شرب الماء لا يقي من كوفيد 19..د. حمد الرقعي

الجمعة 24 أبريل 2020 12:58 م / بتوقيت القدس +2GMT



منذ الشهر الأول لانتشار جائحة كوفيد 19، انتشرت الدعوة لشرب الماء  لحفظ الرطوبة الدائمة للفم و الحلق للوقاية من فيروس كورونا، حيث أن الفيروس يظل ملتصقاً بالحلق، و بشرب الماء بشكل متكرر يُجبر الفيروس على ترك الحلق والنزول عبر المريء ليصل إلى المعدة، حيث تقوم الانزيمات الهاضمة و أحماض المعدة بتفتيته، حتى أن البعض ذهب إلى أن هذه النصيحة يمكن أن تكون مبرراً للفطر في شهر رمضان. و تعدت هذه النصيحة التداول بين العامة، لنجدها ترد على ألسنة بعض المعنيين و المعتنين بالشأن الصحي، بل وصل الأمر بوزير صحة في إحدى الدول، لإبداء نصيحة لشعب بلده بشرب الماء كل ربع ساعة للوقاية من الفيروس المسبب لكوفيد 19.

إن الفيروس يدخل الجسم بمئات آلاف الجزيئات و ربما الملايين، و بمجرد دخوله الجسد يتجه إلى الرئة. فحتى وإن نجح ما نشرب من ماء في إسقاط آلاف الفيروسات في اتجاه المعدة، فما زالت هناك مئات الآلاف التي ستجد طريقها إلى الرئة. ربما قمنا بتنظيف الفيروسات العالقة في الحلق التي دخلت عن طريق الفم، فما نحن فاعلون بتلك التي دخلت عن طريق الأنف و العين.
و  حتى لو اقتنعنا – من قبيل الجدل- بأننا نجحنا في تصريف جميع الفيروسات إلى المعدة، فلتعلم عافاك الله أن أحماض المعدة لن تُفلح في قتل فيروسات كورونا، لأنها تستطيع الصمود حتى PH 3 بل و أقل من ذلك. و  بإجراء التحاليل الطبية لمصابين بمرض كوفيد19 وجد الفيروس في براز 50% من هؤلاء المرضى، الأمر الذي يثير شكوكاً حول امكانية انتقاله بهذه الطريقة.
نصيحة منظمة الصحة العالمية WHO  كانت واضحة منذ البداية و هي أن تناول الماء أمر هام للصحة العامة، إلا أنه لا يوفر أي وقاية من فيروس كورونا.
نعم من المهم شرب الماء للحفاظ على مستوى الرطوبة في الجسم مما يحفظ الصحة العامة، و للاستفادة مما نتناوله من غذاء و دعم جهازنا المناعي، لكن شرب الماء كل ساعة أو كل دقيقة، لن يوفر لنا الحماية من فيروس كوفيد19، فصوموا رمضانكم دون البحث عن أعذار واهية.