كاتبة أمريكية: ماذا يحدث في قطاع غزة عندما يختلط فايروس كورونا بمزيج المعاناة معا؟

الخميس 02 أبريل 2020 03:54 م / بتوقيت القدس +2GMT
كاتبة أمريكية: ماذا يحدث في قطاع غزة عندما يختلط فايروس كورونا بمزيج المعاناة معا؟



واشنطن / وكالات /

نشرت الكاتبة الأمريكية بيبلين فرناندز، مقالا، في مجلة جاكوبين الدولية قالت فيه، "لقد جعلت إسرائيل غزة غير قابلة للحياة ، في هذا الوقت الفيروس التاجي القاتل كورونا المستجد قادم إليها".

وكتبت فرناندز ، لقد حول حصار إسرائيل لقطاع غزة الأرض إلى "أكبر سجن مفتوح في العالم". حيث يوجد في هذا الجيب المكتظ حالات أولى مؤكدة مصابة من فايروس كورونا المستجد COVID-19.

وفي عام 2012 ، توقعت الأمم المتحدة أن قطاع غزة سيكون "غير قابل للعيش" مع حلول عام 2020 ، بالطبع لا يمكن العيش فيه بشكل خاص في أي وقت من هذا التاريخ الحديث ، الآن هو تحت الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من خمسة عقود مضت ، مع نسيان الانسحاب الذي لم يكن أصلا في عام 2005 - لقد عانى هذا الجيب الساحلي الفلسطيني الصغير المكتظ بكثافة سكانية من حصار خانق منذ عام 2007.

وأكدت، ان قطاع غزة حيث ينتشر فيه البطالة وانعدام الأمن الغذائي ، وتعتبر 97 % من مياه الشرب فيه غير صالحة، ناهيك عن انقطاع التيار الكهربائي المستمر. هناك نقص في معدات الرعاية الصحية والأدوية ، حيث يُحرم الفلسطينيون الذين يحتاجون إلى علاج طبي خارج غزة بشكل منتظم من الإذن بالسفر من قبل السلطات الإسرائيلية والتي من الجدير بالذكر، هي المسؤولة بشكل مباشر والدرجة الأولى عن الظروف الحياتية التي تتطلب العلاج هناك ، كما هو الحال عندما قام الجيش الإسرائيلي بالتصدي للمتظاهرين الفلسطينيين بشكل جماعي في مسيرات العودة عامي 2018-2019 ، ناهيك عن عدم تحسين وضع الرعاية الصحية الكئيب بسبب عادة إسرائيل في قصف المستشفيات وقتل العاملين في المجال الطبي.

وتساءلت: ماذا يحدث ، إذن ، عندما يختلط الفيروس التاجي بمزيج المعاناة معا ؟ يبدو أننا على وشك معرفة ذلك لاحقا .

وتابعت: في الثاني والعشرين من مارس ، أعلنت الصحة في غزة عن كشف أول حالتين لفيروسـ COVID-19 ، مما دفع منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية بتسيلم إلى التحذير من أن انتشار الفيروس في القطاع "سيكون كارثة كبيرة ، تنجم بالكامل عن الظروف المعقدة التي نتجت لأكثر من عقد عن الحصار الإسرائيلي ". بالنظر إلى أن نظام الرعاية الصحية في غزة " الذي هو على حافة الانهيار" ، نتوقع خروج "سيناريو مرعب " السيناريو الذي قامت "إسرائيل" بإحداثه ولم تبذل أي جهد لمنعه.
وأردفت في مقالها: "كانت الحالتان الأوليتان للفيروس التاجي لفلسطينيين عائدين إلى غزة من باكستان وتم الإبلاغ عن سبع حالات أخرى فيما بعد بين حراس الأمن المتمركزين في مرفق الحجر الصحي حيث كان العائدون محتجزين ، وتم تأكيد حالة إضافية واحدة حتى الآن" .

وقالت فرناندز، كتبت الجزيرة أن سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة "تم حثهم على اتخاذ إجراءات احترازية وممارسة البعد الاجتماعي عن طريق البقاء في المنزل في محاولة لوقف انتشار الفيروس". ولكن كيف يمكن أن تطالبهم يفرض مسافة لعدم الإزدحام في مكان مزدحم أصلا للغاية بحيث لا يوجد مجال للتنفس فيه بمسافة كافية آمنة؟ وأي نوع من الصدمات النفسية التي ستترتب على ذلك عندما يضطر السكان الذين يعانون من صدمات أصلا يعيشونها في "أكبر سجن مفتوح في العالم" إلى البقاء في سجن فردي داخل هذا السجن الكبير، سجن كبير في داخل سجن صغير ؟

وعادت مجدد لتكرر، في عام 2012 ، توقعت الأمم المتحدة عدم قابلية قطاع غزة للحياة - وقطاع غزة هو منطقة تتألف بشكل رئيسي من اللاجئين الفلسطينيين مما هو الآن تحت مسؤولية إسرائيل - طرح المتحدث باسم منظمة أوكسفام كارل شمبري هذا السؤال الواقعي: "كيف يمكنك التحدث عن المطالبة بالتدخل قبل الأزمة والناس أصلا هناك لا يزالون يعيشون في حالة أزمة مستمرة؟ "

