تتواصل عمليات فرز الأصوات في انتخابات مجلسي الشورى وخبراء القيادة في إيران، فيما يسجّل المحافظون تقدمًا مع الكشف عن النتائج الأولى للانتخابات التشريعية الإيرانية، اليوم السبت، وسط توقعات بتدني نسبة المشاركة بعد رفض حوالي نصف الترشيحات.
وكان يتوقع أن تحجم نسبة كبيرة من الناخبين عن المشاركة بسبب خيبة أملهم إزاء الوعود التي لم تفِ بها الحكومة، وسط معاناتهم من أجل تدبر أمورهم في بلد يعاني اقتصاده من عقوبات أميركية قاسية.
ورفضت نصف الطلبات التي تقدم بها حوالي 16 ألف مرشح، بينهم كثير من الإصلاحيين والمعتدلين وعشرات النواب، ما جعل المنافسة سهلة بالنسبة للمحافظين.
وبحلول ظهر السبت، أعلن عن فرز الأصوات في 71 دائرة انتخابية في جميع أنحاء إيران، وفقًا للأرقام الصادرة عن لجنة الانتخابات الوطنية التي نشرتها وكالة الأنباء الطلابية شبه الرسمية (إسنا).
وتمثل طهران أهم دائرة، إذ تشمل 30 مقعدا. علما بأن الانتخابات نظمت يوم أمس، الجمعة، بعد شهور من التوتر الحاد المتصاعد بين إيران والولايات المتحدة.
وقال إسماعيل موسوي، للتلفزيون الحكومي، إنه يبدو أن التحالف بين المحافظين والمحافظين المتشددين يحظى بهامش تقدم كبير في العاصمة وفق ما تبرزه النتائج الأولية. وأضاف أن أغلب الأصوات ذهبت للأسماء الثلاثة الأولى في قائمة هذا التحالف.
ويتصدر السباق محمد باقر قاليباف، وهو مرشح الرئاسة لثلاث مرات، ورئيس سابق للشرطة وعضو في الحرس الثوري ورئيس بلدية طهران بين عامي 2005 و2017.
وأضاف موسوي إن الإصلاحيين والمعتدلين بالكاد موجودون بين أسماء أول 37 مرشحًا تصدروا النتائج في طهران.
وأشار إلى نشر النتائج كاملة بالقول "سنحاول نشر الأرقام النهائية الليلة وإذا استغرق الأمر وقتا طويلا، في الغد".
وفي حال تأكدت النتائج، سيعني ذلك أن الرئيس حسن روحاني سيفقد الأغلبية المحدودة من الإصلاحيين والمعتدلين الداعمين له، والذين أثار انتخابهم ضجة قبل أربعة أعوام.
وقال سائق سيارة أجرة في طهران إن "الكثير ممن شاركوا في الانتخابات التشريعية الماضية فقدوا حماسهم منذ ذلك الحين".
ومع نشر الأرقام الرسمية تباعًا، توقعت وكالات الأنباء المقربة من المحافظين والمحافظين المتشددين الفوز الساحق لمرشحيهم.
وجاء في حصيلة غير رسمية نشرتها وكالة فارس للأنباء، أن 183 مقعدا من مقاعد مجلس الشورى البالغ عددها 290 مقعدا فُرزت بالفعل وأعلنت فوز 135 مرشحا محافظا.
وقدرت الوكالة العدد الإجمالي للمقاعد التي منحتها للإصلاحيين بـ 20 مقعدًا والمستقلين بـ 28.
وجرت الانتخابات البرلمانية الحادية عشرة منذ الثورة الإسلامية عام 1979 بعد تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن والإسقاط العرضي لطائرة أوكرانية في حادث أثار احتجاجات مناهضة للحكومة.
وقُدرت نسبة المشاركة في التصويت بحوالي 40 في المئة على مستوى البلاد، و30 في المئة في طهران، عند الوقت المقرر لإغلاق مراكز الاقتراع، وفقا لوكالة فارس. لكن السلطات مددت الاقتراع لست ساعات أخرى للسماح لأكبر عدد ممكن من الناخبين بالتصويت.
وقالت وكالة فارس إن نسبة المشاركة الرسمية ستعلن السبت، بينما من غير المتوقع إعلان النتائج الرسمية حتى يوم الأحد. وظلت المدارس وفق السلطات مغلقة السبت في عشرات المدن والبلدات مع استمرار الفرز.
وتعاني إيران من ركود عميق منذ أن أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تشديد العقوبات عليها بعد انسحابه في أيار/ مايو 2018 من الاتفاق النووي مع الدول الكبرى.
ورفض مجلس صيانة الدستور طلبات حوالي نصف المرشحين للانتخابات. ومعظم الذين رفضت طلباتهم معتدلون أو إصلاحيون، في حين يهيمن المحافظون على مجلس صيانة الدستور.