تواجه العلاقة بين الأردن وإسرائيل تحديات متواصلة يتمثل آخرها في إعلان اسرائيل نيتها ضمّ أراض في الضفة الغربية
إمكانية الضم واتفاقية السلام مع الأردن: رئيس التخطيط في الجيش الإسرائيلي العقيد أمير أبو العافية، هو أكثر الأشخاص انشغالا بالتخطيط من أجل نفض الجيش الإسرائيلي يديه من مساعداته للقطاع الصحي من أجل التحضير الى المرحلة التي ترغب فيها الحكومة الإسرائيلية ضم أجزاء من الضفة الغربية الى السيادة الإسرائيلية.
وجاء محلل الشؤون العسكرية رون بن يشاي في صحيفة يديعوت احرونوت، على المرحلة التي يعمل فيها الجيش الاسرائيلي من وراء الكواليس من أجل تنفيذ القرارات الحكومية فيما يتعلق بالضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، إضافة الى العمل على تعزيز الاتفاقيات المبرمة مع مصر والأردن، وباقي الدول التي لا يربطها علاقات دبلوماسية رسمية وتطودت هذه العلاقات بصورة أكبر مع تفشي فيروس كورونا المستجد.
وقال بن يشاي انه فيما يتعلق الأمر بالأردن فالعقيد أبو العافية لا يتحدث الا ببخل شديد، وليس فقط بسبب التوقيت الحساس، حيث يمهد اتفاق التحالف بين نتنياهو وغانتس الطريق لإعلان تاريخي بضم إسرائيل أجزاء من الضفة الغربية، قد يكون أيضا في غور الأردن، في شهرين القادمين. لن يستغرب أحدا ولن يسقط من الكرسي إذا كان رأي أجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية تتضمن المعارضة، أو على الأقل تحفظات، على التحرك الأحادي ضد السلطة الفلسطينية والأردن.
وفيما يتعلق بالجيش، يعترف أبو العافية أن السلام مع الأردن تعرض لصدمة هذا العام "ما غيم في العام الماضي هو الشعور بأن شيئا ما تغير بعد قصة الجيوب في الغمر (تسوفار) والباقورة (نهارييم) أعطى شعورا بالتراجع للخلف". واضاف "علمنا مسبقا أن هذه المناطق ستستخدم لمدة 25 عاما في الزراعة الإسرائيلية، ولكن كانت هناك جهود، خاصة في الوساطة المدنية الدولية للاستمرار. حاولوا التوسط، لكن ذلك لم يحدث".
وبالنسبة لأبو العافية "فإن الجيش الإسرائيلي لن يتخلى عن زملائه في الأردن، الذين أقاموا معهم علاقات قوية في السنوات الأخيرة، وسوف يطلعوهم على أي تطور. قد يتم تذكيرهم أيضا: نفس القادة الذين يهاجمون بعضهم البعض وإطلاق التهديدات، هم الذين يوافقون أحيانا بعد عدة ساعات على الإجراءات الأمنية التي تتداخل مع الدفاع المشترك عن الحدود. ووفقا لأحد التقديرات الإسرائيلية، يفضل الأردنيون أيضا، في كل سيناريو، حدودا مع إسرائيل وليس مع السلطة الفلسطينية".
وبعد انتهاء عقد إيجار بين المملكة وإسرائيل غادر، الخميس، آخر المزارعين الإسرائيليين جيبا زراعيا أعادوه للأردن. وأتاح عقد الإيجار لإسرائيل استخدام أراض حدودية زراعية على مدى 25 عاما، في إطار اتفاق السلام بين الجانبين.
السلطة الفلسطينية: سنحارب خطة الضم
وقال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في أكتوبر/تشرين الأول 2018 إن بلاده تريد استعادة أراضي الباقورة والغمر التي كان لإسرائيل حق التصرف بها. ووفق ملاحق اتفاقية وادي عربة للسلام الموقعة في 26 أكتوبر/تشرين الأول 1994، أعطيت إسرائيل حق التصرف بهذه الأراضي لمدة 25 عاما، على أن يتجدد ذلك تلقائيا في حال لم تبلغ الحكومة الأردنية برغبتها استعادتها قبل عام من انتهاء المدة.
ويذكر أن عقد إيجار المزارعين الإسرائيليين انتهى في أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي، لكن الأردن أعطى المزارعين الإسرائيليين في الغمر نصف عام لحصاد محاصيلهم. وتقع الغمر (تسوفار) في محافظة العقبة في وادي عربة جنوب البحر الميت، والباقورة (نهارييم) شرق نقطة التقاء نهري الأردن واليرموك في محافظة إربد.
من جانبه، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، إن بريطانيا واليابان والنرويج، أكدت رفضها المطلق لضم الأراضي الفلسطينية. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية وفا أن ذلك جاء عقب اتصالات هاتفية أجراها عريقات، الأربعاء، مع كل من وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية جيمس كليفرلي، والمبعوث النرويجي لعملية السلام تور وينسلاند، والمبعوث الياباني لعملية السلام مساهورو كانو.
وأضاف عريقات أن محدثيه أكدوا على مواقف بلدانهم بالرفض المطلق لأي ضم للأراضي الفلسطينية، وأن تحقيق السلام العادل والشامل لا يكون بفرض الإملاءات والضم، وإنما من خلال المفاوضات والإقرار بالحقوق المعترف بها للشعب الفلسطيني، وفقا للقرارات الدولية والأممية ذات الصلة والقانون الدولي، وعلى أساس مبدأ حل الدولتين.