وأشار إلى انتشار الشباب المصاب في أعقاب عملية الرصاص المصبوب التي قامت بها إسرائيل في 2008-2009 ، والتي قتلت أكثر من 1400 فلسطيني في غزة ، بما في ذلك أكثر من 300 طفل ،وأعقب ذلك - عدة حروب جانبية قاتلة أخرى مثل عمود السحاب في تشرين الثاني / نوفمبر 2012 ، حيث قام الجيش الإسرائيلي بقتل ما يقارب مئتي فلسطيني ، وعملية الحافة الواقية في 2014 ، حيث قتلوا أكثر من2،251 فلسطينيًا (بما في ذلك 551 طفلاً)، بحسب المقال.

وأوضحت في مقالها، "غني عن القول أن خدمات الصحة النفسية هي من بين الأمور الطبية العديدة التي يفتقر بشدة إليها قطاع غزة ،وكما هو الحال مع عمليات القصف الإسرائيلي ، فإن هجوم الفيروس التاجي مضمون نتاجه عذاب نفسي في منطقة محصورة للغاية حيث فكرة الهروب الجسدي مستحيلة بشكل عام".
وأردفت: بينما يتساءل الأكاديمي الإسرائيلي نيف جوردون في صحيفة نيشن ، "كيف يمكن لـ 113،990 لاجئ يعيشون في مخيم [جباليا] في غزة ، والذي يغطي مساحة 0.54 ميل مربع فقط ، الحفاظ على مسافة جسدية أمنة من بعضهم البعض؟" هناك أيضًا حالة مخيم الشاطئ ، حيث "الكثافة أسوأ ، حيث يقيم 85،628 لاجئًا على مساحة 0.2 ميل مربع" ومركز صحي واحد ومركز توزيع طرود غذائية واحد فقط.

والنتيجة ، بحسب غوردون ، هي أنه "داخل مخيمات اللاجئين الثمانية في غزة ، فإن الأنظمة المطبقة لحماية الأرواح من الرعاية الصحية وإمدادات الغذاء - على وشك أن تكون أزمة قاتلة محققة، وطريق مضمون لإنتشار الفيروس التاجي المميت"، وفقا لفرناندز.

ونوهت أنه، من المؤكد أن الدعوات إلى إنهاء الحصار الإسرائيلي على غزة - الشيء الوحيد المعقول الذي يجب القيام به ، خاصة في هذا الوقت الذي ينتشر فيه الوباء العالمي حيث من المؤكد انها ستلقى إلى حد كبير آذاناً صماء ، حيث لا يمكن الاعتماد على مخاطبة غالبية الجمهور الإسرائيلي لتوضيح أي نوع من القتل قد يصيب الفلسطينيين ، ولا يمكن التعويل أيضا على الولايات المتحدة التى تضمن حماية سياسات إسرائيل القاتلة في غزة من خلال مساعدات بمليارات الدولارات والإصرار الدائم على أن إسرائيل لها الحق أن "تدافع عن نفسها" ضد الفلسطينيين وترتكب مذابح ، لذا تشعر الحكومة الإسرائيلية بالراحة في قصف غزة حتى مع نشر فيروس كورونا.

وختمت مقاها في غضون ذلك ، تؤكد افتتاحية صحيفة جيروزاليم بوست مؤخرًا بعنوان "عمل جيد إسرائيل" أن "الجميع" في إسرائيل مطالب أن "يقدموا أنفسهم كنمودج جماعي وطني موحد متماسك لمواجهة الوباء " كرد نمودجي على الفيروس التاجي في البلاد ، على الرغم من حقيقة أن الأرثوذكس المتطرفين " والقطاعات العربية ... تستغرق وقتاً أطول لاستيعاب الإلحاحية والجدية التي يشكلها الفيروس وما يؤدي من مخاطر من عدم الالتزام بالتوجيهات. "

بعد كل هذا ، ليس هناك وقت مثل الحاضر من أجل حفنة عنصرية كبيرة ضد الفلسطينيين الذين طالما تعاملت معهم إسرائيل منذ فترة طويلة كمرض يجب التخلص منه، بالإضافة إلى ذلك ، تشدد صحيفة الجروزاليم بوست على أنهم "في حالة حرب" ضد الفيروس التاجي ، وأنه "فقط من خلال الوحدة والمثابرة سنتمكن من هزيمة هذا العدو غير المرئي". لكن بالنظر إلى أن سكان السجن المجاور غير القابل للعيش في الجوار يواجهون فجأة تداعيات كارثية لحرب بيولوجية أوقعها عدو إسرائيلي مرئي للغاية ، فمن الواضح أنه لا يوجد قرار واحد دوليا مهم بالمطلق للإدانة و إنهاء الحصار.