستخدم كلمة المسيحيين.فأخلاق الصهاينة تنسجم مع أخلاق اليهود في القرآن وليس اليهود هم من اعتنق اليهودية فقد كذبوا بكل الكتب والرسل وموقفهم من الأنبياء إما التكذيب وإما القتل.
سفير ونائب وزير الخارجية المصري الاسبق