كورونا ينتشر بسرعة ويتجاوز عتبة المئة ألف: عدد المصابين يرتفع والقلق يتصاعد

السبت 07 مارس 2020 06:51 م / بتوقيت القدس +2GMT
كورونا ينتشر بسرعة ويتجاوز عتبة المئة ألف: عدد المصابين يرتفع والقلق يتصاعد



سما / وكالات/

تجاوز عدد المصابين بفيروس كورونا المستجدّ عتبة المئة ألف في العالم مع تزايد انتشار المرض إذ تم الكشف عن 21 إصابة جديدة على متن سفينة سياحية قبالة كاليفورنيا وتسجيل حالتي وفاة في شرق الولايات المتحدة، وارتفاع عدد الوفيات في إيران، وتسجل حالات إصابة جديدة في دول الخليج.

وتعتبر منظمة الصحة العالمية أن انتشار الفيروس السريع "مقلق جدًا": في المجمل، سجلت 92 دولة إصابات بفيروس كورونا المستجد الذي أودى بحياة أكثر من 3500 شخص في العالم.

وفي بلد المصدر، انهار فندق مخصص للحجر الصحي لمصابي كورونا في إقليم فوجيان شرقي الصين، وفيما تتواصل عمليات الإنقاذ، احتجز نحو 70 شخصا تحت الأنقاض، وفق ما أفاد مسؤولون.

وفي التفاصيل، عُلم أن فندق "شنجيا" في مدينة تشوانتشو انهار ظهر اليوم، السبت، وتم إنقاذ نحو 23 شخصا بعد نحو ساعة ونصف ساعة من الحادث، وفق بيان للحكومة المحلية.

وأفادت صحيفة "الشعب اليومية" الرسمية أنه تم تحويل الفندق الذي يضم 70 غرفة مؤخرا إلى منشأة لعزل الأشخاص الذين كانوا على احتكاك بمرضى أصيبوا بفيروس كورونا المستجد. وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة أن جهود الإنقاذ مستمرة.

وأعلنت الصين السبت عن 28 حالة وفاة جديدة جراء الفيروس ليصل إجمالي عدد الوفيّات إلى 3070 في البلاد، مع ارتفاع في عدد الحالات الجديدة خارج مقاطعة هوباي (وسط) حيث ظهر الفيروس للمرة الأولى في كانون الأول/ديسمبر.

إيران: ارتفاع وفيات "كورونا" إلى 145

وأعلنت السلطات الإيرانية، تسجيل 21 حالة وفاة جديدة ناجمة عن فيروس كورونا المستجد و1076 إصابة جديدة بالمرض خلال الساعات الـ24 الماضية، ما يرفع الحصيلة إلى 145 وفاة و5823 إصابة.

وأفادت وكالة أنباء إرنا الرسمية الإيرانية بأن النائبة فاطمة رهبر البالغة من العمر 55 عامًا، توفيت من جراء إصابتها بالفيروسـ لتصبح واحدة من بين عدة مسؤولين إيرانيين قضوا من جراء الفيروس المتفشي في البلاد.

ورهبر هي ثاني نائب إيراني يتوفى بعد تعرضه للإصابة بالفيروس، كما أنها واحدة من بين سبعة مسؤولين إيرانيين قضوا بالمرض منذ بدء تفشيه منتصف شباط/ فبراير الماضي في إيران.

وأوضح المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية، في مؤتمر متلفز عقده اليوم ليعلن خلاله الحصيلة الجديدة، أن هناك "أكثر من 16 ألف شخص في المستشفيات حاليا يشتبه بإصابتهم"، مضيفا أن 1669 شخصا تأكدت إصابتهم تعافوا من وباء كوفيد 19".

وأضاف أنه "نظرا إلى أن هناك قلّة لا يأخذون الوضع على محمل الجد ويخاطرون بصحتهم وصحة غيرهم، فإن فرض قيود بات حاليا على جدول الأعمال".

وتجهد إيران لاحتواء التفشي السريع لكوفيد 19، حيث أغلقت إيران المدارس والجامعات حتى مطلع نيسان/ أبريل في محاولة لاحتواء الفيروس. لكن العطل المقبلة دفعت الناس للسفر، خصوصا إلى وجهات رائجة في المحافظات الشمالية، وأكدت محافظات عدة، بما فيها تلك الواقعة في شمال ووسط البلاد، أنها لن توفر أي أماكن إقامة للسياح لثني الناس عن السفر.

والجمعة، سجّلت فلسطين وصربيا والفاتيكان وسلوفاكيا والبيرو وتوغو وبوتان أولى الإصابات على أراضيها.

وفي مصر، أعلنت السلطات تسجيل 12 إصابة من بين أفراد طاقم سفينة سياحية في النيل. أما في اليونان فهناك مجموعة مصابين لا يقلّ عددهم عن 34 شخصا كانوا في نفس الحافلة عندما سافروا لزيارة الأماكن المقدسة في فلسطين.

