أبدى الاحتلال الإسرائيلي استعداده للإفراج عن "عشرات الأسرى" لـ"دوافع إنسانيّة"، بشرط "ألا يكونوا متورطين في جرائم قتل"، بحسب ما ذكر الصحافي الإسرائلي، يوسي ميلمان.
وبحسب ميلمان، فإنّ هذا الاستعداد الإسرائيلي مناقض لمطالب حركة "حماس"، وهي الإفراج عن مئات الأسرى على دفعتين.
بينما يستعدّ الاحتلال الإسرائيلي بالإفراج عن الأسرى "دفعة واحدة، خلال شهر رمضان"، ومن ثم منح القطاع مساعدات على شكل منشأة لتحلية مياه البحر ومساعدات طبيّة.
وتشير هذه المعطيات إلى بَون شاسع بين مطالب حركة "حماس" وبين الثمن الذي يستعدّ الاحتلال الإسرائيلي إلى دفعه مقابل الإفراج عن 4 من مواطنيه موجودين في قطاع غزّة، هم جنديّان ومدنيّان.
وعقد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اجتماعا للجنة الوزارية لشؤون الأسرى والمفقودين، الأسبوع الماضي، لمناقشة آخر تطورات "الاتصالات" مع حركة حماس، بشأن صفقة تبادل أسرى، وفق ما كشفت القناة 13 الإسرائيلية، مساء أول من أمس، الأربعاء.
وذكرت القناة 13 أن الاجتماع تم عبر خط آمن بمشاركة أعضاء اللجنة التي تضم وزير الداخلية، أرييه درعي، ووزير الأمن، نفتالي بينيت، ووزير المالية، موشيه كاحلون.
وكانت الرقابة العسكرية قد منعت وسائل الإعلام الإسرائيلية من التطرّق في هذا الشأن.
وأشارت القناة إلى أن الاجتماع يعتبر الأول الذي تعقده اللجنة لبحث الاتصالات مع حركة حماس حول إجراء صفقة تبادل أسرى، في أعقاب المبادرة التي أطلقها رئيس الحركة في قطاع غزة، يحيى السنوار، بداية الشهر الماضي.
كما لفتت القناة إلى أن المنسق الإسرائيلي لشؤون الأسرى والمفقودين، يارون بلوم، تواصل قبل نحو أسبوع، مع عائلة الجندي هدار غولدين، المحتجز لدى حركة حماس في قطاع غزة، لإطلاعهم على آخر التطورات في الاتصالات غير المباشرة مع حماس، بهذا الخصوص.
وكان مسؤولون إسرائيليون قد كشفوا أن "تقدما معينا" طرأ في صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، بحسب ما نقل عنهم المراسل العسكري لصحيفة "معاريف"، طال ليف رام، يوم الجمعة الماضي.
ورغم هذا التقدم إلا أن "الفجوة لا زالت كبيرة" بين الاحتلال وبين حركة حماس. وبحسب الصحيفة، تتواصل مباحثات المستويين السياسي والعسكري لبلورة خطّة لصفقة تبادل، بالإضافة إلى تقديم "حزمة مساعدات إنسانيّة واسعة" للقطاع في محاولة للدفع بالصفقة قدما.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية، الأسبوع الماضي، أن تشكيل حكومة واسعة في إسرائيل من تيارات سياسية مختلفة من شأنه أن يساهم في صفقة تبادل أسرى، وأن التقديرات في إسرائيل هي أن "نافذة الفرص" التي فتحت "لن تطول أكثر من أسابيع".
ونقلت المراسلة السياسية للفناة، دانا فايس، عن مسؤولين إسرائيليين أن أية صفقة تبادل أسرى من المفترض أن تكون فورية بعد بلورتها وعلى مرحلة واحدة، بينما تنقل أن حماس تفضل أن تكون الصفقة على مرحلتين.