شنت صحيفة إسرائيلية الأحد، هجوما شديدا على رئيس الحكومة المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، مؤكدة أنه "تسبب بسلوكه في إيصال الخطاب السياسي في إسرائيل إلى الدرك الأسفل"، وفق وصفها.
وأكدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في افتتاحيتها، أن "الدرك الأسفل الذي دهور إليه نتنياهو الخطاب السياسي في حملة الانتخابات الحالية، هو بحد ذاته سبب للمطالبة بصرفه من الحياة العامة في إسرائيل"، مضيفة أنه "من الصعب أن نجد الكلمات لوصف النتانة السامة التي تصدر عن مياه المجاري السياسية، التي يضخها نتنياهو ورجاله وأهل بيته إلى الحقل العام".
ونوهت إلى أن "اليراع (نوع من الحيوانات أو حشرة تضيء في الظلام) يقصر عن وصف جهاز التشهير العام للسياسة البيبية لنتنياهو، ففي المعركة على رئاسة الوزراء لم يتردد نتنياهو في استخدام أي وسيلة لتحقير خصومه السياسيين ونزع الشرعية التي تقترب من نزع الإنسانية عن كل من يمسك به، كمن يقف في طريقه إلى ولاية أخرى".
خطاب نتنياهو
وذكرت أن خطاب نتنياهو السياسي، "يتضمن التحريض المنهجي والثابت ضد العرب في إسرائيل والنواب العرب وشرعية الصوت العربي"، موضحة أن "نتنياهو يدير المعركة السياسية بفظاظة، في ظل تجاهل تام للتمييز بين الحقيقة والكذب، بين المسموح والممنوع، بما في ذلك المس بغير المشاركين".
وتابعت: "نتنياهو ومبعوثوه، يواصلون نشر القصة التي تقول إن الإيرانيين اقتحموا هاتف غانتس، سحبوا منه أفلاما جنسية وفي نيتهم استخدامها لابتزاز غانتس، وفي حال لم يكن هذا يدل على ما يكفي من الدناءة، ففي الأسبوع الماضي أشرك يئير نتنياهو في حسابه على تويتر صورة الشابة دانا كشدي، إلى جانب التغريدة "أحد ما يعرف من هذه؟"، وهي الفتاة التي نشرت في صفحتها على فيسبوك صورة سلفي لها مع غانتس".
وأشارت الصحيفة إلى أن "التغريدة غير البريئة لنتنياهو الابن، ألمحت زعما بعلاقة رومانسية بين الاثنين، وقد تسببت بموجة شائعات في الشبكات الاجتماعية وردود فعل قاسية وفظة تجاه كشدي".
وبينت أن "الصمت الصاخب لنتنياهو الأب على أفعال ابنه البشعة التي تصب في خدمته، هو تعبير آخر عن دركه الأخلاقي الأسفل"، مضيفة أن "هذه الشابة أصبحت هدفا شرعيا بسبب تأييدها لغانتس، كما أن استخدام حاخام لتسجيل حديث شخصي مع مستشار غانتس كان واردا أخلاقيا".
التحريض المتواصل
وكشفت الأسبوع الماضي صحيفة "ذي ماركر" العبرية، النقاب عن أن المحامي يوسي كوهن، المقرب من عائلة نتنياهو، "استأجر شركة الاستخبارات التجارية "CGI Group" للتجسس على غانتس ولجمع مواد تدينه وتحرجه".
وبحسب "هآرتس"، فإنه "يمكن أن يضاف للتحريض المتواصل لنتنياهو، ما كشف عنه جيدي فايس؛ من أن نتنياهو عمل مؤخرا عبر مبعوثين كي يحصل على السجلات الكاملة من قضية "هرباز"، ونشرها، وبالتالي تقويض مكانة المستشار القانوني أفيحاي مندلبليت، الذي كان في حينه النائب العسكري للرئيس".
وتساءلت: "حتى الفترة الزمنية لحين إغلاق صناديق الاقتراع والتي تبعث على القشعريرة؛ كم من الحقن الفاسدة الأخرى سيضطر الجمهور الإسرائيلي إلى تلقيها؟".
وأعربت عن أملها في أنه "ما زال يوجد من الناس من يمكن أن يشخص الخطر في الكورونا الإشعاعية التي تبث من خطاب الكراهية، والتحريض والأكاذيب التي ينشرها نتنياهو، كي يضعوا حدا نهائيا لحكمه الخبيث".