9 إصابة بالضفة الغربية

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا، إلى 19 مصابا، بعد تسجيل ثلاث إصابات جديدة، مساء اليوم السبت، في مدينة بيت لحم، ممن خالطوا المصابين في فندق إنجل في بيت جالا.

وأعلنت الوزارة أنه تم وضع المصابين الجدد في المركز الوطني للحجر الصحي في بيت لحم. علما بأن الوزارة كانت قد أعلنت أمس عن إصابة 9 أشخاص بفيروس كورونا في بيت لحم، إضافة إلى 7 حالات أعلن عنهم أول أمس الخميس.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أنه تم إجراء فحوصات لـ500 عينة مشتبه بإصابتها بالفيروس من المحافظات الشمالية والجنوبية، وكانت جميعها سلبية "غير مصابة"، باستثناء الحالات المذكورة (16 حالة) التي تم رصدها في مدينة بيت لحم.

وأضافت الوزارة في بيان صدر عنها، اليوم، أن عدد الحالات الموجودة في الحجر الصحي بفندق "إنجل" بمدينة بيت لحم بلغ 32 شخصا، وفي فندق "بردايس" 15 شخصا.

ولفتت إلى أن عدد الحالات الموجودة في الحجر الصحي الخاص في الأكاديمية بمدينة أريحا، بلغ 16 حالة، إضافة إلى حالتين في الحجر الخاص بمعبر رفح، مشيرة إلى أن عدد الحالات الموجودة في الحجر الصحي المنزلي بلغ 350 حالة.

وبينت الوزارة أن الحجر الصحي في الأكاديمية ومعبر رفح يطبق على المواطنين والزائرين القادمين من دول: الصين، وكوريا الجنوبية، واليابان، ومكاو، وسنغافورة، وتايلاند، وهونغ كونغ، وإيران، وإيطاليا، وسورية، ولبنان، ومصر، لمدة 14 يوما، بدءا من آخر يوم أقاموا فيه في تلك الدول.

وتابعت "يطبق الحجر المنزلي على المواطنين والزائرين القادمين من دول: تايوان، وماليزيا، والهند، والبحرين، والكويت، وعُمان، وسيرلانكا، والعراق، والنمسا، وسويسرا، وبنغلادش".

إصابات جديدة في دول الخليج

وسجلت الكويت والإمارات وقطر ارتفاعا في عدد الإصابات بكورونا المستجد، فيما أغلقت السعودية حدودها البرية مع الإمارات والكويت والبحرين باستثناء الشاحنات التجارية، كما قصرت رحلات الطيران القادمة من تلك الدول على ثلاثة من مطاراتها فحسب.

وأعلنت السلطات الإماراتية أن عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا لديها ارتفع من 30 إلى 45، فيما أعلنت الكويت اكتشاف ثلاث حالات جديدة، ليرتفع العدد الإجمالي للإصابات إلى 61، كما أعلنت قطر أن عدد المصابين لديها وصل إلى 12، في حين أعنت السعودية ارتفاع عدد الحالات إلى 7.

وقررت السلطات في الكويت، إيقاف الرحلات الجوية من وإلى مصر ولبنان وسورية وبنغلادش والفلبين والهند وسريلانكا لمدة أسبوع، ومنعت دخول الأجانب الذين كانوا في هذه البلدان خلال الأسبوعين الماضيين.

وأصدرت بعض الدول توصيات لمواطنيها بعدم السفر إلى الخارج، كما تم إلغاء أو تأجيل نشاطات فنية ورياضية وثقافية، فيما تقرر تنظيم بعض النشاطات من دون جمهور.

عدد المصابين يرتفع والمخاوف تتصاعد

في هذا الوقت، تجاوز عدد الإصابات المؤكدة في كوريا الجنوبية السبعة آلاف السبت، ما يجعلها الدولة الأكثر تأثرًا بالمرض خارج الصين.

في الولايات المتحدة، يثير تفشي المرض القلق: فقد تمّ تشخيص إصابات بالفيروس لدى 21 شخصًا على متن سفينة "غراند برنسيس" السياحيّة قبالة ساحل كاليفورنيا، بعد اكتشاف أعراض لدى بعض الركاب البالغ عددهم 3533 ولدى بعض أفراد الطاقم، وفق ما أعلن نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، الذي ينسّق جهود مكافحة الفيروس في الولايات المتحدة.

وأودى الفيروس بحياة شخصين في فلوريدا، وهما أول الضحايا الأميركيين خارج الساحل الغربي، وفق ما أعلنت السلطات الصحية في هذه الولاية الواقعة في جنوب شرق الولايات المتحدة.

"احتواء" داخل الصين

داخل الصين، تمّ احتواء انتشار الفيروس بشكل جزئي في مقاطعة هوباي بؤرة المرض، بفضل فرض حجر صحي على حوالى 56 مليون شخص منذ أواخر كانون الثاني/ يناير.

