قال مستشرق إسرائيلي، إن "صفقة تبادل الأسرى الجاري التفاوض حولها مع حماس تعد خطيرة لإسرائيل، وباتت أكثر تعقيدا بكثير من "صفقة شاليط" السابقة في 2011، ولذلك لا يجب على إسرائيل أن تتخلى عن المبادئ التي أرستها بعد تلك الصفقة، حتى لو استغرقت المفاوضات وقتا طويلا"، وإلا فسوف يتم ابتزازها من قبل حماس".
وأضاف يوني بن مناحيم الخبير الإسرائيلي في الشؤون الفلسطينية في مقال له على مدونته الشخصية، ترجمته "عربي21" أنه "حتى كتابة هذه السطور، لم تحدث اختراقات في الصفقة، لكن حماس أعدت قائمة بأسماء الأسرى الذين يرغبون بالإفراج عنهم من السجون، وتريد صفقة جديدة على مرحلتين، من أجل ابتزاز إسرائيل بعدة أسرى في كل مرحلة، لذا فإن الموقف الإسرائيلي هو تنفيذ كل الصفقة في مرحلة واحدة".
وأشار الضابط السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية-أمان، أن "توقعات حماس عالية للغاية، وتشجع المفاوضات التي أجرتها إسرائيل في "صفقة شاليط"، أما المستوى السياسي فيها، فلا يبدو على استعداد لتكرار الخطوط العريضة للصفقة، ويحاول استخلاص الدروس وتقليل الثمن الذي تطالب به حماس، لأنه يتفهم أن مطالب الحركة تشكل خطرا على أمنها، ويرغب بتجنب ارتكاب الأخطاء في الصفقة الجديدة".
وأكد أن "إحدى المشكلات الإسرائيلية هي كيفية منع الأسرى المفرج عنهم في الضفة الغربية من العودة للهجمات المسلحة ضد إسرائيل، فالعشرات المفرج عنهم عادوا لتنفيذها، وقامت إسرائيل باعتقالهم مرة أخرى، مما قد يجعلها تصر على نقل جميع الأسرى المفرج عنهم في الصفقة الجديدة لقطاع غزة والخارج، ويبقى الجواب حول موافقة حماس على ذلك".
وأوضح أن "إسرائيل على مدى السنوات الماضية، لم تقم بتجميع بطاقات مساومة جديدة ضد حماس، كالاحتفاظ بعشرات من جثث المسلحين، لتمكينها من الضغط عليها للمضي قدما بالصفقة، وناقشت وزارة الحرب بعض المقترحات والتوصيات التنفيذية للحصول على أدوات ضغط حماس، لكنها لم تنفذ بالنهاية".
وكشف أن "أحد هذه الوسائل الإسرائيلية كان اختطاف كبار مسؤولي حماس لزيادة قوة المساومة، لكن إسرائيل اعترفت بأنها لا تملك قدرة استخباراتية على معرفة مكان إخفاء أسراها الأربعة في غزة، لمحاولة إطلاق سراحهم في عملية كوماندوز عسكرية، مع أن حماس تأخذ بعين الاعتبار في كل مواجهة عسكرية جديدة، تكتيكا مختلفا في الميدان يقضي يخطف عدد أكبر من الجنود، خاصة الضباط".
وأشار إلى أن "حماس تدرك أنها لن تنجح في صفقة التبادل الجديدة في أوراق المساومة، التي تمتلكها حاليا بإطلاق سراح جميع أسراها في السجون الإسرائيلية، الذين يزيد عددهم عن خمسة آلاف، لذا فهي تخطط بالفعل للسياسة المستقبلية لزيادة اختطاف الجنود، لتحقيق الهدف في المستقبل".
وأوضح أن "شهية حماس تزداد بينما تستجيب إسرائيل لمطالبها، ففي صفقة شاليط، أطلق سراح 20 أسيرا لتسجيل فيديو عن صحته، لكن حماس تطالب الآن بالإفراج عن 250 آخرين مقابل معلومات عن مصير الإسرائيليين الأربعة، وواضح أن الرقم سيتجاوز عدد المفرج عنهم بـ"صفقة شاليط"، وتضم القائمة مئات الأسرى، بمن فيهم عرب الداخل، والرموز الكبيرة مروان البرغوثي وأحمد سعدات وعبد الله البرغوثي وعباس السيد".
وأكد أن "حماس المستعدة على ما يبدو لـ "تنازلات جزئية" وفقا لإعلان يحيى السنوار، لكنها في الواقع غير راغبة بالتخلي عن الشرط المسبق الذي أطلقته، وهو الإفراج عن عشرات المعتقلين من "صفقة شاليط" الذين اعتقلوا بعد عودتهم للنشاط المسلح، مع أن السجون الإسرائيلية تضم خمسة آلاف أسير، بينهم سبعمائة مريض، وثلاثمائة مصابون بأمراض مزمنة، وأربعمائة معتقل إداري".
وأضاف أن "إبقاء هؤلاء في السجون الإسرائيلية يعني استمرار اختطاف الجنود والمستوطنين، هذه هي سياسة حماس، كل ذلك يؤكد أن صفقة تبادل الأسرى الجديدة، أكثر تعقيدا وخطورة بالنسبة لإسرائيل من "صفقة شاليط" ، وهي سابقة خطيرة أنشأتها على الأرض، وإذا فشلت إسرائيل بالتغلب على هذه السابقة، فستصبح ضحية الابتزاز في أي صفقة تبادل أسرى مستقبلية".
وختم بالقول بأنه "فيما تعلن حماس أنها ستتبنى أساليب اختطاف الجنود الإسرائيليين في أي مواجهة عسكرية، وحتى توسيعها، فلا يجب على إسرائيل أن تمنح الحركة جائزة لها، بل إجراء المفاوضات بصبر شديد، وعدم تجاوز "الخطوط الحمراء" التي وضعتها لنفسها، وفي الوقت نفسه الذي تجري فيه المفاوضات، يتعين عليها بذل جهد لكسب الضغط من أجل اكتساب القوة فيها".