بدأت هيئة الأعمال الخيرية العالمية، اليوم، صرف المستحقات المالية المترتبة لآلاف الأيتام المكفولين لديها، وذلك في إطار مساعيها الرامية لتمكينهم من التغلب على الظروف الصعبة التي يمر بها المجتمع الفلسطيني في ظل حالة الطوارئ التي أعلن عنها الرئيس محمود عباس، وبدأت الحكومة بتنفيذها لمواجهة خطر انتشار فيروس "كورونا" المستجد.
وسلم مفوض عام الهيئة في فلسطين إبراهيم راشد، لجنة زكاة جنين المركزية شيكا ماليا بقيمة 880709 شيكلاً لصالح 1150 يتيماً ويتيمة تكفلهم الهيئة، وذلك بحضور محافظ جنين اللواء أكرم الرجوب، ومساعده المهندس منصور السعدي، وعضوي لجنة الزكاة سمير السوقي وعبد الرحمن حنتولي، بالإضافة إلى طاقم الهيئة.
وأشاد الرجوب بسلسلة المبادرات التي أطلقتها هيئة الأعمال الخيرية والهادفة إلى دعم ومساندة الشعب الفلسطيني في مواجهة خطر انتشار فيروس "كورونا".
وقال: إن هذه المبادرات تشكل امتداداً للجهود الحثيثة التي تبذلها الهيئة في سبيل تعزيز صمود أبناء الشعب الفلسطيني، وفي المقدمة منهم شريحة الأيتام ممن شدد على ضرورة تكاتف الجهود من أجل تمكينهم من مواجهة نوائب الحياة.
من جهته، أكد راشد أن هيئة الأعمال الخيرية تعتبر أكبر كافل لأيتام فلسطين، حيث تكفل أكثر من 23 ألف يتيم من كافة المحافظات، وارتأت في ظل إعلان حالة الطوارئ الإسراع في صرف مستحقاتهم المالية حتى يتمكنوا من تلبية احتياجاتهم.
وأضاف راشد: إن هذا الكم من الأيتام المكفولين، يؤكد الحجم المهم الذي تحظى به القضية الفلسطينية التي ستبقى على رأس سلم أولويات الإمارات وهيئاتها العاملة، على اعتبار أن الحال واحد والدم العربي واحد والجسد العربي يجب أن يبقى حياً.
وعبر عن اعتزازه بالتعاون الوثيق والشراكة المتميزة بين هيئة الأعمال الخيرية والمؤسسة الرسمية الفلسطينية ممثلة بمؤسستي الرئاسة ورئاسة الوزراء في تنفيذ المشاريع والبرامج التنموية.
وتابع: "نحن منسجمون تماماً مع الخطة الوطنية التي تحددها المؤسسة الفلسطينية الرسمية، وتأخذ بعين الاعتبار تحقيق التنمية الوطنية الشاملة، وندعمها بكل طاقاتنا وإمكاناتنا، وما إن أعلن الرئيس حالة الطوارئ حتى كانت هيئة الأعمال الخيرية من أول المؤسسات العربية والإسلامية استجابة، فوجهت طواقمها للعمل في محافظة بيت لحم على تعقيم العديد من المراكز الطبية والإيوائية، ومد يد العون للمصابين في فندق إنجل، وإغاثة المحجورين، وتقديم المعقمات لرجال الأمن، وهي تدخلات سرعان ما عمت فلسطين".
أما السوقي، فأشار إلى العلاقة الوثيقة التي تربط لجنة الزكاة بهيئة الأعمال الخيرية في سبيل دعم الحالات الاجتماعية التي لا تقوى على توفير الحد الأدنى من احتياجاتها اليومية في الوضع الطبيعي.
وأضاف: في ظل إعلان حالة الطوارئ تفاقمت احتياجات تلك الحالات، وعلى رأسها الأيتام، فجاء تدخل هيئة الأعمال الخيرية بتسريع صرف مستحقاتهم المالية في وقته ليخفف عنهم المعاناة، ويمكنهم من تلبية احتياجاتهم اليومية.
وأشاد بالدعم اللامحدود الذي تقدمه هيئة الأعمال الخيرية للجنة الزكاة بما يمكنها من ممارسة دورها كحاضنة للعمل الخيري، وبوابة لنجدة الفقراء والضعفاء، لافتاً إلى أن الهيئة تكفل أكثر من 1150 يتيماً، وتتواصل مع لجنة الزكاة في تنفيذ وتمويل العشرات من البرامج.
وفي سياق متصل، سلم راشد وكيل وزارة التنمية الاجتماعية داود الديك شيكاً رمزياً بمبلغ تجاوز 700 ألف شيكل خصصتها هيئة الأعمال الخيرية لصالح الأيتام المكفولين لديها في محافظة بيت لحم، وهو تدخلٌ قال راشد إنه بهدف دعم صمود الأطفال الأيتام في ظل الأوضاع السائدة، وما تعانيه المحافظة جراء وباء "كورونا".
وجرى تسليم الشيك في وزارة التنمية الاجتماعية، بحضور الوكيل المساعد للرعاية الاجتماعية أنور حمام، والوكيل المساعد لشؤون المحافظات الجنوبية أكرم الحافي، وذلك في إطار خطة الطوارئ والتعاون المشترك بين وزارة التنمية الاجتماعية وهيئة الأعمال الخيرية.
وثمن الديك "هذا الدعم المهم الذي تقدمه هيئة الأعمال الخيرية لصالح الشرائح المجتمعية المهمشة والضعيفة، وتحديداً الأيتام والأشخاص ذوي الإعاقة، والحالات الاجتماعية، والأسر الفقيرة، بما يساعدها على مواجهة ظروف الحياة الصعبة، ويسهم في توفير سبل العيش الكريم، وتحديداً في ظل حالة الطوارئ التي تمر دولة فلسطين، عموماً، ومحافظة بيت لحم، على وجه التحديد.
وأشاد بالاستجابة العاجلة لهيئة الأعمال وتعاونها المستمر مع وزارة التنمية الاجتماعية في كثير من المجالات، مؤكداً أن هذا الدعم المتواصل يُسهم في التخفيف من معاناة الشرائح المجتمعية المستهدفة، مشدداً على أهمية التعاون والعمل من أجل رعاية الأيتام.
بدوره، عبّر راشد عن اعتزازه بالتعاون الوثيق والشراكة المتميزة بين هيئة الأعمال الخيرية ووزارة التنمية الاجتماعية.
وأكد أن دور الهيئة يتعدى تقديم المساعدات النقدية والعينية للأيتام إلى رعايتهم وأمهاتهم في الجوانب كافة من ناحية الرعاية الصحية والثقافية والاجتماعية وتنمية موارد أسر الأيتام وتنمية مواهبهم، ويتصدر العشرات منهم لوائح التفوق، مشيراً إلى صرف مبلغ تجاوز 400 ألف شيكل لصالح الأيتام في محافظة طولكرم.