كورونا: أرقام وفيات كبيرة.. ووتيرتها في أوروبا إلى تراجع

السبت 04 أبريل 2020 03:39 م / بتوقيت القدس +2GMT
كورونا: أرقام وفيات كبيرة.. ووتيرتها في أوروبا إلى تراجع



عواصم /سما/

لا زال الموت جرّاء فيروس كورونا يضرب في عديدٍ من دول العالم، إلا أن الأرقام الضخمة، في أوروبا خصوصًا، تشير إلى تراجع خلال اليومين الماضيين، دفع المستشارة الألمانيّة، أنجيلا ميركل، إلى التعبير عن "أملها".

فسجلت إسبانيا خلال 24 ساعة 809 وفيات بفيروس كورونا، في تراجعٍ لليوم الثاني على التوالي، بعد الرقم القياسي الذي بلغ، أول من أمس، الخميس، 950 وفاة، حسب حصيلة أعدتها السلطات، اليوم السبت.

ومع ذلك، تبقى أرقام الوفيات مرتفعة مقارنةً ببلدان أخرى حول العالم.

وبذلك ارتفع عدد الوفيات في ثاني بلد متضرر في العالم بعد إيطاليا إلى 11 ألفا و744، أما عدد الإصابات المؤكدة فقد ارتفع 7026 ليصل المجموع إلى 124 ألفا و736 إصابة.

158 وفاة في إيران

وفي إيران، قال المتحدث باسم وزارة الصحة، كيانوش جهانبور، إن إجمالي وفيات فيروس كورونا زاد إلى 3452، بعد وفاة 158 شخصا بالمرض خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وأضاف للتلفزيون الحكومي أن إجمالي الإصابات بلغ 55743، منها 4103 حالات حرجة.

وتعتبر إيران الدولة الأكثر تأثرًا بكورونا في الشّرق الأوسط.

الصّين: "وقفة تأمل وطنيّة" تكريما للضحايا

وفي الصّين، أولى البلدان التي عانت من كورونا، نُظّمت صباح السبت "وقفة تأمّل وطنيّة" لثلاث دقائق تكريما لذكرى 3326 شخصا راحوا ضحيّة الفيروس في البلاد، بينما أوصت الحكومة الأميركية السكان بتغطية وجوههم في الشوارع لإبطاء انتشار الوباء في الولايات المتحدة حيث سجل، مجددًا، عددا قياسيا من الوفيات خلال 24 ساعة.

وعند الساعة العاشرة (02,00 ت غ)، دوّت الصافرات في أنحاء الصين التي تضم أكبر عدد من السكان في العالم ونكست الأعلام فيها.

وفي مدينة ووهان (وسط) البالغ عدد سكّانها 11 مليون نسمة، وظهر فيها الفيروس، تجمّع موظّفون يعملون في الحقل الطبّي لإحياء ذكرى الضحايا، بينما اجتمع الرئيسن شي جينبينغ، مع القادة الشيوعيين الرئيسيين الآخرين في المجمع الضخم في بكين الذي يضم مقر السلطة، وفقا لصور بثها التلفزيون الوطني.

من جهتهم، وبعد وفاة 1480 شخصا في يوم واحد في أكبر حصيلة يومية تسجل في بلد واحد، يستعد الأميركيون للأسوأ ويبنون مستشفيات ميدانية في لوس أنجليس وميامي، بآلاف الأسرّة الإضافية المخصصة للإنعاش.

وقد دعاهم الرئيس، دونالد ترامب، بنفسه، أمس، الجمعة، إلى تغطية وجوههم في الخارج، مع أنه شدّد في الوقت نفسه على أن ذلك "مجرد توصية" لن يتّبعها.

من جهته، تحدث مدير معهد الأمراض المعدية أنطوني فاوتشي العضو في خلية الأزمة في البيت الأبيض، عن معطيات تشير إلى أن "الفيروس يمكن في الواقع أن ينتقل عندما يتبادل الناس الحديث فقط، وليس عند السعال أو العطاس فقط".

لكن منظمة الصحة العالمية بدت حذرة في هذا الشأن.

وقال البيت الأبيض إن كوفيد-19 تسبب بوفاة حوالي 7400 شخص في الولايات المتحدة، ويمكن أن يودي بحياة ما بين مئة ألف و240 ألفا. أما عدد الإصابات فيبلغ نحو 277 ألفا.

الصورة قاتمة في بريطانيا أيضًا، حيث دشن في لندن الجمعة مستشفى ميداني شاسع يستطيع استيعاب أربعة آلاف سرير، بينما يبدو التهديد خطيرا إلى درجة أن الملكة إليزابيث الثانية ستلقي كلمة نادرة، غدًا الأحد.

وسجل عدد قياسي من الوفيات في 24 ساعة بلغ 684 في بريطانيا التي تواجه حكومتها انتقادات لإدارتها للأزمة. وبذلك ارتفعت حصيلة الوفيات إلى أكثر من 3600.

وتيرة تنازلية في أوروبا

وأسفر الوباء عن وفاة أكثر من أربعين ألف شخص في أوروبا، ثلاثة أرباعهم في إيطاليا وإسبانيا وفرنسا، والأمل الوحيد هو تباطؤ انتشار المرض بعد أسابيع من إجراءات عزل عامة.

وكتب الممرض الإيطالي، باولو ميراندا، الذي يدون على حسابه على إنستغرام يوميات مكافحة الوباء في مستشفى كريمونا (شمال) "بدأنا نرى بصيص نور في نهاية النفق".

يستمر انتشار الفيروس الذي أسفر عن وفاة 14 ألفا و700 شخص في إيطاليا، البلد الذي سجل فيه أكبر عدد من الوفيات، لكنه يؤكد تباطؤه الذي بدأ قبل أربعة أسابيع تقريبا، إذ لم تتجاوز نسبة ارتفاع عدد الإصابات الأربعة بالمئة.

وهذا ما أوحت به المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، التي نجحت بلادها في تجنب ارتفاع كبير في الوفيات حتى الآن. فقد صرّحت الجمعة أن "الأرقام الأخيرة، مع أنها كبيرة، لكنها تثير بعض الأمل بحذر".

وتؤكد السلطات الصحية ضرورة الإبقاء على إجراءات العزل.

وفي فرنسا، استأنفت الحصيلة اليومية للوفيات الارتفاع ليبلغ العدد الجمعة 588 في المستشفيات، مقابل عدد إجمالي يبلغ أكثر من 6500، بما في ذلك تلك التي سجلت في دور للمسنين.

وباتت نصف البشرية تخضع لإجراءات عزل صارمة جدا في بعض المناطق، مع عواقب اقتصادية واجتماعية كارثية في بعض الأحيان.

وتفيد حصيلة أعدتها فرانس برس أن أكثر من مليون شخص في العالم ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا المستجدّ، لكنهم لا يشكلون سوى جزء من العدد الفعلي للمرضى إذ إن الكثير من الدول لا تجري فحوص كشف المرض سوى للحالات الخطيرة.