ومنذ أسابيع عدة، ينخفض عدد الإصابات الجديدة المسجّلة يوميًا. وسُجّلت 74 إصابة جديدة في هوباي في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، وهو العدد الأدنى منذ اتخاذ تدابير الحجر في المقاطعة، بحسب السلطات الصينية.

لكن بكين سجّلت أيضًا إصابة 24 شخصًا انتقل إليهم المرض خارج البلاد، ما يثير الخشية من احتمال ارتفاع جديد في عدد المصابين في الصين بالتزامن مع تسارع انتشار الوباء في العالم.

وألمحت الحكومة، أمس، إلى احتمال إعادة فتح المنطقة في وقت يواجه النظام الشيوعي موجة احتجاج غير اعتيادية على خلفية نقص المواد الغذائية لدى السكان المعزولين.

قلق أصحاب المال

وتزايدت المخاوف بشأن الأثر الاقتصادي للوباء في الصين حيث لا تزال الحركة مشلولة بجزئها الكبير، مع الإعلان عن تراجع صادرات البلاد في كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير بنسبة 17,2%.

وهذا الأمر يثير القلق حيال النمو العالمي، الذي تشكل القوة الاقتصادية العملاقة محركًا أساسيًا له.

وفي حين يتزايد الخوف في الأسواق المالية، سعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، للطمأنة أن الأسواق "ستنتعش". ودعا الاحتياطي الفدرالي إلى خفض معدلات الفائدة لتحفيز الاقتصاد.

وفي السياق، قالت وكالة "موديز" للتصنيف الائتماني، إن فيروس كورونا تسبب في ارتفاع مخاطر حدوث ركود عالمي في العام الجاري.

وفي إطار خفض جماعي لتوقعاتها، قالت "موديز" إن اقتصادات متقدمة بما في ذلك الولايات المتحدة واليابان وألمانيا وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا وكوريا الجنوبية قد تنزلق جميعها إلى ركود في ”تصور معاكس“.

وأضافت أن نمو الناتج المحلي الإجمالي الصيني سيتراجع إلى أقل من أربعة في المئة في ظل تحفيز اقتصادي كبير، بينما ستواجه جنوب أفريقيا صعوبات للنمو. ولموديز أهمية لجنوب أفريقيا إذ أنها الوحيدة المتبقية التي تصنف البلاد عند درجة جديرة بالاستثمار.

خارج الصين، أغلقت 13 دولة مؤسساتها التعليمية وبات حوالي 300 مليون تلميذ في العالم محرومين من الذهاب إلى المدارس لأسابيع عدة.

وبعد الصين، فإن الدول الأكثر تأثرًا بالمرض هي كوريا الجنوبية وإيران وإيطاليا وفرنسا.

فيروس يتجول!..

وسجّلت جزيرة مالطا أول إصابة على أراضيها والمصابة إيطالية تبلغ 12 عامًا ووصلت الثلاثاء من روما بعد رحلة إلى شمال إيطاليا.

وأعلنت السلطات في جنوب أفريقيا، اليوم، عن ثاني إصابة مؤكدة على أراضيها لامرأة احتكّت بشكل مباشر مع المصاب الأول عندما كانا في رحلة عودتهما مع مجموعة مؤلفة من عشر أشخاص من إيطاليا في أول الشهر الجاري.

إجراءات في محالة للجم الفيروس

وتتخذ العديد من البلدان إجراءات منع من الدخول أو فرض حجر صحي على المسافرين الآتين من بلدان متأثرة بالوباء. وفرضت 36 دولة على الأقل حظرًا تامًا على دخول الواصلين من كوريا الجنوبية، وفقًا لسيول، واتخذت 22 دولة أخرى إجراءات فرض حجر صحي. وأغلقت روسيا أيضًا أمس، الجمعة، حدودها أمام المسافرين الآتين من إيران.

وفي بيت لحم منعت السلطات السياح من الدخول والخروج إلى المدينة، بعد اكتشاف 16 إصابة بالفيروس في الضفة الغربية المحتلة حيث أُعلنت حالة الطوارئ.

وتوقّعت منظمة السياحة العالمية انخفاضًا في أعداد السيّاح في العالم تراوح نسبته بين 1 و3% في العام 2020، أي خسارة تبلغ قيمته بين "30 و50 مليار دولار".

وفي جميع أنحاء العالم، يتهافت الناس على شراء أقنعة واقية ومواد معقمة وقفازات أو حتى بزات واقية إذ أنها الوسائل الوحيدة للحامية من الفيروس في غياب لقاح. ولضمان وجود إمدادات كافية، لجأ كثير من الدول إلى إصدار مراسيم لمنع تصدير اللوازم الطبية.

ودعا الاتحاد الأوروبي إلى "التضامن" لكن الدول التي اتخذت إجراءات منع دخول أو حجر، دافعت عن خيارها. وستتلقى إيطاليا التي لا تصنّع الأقنعة، 800 ألف قناع من جنوب أفريقيا خلال يومين لكنها تحتاج إلى أكثر من 10 ملايين لمواجهة الوضع الحالي.